أعلن وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي، أن الغاز الطبيعي من حقل كرونوس القبرصي من المقرر أن يصل إلى مصر بحلول عام 2027، واصفا الاتفاقية المتعلقة بهذا الشأن بأنها “مهمة جداً لتعزيز أمن الطاقة في مصر”.
وأوضح الوزير في مؤتمر صحفي اليوم الأربعاء أن ذلك في إطار سعي مصر لترسيخ مكانتها كمركز إقليمي للطاقة وتأمين احتياجاتها المتزايدة من الغاز الطبيعي، خاصة في ظل التحديات العالمية المتعلقة بإمدادات الطاقة وتقلبات الأسعار.
وأكد أن الوزارة تعمل على تسريع وتيرة تنفيذ كافة المشروعات المتعلقة باستقبال ومعالجة الغاز القبرصي، بالتعاون مع الشركاء الدوليين، لضمان بدء التدفقات في الموعد المحدد، بما يدعم خطط التنمية المستدامة وأمن الطاقة لمصر.
ومن المتوقع أن يسهم الغاز المستورد من حقل كرونوس، الذي تم اكتشافه في عام 2022 ويقدر احتياطيه بأكثر من 3 تريليونات قدم مكعب، في دعم الشبكة المحلية وتوفير كميات إضافية للتسييل وإعادة التصدير عبر البنية التحتية المصرية المتميزة، ولا سيما محطتي الإسالة في إدكو ودمياط.
يذكر أن هذه الخطوة تتويجًا لسلسلة من اتفاقيات التعاون الموقعة بين مصر وقبرص في مجال الطاقة على مدار السنوات الماضية، ففي فبراير 2025، شهد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره القبرصي نيكوس خريستودوليدس، التوقيع على اتفاقية حكومة مضيفة بين مصر وقبرص وشركتي إيني وتوتال إنرجيز (المشغلين لحقل كرونوس في القطاع ٦ بالمياه القبرصية). تهدف هذه الاتفاقية إلى تسهيل نقل ومعالجة غاز كرونوس في المرافق المصرية القائمة، بما في ذلك تسهيلات حقل ظهر، ومن ثم تسييله في محطة دمياط لتصديره إلى الأسواق الأوروبية.
وتنظر كل من مصر وقبرص إلى هذا التعاون كنموذج للشراكة الإقليمية الناجحة في قطاع الغاز، مما يعزز من استغلال موارد شرق المتوسط ويسهم في تحقيق أمن الطاقة لدول المنطقة والاتحاد الأوروبي، كما يتماشى هذا التوجه مع استراتيجية مصر الطموحة للتحول إلى مركز رئيسي لتجارة وتداول الغاز والبترول في المنطقة، مستفيدة من موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية المتطورة.