تمتص المحيطات نحو 30% من ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي، وهي بذلك تُعد بالوعة كربونية، حيث يضع العلماء آمالًا كثيرة عليها للتخفيف من آثار التغيرات المناخية، لكنها أيضًا تتأثر بالاحتباس الحراري. وهذا ما كشفت عنه العديد من الدراسات.
ويُسبب ارتفاع درجات حرارة المحيطات الكثير من الاضطرابات في النظم البيئية البحرية، وفي فيزياء المحيطات نفسها، ويتجلى ذلك في تغيرات بدرجات حرارة وحامضية المحيطات، وكذلك التغيرات في درجات ملوحتها. إضافة إلى زيادة مستويات بخار الماء في الغلاف الجوي، وهو أحد الغازات الدفيئة القوية، يؤثر على العواصف المطرية وله دور بارز في شن الظواهر الطقسية المتطرفة.
احترار متزايد
ولأنّ المحيطات عالم كبيرة، لا نعرف سوى 20% منه، أو هكذا يزعم العلماء. وما زالوا يبحثون في أغوارها وظلماتها؛ ليكشفوا المزيد حول ذلك العالم الغامض. ويسعى كثيرون لدراسة مدى تأثرها بالتغيرات المناخية والاحترار العالمي الذي يمر به العالم اليوم.
وفي هذا الصدد، عملت مجموعة بحثية للبحث في مدى تأثر المحيطات بارتفاع درجات الحرارة. ووجدوا أنّ حرارة المحيطات ترتفع في نطاقين يمتدان حول العالم، بوتيرة أسرع، أحدهما في نصف الكرة الجنوبي والآخر في نصف الكرة الشمالي. ونشر الباحثون دراستهم أونلاين في “جورنال أوف كلايمت” (Journal of Climate) في 23 أبريل/نيسان 2025.
معالجة
عالج الباحثون بيانات ضخمة للغلاف الجوي والمحيطات؛ لتقييم شرائط من المحيطات لعمق 2000 متر في الفترة ما بين عامي 2000 إلى 2023. وقارنوا التغيرات في محتوى الحرارة بخط الأساس للفترة ما بين عامي 2000 إلى 2004.
ووجد الباحثون أنّ نطاقات الحرارة قد تطورت منذ عام 2005 مع التحولات القطبية في التيار النفاث، بالإضافة إلى الرياح القوية التي تهب من الغرب إلى الشرق.
وحددوا نطاقين ترتفع فيهما درجات الحرارة بأسرع وتيرة في العالم، النطاق الأول، واقع بين 40 إلى 45 درجة جنوبًا، ويتجلى هذا حول تسمانيا ومياه المحيط الأطلسي شرق الأرجنتين ونيوزيلندا.
أما النطاق الثاني؛ فهو يقع حول خط عرض 40 درجة شمالًا، ويظهر تأثيره الأكبر في المياه الواقعة شرق الولايات المتحدة في شمال المحيط الأطلسي وشرق اليابان في شمال المحيط الهادئ.
كما لاحظ الباحثون أنّ الاحترار غائب في المناطق شبه الاستوائية بالقرب من خط عرض 20 درجة في نصفي الكرة الأرضية، ما أثار العديد من التساؤلات.