بقلم يحي خليفة
قطار الخُلع والطلاق اكتظت مقاعده وامتلأت عرباته وملحقاتها بمن فيها، وكذلك زادت سرعته المهلكة المدمرة بضجيجها فألغت الميثاق رغم غلظته وقوته ودمرت السكن العامر بالمودة والرحمة وفرقت الأحباب والجماعات والأزواج وشتت الشمل وتضررت الأسر بسبب كلمة سهلة النطق بغيضة المعنى، والفعل مكروه على الألسن، وأقوالها يشيب لها الولدان ويشقى بها ذوو العقل ويحتار الحكيم من فعلها ويفرح بها الشيطان وإبليس وكل ذي شر وحاسد وحاقد وبغيض ..
هذه الكلمة الخطيرة “الطلاق” رغم سوئها هي وأخواتها وأقرانها لكنها زادت في القول والفعل وارتفعت نسبتها في المجتمع وتحتاج للتكاتف وإلي وضع جهاز ساهر ليحد من سرعتها حتى تخف، ويتم السيطرة عليها قبل إن تحرق المزيد وتغرق الكثير بأمواجها العاتية والعالية. وللحد منها ومن نسبتها يكون الحل في التوعية والتثقيف بمخاطرها على الفرد والمجتمع وسن الأنظمة والتشديد فيها ولا تكون بالسهولة التي تكون مطمعا وهدفا لكل من توسوس له نفسه الأمارة بالسوء وتسول له بإتباع هواها وتلبيس إبليس بدون تفكير في المخرجات ونتائجها.
ومن اطلع على النسبة يشعر بالألم لمشكلة الطلاق المتزايدة في الارتفاع وخاصة في طلاق الخلع الذي زادت نسبته عن المعقول، ومن بحث كذلك عن أسباب الطلاق والخلع والمسببات يجدها سهلة غالبا ولا تذكر ولا تعد سببا يؤدي لفسخ الميثاق الغليظ وهدم سكن المودة والرحمة، فجلها سهلة ويمكن حلها والتغلب عليها لو حكم العقل والمنطق والقلب والنفس والضمير بالصبر والتصبر.
والأسباب والمسببات كثيرة للطلاق لذلك أتمنى من الدعاة وأئمة المساجد والمصلحين والمدربين ومعرفي القبائل والمشايخ والأزواج بذل الجهد من أجل الحد من سرعة قطار الطلاق وخاصة طلاق الخلع الذي انتشر بنسبة غير مسبوقة ومن أراد إن يعرف نسبته فليبحث عنها في موقع وزارة العدل وسيعرف أنها مشكلة تحتاج إلى حل وتثقيف قبل إن تتحول إلى ظاهرة اجتماعية وموضة تقليدية.
وأقترح كذلك التريث في إصدار صك الطلاق بأنواعه مؤقتًا على الأقل إلا في الحالات الأكثر تضررًا وبحاجة للطلاق والتفريق بينهم.
ومن يتقدم للطلاق يفضل إعطاؤه دورة تثقيفية وتأهيلية يقوم عليها مدربون ومشايخ ومصلحون على دراية وعلم وفصاحة وبعد هذه الدورة إذا استمر على رأيه يتم ما يريد وإذا جنح للحكمة والعدل فالله لطيف بعباده وعفا الله عمًا مضى وكان