أعلن الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية ووزير الصناعة والنقل، عن إطلاق الطرح الثاني بمدينة الجلود بالروبيكي ضمن المرحلة الثالثة المخصصة لتصنيع المنتجات الجلدية النهائية والإكسسوارات، وذلك عبر منصة “مصر الصناعية الرقمية” (www.madein.eg) خلال الفترة من 5 إلى 27 يوليو 2025.
وأوضح الوزير أن الطرح الجديد يشمل 36 مصنعًا جاهزًا للتشغيل بمساحات متنوعة تبدأ من 121 م² وتصل إلى 2000 م²، لتناسب مختلف فئات المستثمرين.
المزيد حول المدينة في التقرير التالي:
من الحلم إلى الحقيقة.. “الروبيكي” ترى النور
بعد سنوات من التعطيل والتأجيل، تحولت فكرة إقامة مدينة متخصصة لصناعة الجلود إلى واقع في أعقاب ثورة 30 يونيو، حيث صدرت التوجيهات الرئاسية من الرئيس عبد الفتاح السيسي عام 2014 لتدشين مدينة الروبيكي، التي أُقيمت على مساحة 1629 فدانًا بمدينة بدر، وتضم وحدات إنتاجية، مركز تكنولوجي للدباغة، ومنشآت وفق أحدث النظم العالمية.
وفي حديث لـ”بوابة أخبار اليوم”، وصف المهندس محمود سرج، رئيس المجلس التصديري للجلود، مدينة الروبيكي بأنها “قبلة الحياة” لصناعة الجلود المصرية، مؤكداً أن المشروع شكل نقطة تحول وضعت مصر على خارطة التصدير العالمية بمنتجات تنافس العلامات الكبرى.
وأشار إلى أن 98% من الجلود المصرية تُصدّر إلى دول مثل إيطاليا، اليونان، الصين والهند، بفضل جودتها وسمعتها العالمية في قارات أوروبا وآسيا وأفريقيا وأمريكا.
◄ حقيبة واحدة بـ7 آلاف يورو!
كشف “سرج” أن إحدى أشهر الماركات العالمية تصنّع حقائبها من الجلد المصري، وتُباع الواحدة منها بنحو 7 آلاف يورو «أكثر من 400 ألف جنيه مصري»، ما يعكس قيمة الجلد المصري في الأسواق الفاخرة، مشددًا على ضرورة تطوير المجازر لمنع إهدار هذه الثروة وتوسيع فرص التصنيع النهائي محليًا.
وأكد المهندس محمود سرج، أن حجم الثروة الحيوانية في مصر يقدر بنحو 6 ملايين رأس ماشية، يُخصص جزء منها لاستخلاص الجيلاتين والجزء الآخر للدباغة، مشيرًا إلى أن قيمة صادرات الجلود المصرية تقترب حاليًا من 100 مليون دولار سنويًا.
◄ التحديات قائمة.. والحل في المنتج النهائي
رغم النجاحات، لا تزال التحديات قائمة، حيث شدد محمود سرج، على أن تصدير الجلود كمواد خام يقلل من القيمة المضافة، مشيرًا إلى أن الحل يكمن في التركيز على تصنيع المنتجات النهائية مثل الأحذية والحقائب، والتي تحقق أرباحًا أعلى في الأسواق العالمية.
طالب رئيس المجلس التصديري للجلود، بجذب مزيد من الاستثمارات الأجنبية، مؤكدًا أن تطوير الصناعة وتوفير بيئة إنتاج تنافسية كفيل برفع صادرات القطاع إلى مليار دولار في غضون 4 سنوات فقط.
بحسب المهندس محمود سرج، فقد حصدت مدينة الجلود بالروبيكي، التي تضم أكثر من 100 مصنع حاليًا، العديد من الشهادات الدولية المعتمدة، وأصبحت نموذجًا يُحتذى به، خاصة في التوافق البيئي وجودة البنية التحتية، مما يعزز مكانتها كمركز عالمي لصناعة ودباغة الجلود.
◄ دعم حكومي غير مسبوق.. وشهادة تقدير للفريق كامل الوزير
أثنى “سراج” على الدعم الحكومي، خاصة من الفريق مهندس كامل الوزير، نائب رئيس الوزراء للتنمية الصناعية، الذي وصفه بـ”شريك النجاح”، مشيرًا إلى سرعة استجابة الوزير لمطالب المصنعين وحرصه على تطوير بيئة التصنيع المحلي.
وأشار محمود سرج، إلى أن فكرة مدينة الروبيكي تعود إلى الثمانينات، لكنها تحققت فقط في ظل قيادة الرئيس السيسي، الذي دعم المشروع وسهّل نقل صناعة الدباغة من منطقة مجرى العيون إلى الروبيكي في عام 2018.
أوضح المهندس محمود سرج، أن المركز التكنولوجي الذي تسلمه المصنعون، من وزارة الصناعة سيُمكّن صغار المنتجين من تطوير منتجاتهم وفق أعلى المعايير، ما يعزز قدرة مصر التنافسية في السوق العالمي، مؤكدًا أن مصر تمتلك البنية الصناعية القادرة على المنافسة عالميًا في قطاع الجلود.
◄ طرح المصانع بأسعار تنافسية.. ثقة المستثمرين ترتفع
وفي وقت سابق، أكدت وزارة الصناعة أن الإقبال الكبير على الوحدات المطروحة يرجع إلى التيسيرات غير المسبوقة التي حرصت الشركة على توفيرها من خلال طرح المصانع بأسعار تنافسية وبتيسيرات كبيرة في السداد تشجيعاً للمستثمرين ورواد الأعمال، كما يعكس ثقة المستثمرين المحليين والأجانب في المناخ الاستثماري في مصر على وجه العموم في ظل دعم القيادة السياسية غير المحدود لملف الصناعة والتوجيهات المباشرة بتذليل كافة تحديات الاستثمار الصناعي وتقديم التيسيرات اللازمة لتشجيع تدفق رأس المال المحلي والأجنبي.
وفقًا للوزارة، فإن المرحلة الثالثة من المدينة شهدت طلبات ضخمة من كبرى العلامات التجارية، وبعض المستثمرين طالبوا بتخصيص أكثر من مصنع لكل منهم، مما دفع الوزارة للتعجيل بطرح المرحلة الثانية.
◄ توجيهات الفريق كامل الوزير.. “كلمة السر”
حرص الفريق كامل الوزير على تجهيز المرحلة الثالثة لتكون منصة لصناعة المنتجات الجلدية النهائية والتصدير، من خلال استقطاب العلامات التجارية الكبرى لتكتمل سلسلة القيمة من الدباغة إلى المنتج النهائي.
أكدت الدكتورة ناهد يوسف، رئيس شركة القاهرة للاستثمار والتطوير، أن المدينة شُيدت وفق رؤية تكاملية في 3 مراحل: من الدباغة، مرورًا بالصناعات المغذية، وصولًا إلى تصنيع المنتجات النهائية والاكسسوارات، بما يضمن توافر جميع عناصر الإنتاج داخل المدينة.
◄ مدينة صديقة للبيئة بموقع استراتيجي فريد
ولعل المتابع لما يحدث في الروبيكي، يدرك أنه تم إنشاء مدينة الجلود هناك وفق أعلى المعايير العالمية على المستوى الإنشائي والتقني والتوافق البيئي، حيث تعد نموذجا يحتذى به للمدن الصديقة للبيئة، والأكثر كفاءة وفعالية في استخدام الموارد، في ظل الموقع الفريد للروبيكي بقلب مدينة بدر بالقاهرة الكبرى، وقربها من الموانئ التصديرية البحرية والجوية والبرية والجافة، وتخدمها شبكات طرق متميزة داخلية وخارجية وسكك حديدية، مما يضمن سلاسة تدفق الخامات والمنتجات وتنقلات الأيدي العاملة من وإلى المدينة.
يحصل المستثمرون بالروبيكي على 50% إضافية من قيمة رد أعباء الصادرات، فضلًا عن وجود مركز تكنولوجي ومركز تدريب ومنطقة خدمية متكاملة تضم بنوكًا، مطاعم، وحدة إسعاف، وإطفاء.
◄ خط سكك حديد لربط الروبيكي بالموانئ
وفي الثامن من أبريل الماضي، شهد الفريق مهندس كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، توقيع الاتفاق التنفيذي لاتفاقية التسهيلات الائتمانية الموقعة بين مصر والوكالة الفرنسية للتنمية، لمشروع إنشاء خط السكك الحديدية الروبيكي – العاشر من رمضان – بلبيس، وأشار إلى أن المشروع يشمل إنشاء خط بطول حوالي 18,5 كم لربط خط سكك حديد “القاهرة / الروبيكي /السويس” بالميناء الجاف والمنطقة اللوجيستية بالعاشر من رمضان.