كتب/كرم من الله السيد
مقدمة روايتي ” صف أول علي البحر”
بوضعية الجنين في بطن أمه، ظلت ساكنة في سريرها دون حراك، كانت بصمتها تريد أن تبرر لنفسها عمراً كاملاً من الإنتظار، فشل الجميع في ري ابتسامتها وفك أسر رموش عيناها ، تكره هي الاسئلة الرتيبه بل كانت تحتاج أن لا يسألها احدهم عن اسم مرضها، ومكانه وسببه، بل كانت تحتاج الي أن يسألها أحدهم عن اسم حبيبها، عن طريقه عن سر غيابه .
حتي جاء صوته بهمس لقلبها، فظهر الندي فجأة علي ثغرها، ونبتت الشمس علي جبينها ، ونفض صوته الغبار عن قامتها فعادت ممشوقة الشوق من جديد .
مد يده فلمس أناملها الذابلة وقال لها : نحن أمام البحر تحول سريرها فجأة الي شاطئ مشمس بنسيم صارخ الملامح، وبلهفة مغموسة بشوق غرست أناملها في كفه ثم حكت ..وبكت وشكت ..وقالت ……