بقلم/كرم من الله السيد
لم أكن متلهفاً لقراءة نص التحقيقات مع قاتل فتاة المنصورة للفضول لأكتب عن بشاعة جريمة ، فالبشاعة موجودة في مجتمعنا بصور متعدده ومختلفة بداية من المفهوم المشوه للحب ومن يَحب ومن يُحب ، وصولاً الي ثقافة مجتمع مبتورة حول المرأة في كل مراحلها.. بل كنت متلهفاً لأصدق كلمات قد لا أري مثل صدقها في نصوص أخري .. سأسمع كلام من مذبوح أخيراً .. واثناء قراءتي لنص التحقيقات صلبتني جملة هي الوحيدة العاقلة وسط إخوتها من الجمل المجنونة .. حيث قال قاتل نيرة نصا: “حاكموا اللى اتريقو عليا وأهانونى” بهذه الجملة عرفنا من الجاني وكالعادة سنصمت عن المجرم الحقيقي ؟! إن الذي ذبح نيرة هم من أهانوا حب محمد لها.. من لم يوجهوه الي الفلسفة الحقيقة للحب .. مجموعة حوله من المجرمين لايزالون في مسرح الجريمة ، ويقبعون في كل ركن في مجتمعاتنا المختلفة الثقافات ..يهنون كل يوماً رجل انفجر بحبه لإمرأة .. يسفهونه .. يستحقرونه وكأنه أحب نعجة أو تعلق قلبه بصخرة ؟ ويكثفون من إجرامهم عندما تحب الفتاة ويزيدون علي تحقيرها بوصمها في شرفها مباشرة دون استثناءات !! أنا في صف الذين يقولون أن الحب درب من دروب الجنون ولما لا والمثل الأعلي لأغلب الأجيال هو مجنون ليلي؟ ولأثبت كلامي تعالو معي لنعيد شريط قصة نيرة ومحمد الي الخلف قليلا ونطرح اسئلة ونجاوب عليها بصدق ولو لمرة واحده .
ماذا لو تم احتواء حبها له بطريقة مختلفة دون الصد المهين له ولكل مشاعره التي استحوذت علي عقلة حتي تآكل كلياً؟
ماذا لو قصة حبه لها لم يسخر منها كل اصدقاءه من حوله وتفهموا حالة الحب التي تسللت من قلبه الي عقله دون ارادة منه؟ ومن يتحكم في حجم حبه وجحيمه منا سوي من رحم ربي؟
ماذا لو نيرة احترمت هذا الحب بشكل يليق به وبها ؟
ماذا لو تخللت فترة حبه لها درجات توعية مكثفة من مجتمع واعلام ومساجد وكنائس ومؤسسات دينية ومحاضرات عن أقدار المحبين وعن نقاء من يحب وعن درجات احترامه في المجتمع وعن فلسفة الفقد وارادة الله في اقدار المتحابين؟
ماذا لو منعت الرقابة علي الأفلام والمسلسلات والرويات مشاهد الإنتقام من المحبوبه بداية من المشهد الذي وصفوه بالمشهد العبقري للمخرج يوسف شاهين في فيلم باب الحديد عندما أراد القتل لمجرد انه لم يتزوج بهنومه .. وردد الكومبارس ” قناوي خلاص اتجنن بحب هنومه ” وصفقنا جميعا عندما سقطت السكين من يد قناوي؟ سكين لاحظت شئ؟
من فضلك أعد الشريط بضع ثواني حتي يعود محمد الي اسرته خلال العشرة أيام فقط التي تسبق الجريمة ، وأجبني علي هذا السؤال التي تمثل اجابته آخر دليل براءة لمحمد
أين اسرته من تغير حالة ابنهم في هذه الفترة ؟ وماذا لو احتوته .. عالجته .. اعترفت بحبه واعترفت حتي بجنونه .. شاب له قصة من بدايتها يحوم حولها الجنون وحاصرتها محاضر الشرطه ولم يمنع جنون حب ابنهم الجلسات العرفية ماذا لو اختزل كل فرد من اسرته دقائق من وقته لكبح جنون وانهيار وضياع ابنهم ؟
ياسادة .. ايها القضاة الأوائل لكل قضية مطروحه في مجتمع نصفه قاضٍ ونصفه الآخر جلاد وستقدمون انتم بعد قراءتكم لكلماتي دليل أن نصفكم قاض ونصفكم جلاد.. ولكن ما يهمني الآن ليس حكمكم ولا حتي جلدكم ما يهمني هنا أني قدمت دليل براءة قاتل فتاة المنصورة.
وهذا نص التحقيقات التي اخرجت منها دليل البراءة
لكن لما شفتها وقابلتها أول يوم فى الدراسة خطفت قلبى وقررت أصارحها بحبى، لكنها رفضتنى ورفضت حبى، واعتقدت إنها معندهاش ثقة فيا وإنها ظنت إنى غير صادق، ذهبت لأهلها أتقدم لخطبتها، لكنهم رفضونى لأنى طالب، وقالتلى أنت إزاى تتقدملى أصلا، أنت مش فى حساباتى ولا عمرى هاحبك ولا هرتبط بك، أنا ليا أحلام وطموحات غيرك».
وأضاف «قولت أستنى لما أخلص الكلية وأشتغل وأثبتلها حبى، لكن أصحابى اتريقو عليا وقالولى أنت هتفضل خام كدة ملكش علاقات وأى بنت تحب الولد اللي مقطع السمكة وديلها، وفى سنة ثانية شفتها بتتعاكس وكانت خناقة عليها، فأنا دخلت أهزأ الولد لكنه ضربنى قدامها.
فأصحابى اتريقو عليا وقالولى يا خبتك اضربت قدامها، وقالولى إنى كدا مش هملى عنيها، فروحتلها وقولتها أنا بحبك وبفكر فيكى على طول، وقولتلها أنا مش هسيبك تتجوزى غيرى، ولو اتجوزتى غيرى هقتلك، فضحكت عليا هى وصحبتها وقالولى يا عم روح أنت متعرفش حتى تقتل فرخة».
وتابع «شعرت بإهانة شديدة ومن يومها فكرت أتغير وأشرب حشيش علشان أكون راجل فى نظرها زى ما نصحونى أصحابى وبدأت أطاردها في كل مكان وكنت ببعتلها رسايل علشان تخاف وترتبط بيا لكنها كانت مصرة على موقفها، نيرة كانت من أرق البنات وكانت مؤدبة جدا والناس كلها بتحبها، فخوفت حد ياخدها منى فقررت أقتلها وكنت عايز أحتفظ براسها علشان أنا كنت بحب عيونها.
لذلك أنا شربت مخدرات علشان أقدر أقتلها وأثبت للجميع إنى مش ضعيف، وبعدين أنا مش ندمان إنى قتلتها علشان ربنا عارف أنا بحبها أد إيه، فأكيد هيجمعنى بها، متحكمونيش وحاكموا اللى اتريقو عليا وأهانونى، أنا عايز أتعدم من غير محاكمة، بس ليا طلب بعد ما تعدمونى ادفنونى فى حضنها أرجوكم».
وأثناء تمثيل المتهم للجريمة لم يستطيع تمثيلها وقال إنه لا يتذكر كيف فعلها وكل مايذكرة هو أنه كان يريد وجهها فقط لذلك ذبحها وكان يريد فصل رأسها حتى يحتفظ بها، ومثل جريمته بصعوبة