رحل كما عاش.. بسيطًا، هادئًا، زاهدًا في المظاهر، اختار البابا فرنسيس، بابا الفقراء والقلوب، أن يُودع العالم بطريقة تُشبهه، وتُشبه صلواته الهادئة.
في وصية جنازته التي لم تكن مجرد طقس، بل كانت رسالة.. رسالة حياة، كتبها بتواضع حتى آخر سطر.
وداع مختلف لبابا استثنائي
بعيدًا عن البروتوكولات المهيبة، خالف البابا فرنسيس القواعد التقليدية حتى في مماته، فلم يقبل التوابيت الثلاثة المتوارثة منذ قرون، بل اختار تابوتًا خشبيًا بسيطًا، مبطنًا بالزنك. بلا زخارف، بلا رتوش.
في مشهد غير مسبوق، اختفى “الكتافالك”، المنصة الملكية التي كانت تعرض جثامين الباباوات للوداع الأخير، حيث اختار البابا فرنسيس ر أن يُلقى عليه السلام أمام نعش مغلق، بلا استعراض، بلا بهرجة، لتكون لحظة وداع تأملية، تليق برجل اختار التواضع من الباب الأول حتى الباب الأخير، وفقًا لشبكة «سكاي نيوز عربية».
دفنه خارج الفاتيكان.. بين الناس
لأول مرة منذ أكثر من 100 عام، يُدفن البابا فرنسيس، خارج أسوار الفاتيكان، ليكون مع البُسطاء، فقبل وفاة البابا فرنسيس، طلب أن يُوارى الثرى في كنيسة القديسة مريم الكبرى، المكان الذي لطالما لجأ إليه خفية للصلاة، وكأنه يقول: “إنني واحد منكم.. حتى النهاية”.
رفض القصور، وركب السيارات الصغيرة، وعاش في دار ضيافة بدلًا من القصر الرسولي.
واليوم، بعد وفاة البابا فرنسيس، رفض بابا الفاتيكان بوصيته امتياز الموت الفخم، البابا الذي هاجم الترف، اختار أن تكون جنازته امتدادًا لمبادئه، لم يكن بابا يُحب الواجهة..بل الروح.
الكرسي الشاغر
بوفاة البابا فرنسيس، يفتح الفاتيكان صفحة جديدة.. مجمع الكرادلة (الكونكلاف) على الأبواب، خلف جدران كنيسة سيستين، تبدأ المشاورات السرية لاختيار خليفته.. ليكون السؤال الحالي… من سيكون البابا التالي؟ ومن سيحمل عباءة القيادة ويكمل الرسالة؟
120 كاردينالًا.. والدخان الأبيض المنتظر
بنظام دقيق، يبدأ 120 كاردينالًا دون سن الثمانين التصويت، جولات متتالية، صمت، وصلاة، وانتظار.
ووحده الدخان الأبيض سيعلن ميلاد الحقبة القادمة، وعندها، ستُفتح شرفة كاتدرائية القديس بطرس، ليطل منها صوت جديد بعد وفاة البابا فرنسيس قد يحمل الهمّ، لكن بروح فرنسيس.
اقرأ أيضًا| كيف كانت الساعات الأخيرة في حياة البابا فرنسيس؟
وكان قد أعلن الفاتكيان، منذ قليل، وفاة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض.
وكان البابا فرنسيس قد نُقل في وقت سابق إلى مستشفى جيميلي في روما إثر تدهور حالته الصحية، حيث عانى من مضاعفات التهاب رئوي مزدوج، قبل أن يعود إلى بابا الفاتيكان في حالة مستقرة، حسبما ذكرت مصادر طبية آنذاك.
اقرأ أيضا: البابا فرنسيس يندد بالوضع المأساوي في غزة ويطالب بوقف إطلاق النار
ويُعد البابا فرنسيس أول بابا من أمريكا اللاتينية، وقد تولّى منصبه في مارس 2013، خلفًا للبابا بنديكتوس السادس عشر.
عُرف بمواقفه الإنسانية ودعواته المتكررة للسلام والعدالة الاجتماعية، كما كان له حضور بارز في عدد من الملفات الدولية والحوارات بين الأديان.
ومن المتوقع أن يعلن الفاتيكان خلال الساعات المقبلة تفاصيل مراسم الجنازة، إلى جانب انطلاق عملية اختيار البابا الجديد عبر اجتماع مجمع الكرادلة.