
يزور وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن السعودية الثلاثاء، أين يبحث عدة قضايا قد تتضمن التطبيع بين الرياض وتل أبيب، فضلا عن التوصل إلى اتفاق بشأن أسعار النفط والتصدي للنفوذ الصيني والروسي. ويعوّل على الزيارة لدفع العلاقات بين بلاده والسعودية بعد سنوات من الفتور بسبب النفوذ الإيراني في المنطقة والأمن القومي وأسعار النفط وقضية جمال خاشقجي.
وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الثلاثاء إلى السعودية، حليف الولايات المتحدة الإستراتيجي في المنطقة، في زيارة ستستمر ثلاثة أيام وهدفها تعزيز العلاقات التي تشهد تشنجا مع المملكة الغنية بالنفط، والتي لا تخفي طموحها في توسيع علاقاتها مع خصوم واشنطن.
وحطت طائرة بلينكن في مدينة جدة المطلة على البحر الأحمر عند حوالي الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (17,00 ت غ)، حسبما أفاد صحافي مرافق وكالة الأنباء الفرنسية، في أول زيارة له إلى المملكة منذ أن قررت الرياض وطهران استئناف علاقاتهما الدبلوماسية في اتفاق رعته الصين في مارس/آذار الماضي، بعد قطيعة استمرّت سبع سنوات.
ومن المتوقع أن يلتقي بلينكن خلال زيارته للعاصمة الرياض ومدينة جدة الساحلية بمسؤولين سعوديين كبار وربما بولي العهد الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للمملكة.
وتأتي زيارة بلينكن التي تستمر من السادس إلى الثامن من يونيو/حزيران لأكبر مُصدر للنفط في العالم بعد أيام من تعهد الرياض بخفض إنتاجها النفطي بصورة أكبر، في خطوة من المرجح أن تزيد التوتر الذي تعاني منه بالفعل العلاقات الأمريكية السعودية بسبب سجل المملكة في حقوق الإنسان والخلافات بشأن سياسة واشنطن مع إيران.
ومن بين أهداف الزيارة إعادة التفاهم مع الرياض بشأن أسعار النفط والتصدي للنفوذ الصيني والروسي في المنطقة وتعزيز الآمال في تطبيع العلاقات السعودية الإسرائيلية في نهاية المطاف.
وهذه هي الزيارة الثانية لمسؤول أمريكي كبير في الآونة الأخيرة. وزار مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان السعودية في السابع من مايو/أيار.
وقال بلينكن أمام لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية (أيباك) المؤيدة لإسرائيل الإثنين إن لواشنطن “مصلحة حقيقية تتعلق بأمنها القومي” في الدعوة لتطبيع العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل والسعودية، لكنه أشار إلى أن ذلك لن يحدث بسرعة.
“إعاقة تقارب الرياض مع بكين”
وقال ريتشارد جولدبرغ، كبير المستشارين في مؤسسة (الدفاع عن الديمقراطيات) البحثية ومقرها واشنطن، إن إثناء الرياض عن تعزيز علاقاتها مع الصين ربما يكون الجانب الأكثر أهمية في زيارة بلينكن.
وأضاف أنه سيتعين على بلينكن أن يوضح “لماذا لا تتوافق المصالح الصينية مع السعودية، وكيف سيعوق التقارب في العلاقات بطريقة استراتيجية (مع بكين) العلاقات الوثيقة مع واشنطن”.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال خلال حملته الانتخابية عام 2019 إنه سيجعل السعودية “منبوذة” إذا تم انتخابه، وبعد فترة وجيزة من توليه منصبه في عام 2021، سمح بالكشف عن تقييم للمخابرات الأمريكية أشار إلى أن ولي العهد السعودي أعطى موافقته على عملية لاعتقال أو قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي.
وتضخ المملكة مئات المليارات من الدولارات من أجل تقليل اعتماد اقتصادها على النفط. واقترنت الإصلاحات بعدد كبير من الاعتقالات لمنتقدي الأمير محمد وكذلك رجال أعمال ورجال دين ونشطاء حقوقيين.
وقال مسؤولون أمريكيون في إفادة للصحفيين بشأن الزيارة الأسبوع الماضي إن هناك “حوارا مستمرا بشأن تعزيز حقوق الإنسان والحريات الأساسية” مع السعودية، لكنهم رفضوا الإفصاح عما إذا كان بلينكن سيطلب أي ضمانات من مسؤولي السعودية بهذا الشأن.