Site icon جريدة مصر اليوم

هل تنجح مصر في إيقاف حرب غزه بعد الجوله الخليجيه الاخيره؟؟؟

كتب/خيري عبدربه

مسألة نجاح مصر في وقف الحرب في غزة بعد الجولة الخليجية الأخيرة (والتي تشمل دولًا مثل قطر والإمارات والسعودية) هي مسألة معقدة وتعتمد على عدة عوامل داخلية وإقليمية ودولية. إليك تحليل مُبسط للأمر:

 

*1. جهود مصر التاريخية في الوساطة:*

لمصر تاريخ طويل في لعب دور الوسيط بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، خاصة في حروب غزة السابقة (مثل حرب 2014 و2021). وقد نجحت في تحقيق هدنات مؤقتة عبر مفاوضات غير مباشرة.
تتمتع مصر بعلاقات استراتيجية مع إسرائيل (اتفاقية السلام 1979) وقنوات اتصال مع حركة حماس، مما يعزز مكانتها كوسيط محتمل.

### *2. الجولة الخليجية الأخيرة:*

في إطار التحركات الدبلوماسية المكثفة، تبذل مصر جهودًا مع حلفائها الخليجيين (مثل قطر والإمارات) لتعزيز ضغط إقليمي ودولي لوقف الحرب.
دول الخليج (خاصة قطر) لديها نفوذ مالي وسياسي على الأطراف، وقد تساهم في إقناع حماس أو تخفيف حدة الموقف.

*3. التحديات الرئيسية:*

– *تعقيد الصراع:* الحرب الحالية أكثر شراسة من سابقاتها، مع تصعيد غير مسبوق من الجانبين (إسرائيل وحماس)، ووجود خلافات عميقة حول قضايا مثل تبادل الأسرى وفتح معابر غزة.
– *الانقسامات الفلسطينية:* الانقسام بين حماس في غزة والسلطة الفلسطينية في الضفة يُضعف الموقف التفاوضي الموحد.
– *المواقف الإقليمية:* ليست جميع الدول الخليجية على توافق في الرؤية (بعضها يرى حماس “تنظيمًا إرهابيًا”، بينما تدعمه دول أخرى).
– *الضغوط الدولية:* الموقف الأمريكي والأوروبي الداعم لإسرائيل قد يُعقّد جهود وقف إطلاق النار دون ضمانات سياسية.

*4. هل النجاح ممكن؟*

– *إمكانية نجاح محدودة:* قد تنجح مصر في تحقيق هدنة مؤقتة (كما حدث سابقًا)، لكن تحقيق سلام دائم يظل بعيد المنال دون حل جذري لقضايا مثل الحصار على غزة والوضع السياسي الفلسطيني.
– *الدور الخليجي:* إذا توحدت الضغوط الخليجية مع الموقف المصري، قد تُحدث تأثيرًا أكبر على إسرائيل وحماس، خاصة مع احتمال تقديم حزم دعم اقتصادي لإعادة إعمار غزة.

*5. الخلاصة:*

الوضع الراهن يتطلب تحركًا جماعيًا عربيًا ودوليًا، وليس جهود مصر وحدها. النجاح مرهون بمدى استعداد الأطراف المتحاربة لقبول التنازلات، ووجود ضامن دولي (مثل الأمم المتحدة) لمراقبة أي اتفاق. في الوقت الحالي، لا يزال الطريق طويلًا نحو حل دائم، لكن جهود الوساطة المصرية-الخليجية قد تُسهم في تخفيف حدة العنف مؤقتًا.

Exit mobile version