ووفقا لموقع «nypost»، لم يتم تحديد السبب الدقيق وراء هذا التسارع المفاجئ في دوران الكوكب بعد، حيث يواصل الباحثون دراسة العوامل المحتملة التي قد تؤثر على سرعة دوران الأرض. وتتراوح النظريات الأولية بين التغيرات في مركز نواة الأرض، وتأثيرات المناخ العالمي، وحتى الظواهر الفلكية الدقيقة.
ويعتبر هذا الاكتشاف ذا أهمية علمية كبيرة، حيث يمكن أن يؤثر على العديد من الأنظمة العالمية الدقيقة، بما في ذلك الأقمار الصناعية وأنظمة تحديد المواقع (GPS)، والتي تعتمد بشكل كبير على دقة توقيت دوران الأرض.
ما هو طبيعي.. وما هو غير طبيعي؟
ومن الطبيعي أن تتغير سرعة دوران الأرض بشكل طفيف على مدار العام، لكن التغيرات المفاجئة أو الكبيرة تثير اهتمام العلماء، وهذه التغيرات تحدث عادةً بسبب عوامل مثل ذوبان الأنهار الجليدية، والزلازل القوية جدًا، وحتى التغيرات في دوران نواة الأرض السائلة.، ومع ذلك، فإن التسارع الأخير الذي سيؤدي إلى أقصر أيام في صيف 2025 يبدو أنه يتجاوز هذه التغيرات المعتادة، مما يجعله لغزًا علميًا.
ماذا يعني أقصر يوم؟
عندما نقول “أقصر يوم”، لا يعني هذا أن اليوم سيختصر بشكل ملحوظ لدرجة أنك ستلاحظه في حياتك اليومية، والحديث هنا عن أجزاء من الألف من الثانية، ومع ذلك، هذه الأجزاء الصغيرة لها أهمية كبيرة في حسابات دقيقة للغاية، خاصة في المجالات الأتية:
تحديد المواقع العالمية (GPS)
أنظمة تحديد المواقع العالمية (GPS)، تعتمد على توقيتات دقيقة للغاية من الأقمار الصناعية لتحديد المواقع، أي تغير في سرعة دوران الأرض يمكن أن يؤثر على دقة هذه الأنظمة، مما يتطلب تعديلات مستمرة.
التوقيت العالمي المنسق (UTC)
هذا هو المعيار الزمني الذي تعتمد عليه كل دول العالم. يتم أحيانًا إضافة “ثانية كبيسة” (leap second) لضبط التوقيت العالمي مع دوران الأرض. لكن في حال تسارع الدوران، قد يحتاج العلماء إلى “ثانية سلبية” (negative leap second) لأول مرة، وهذا تحدٍ تقني كبير.
لماذا يهتم العلماء بهذه الظاهرة؟
يهتم العلماء بهذا التسارع لأنه يمكن أن يكشف عن معلومات جديدة حول العمليات الداخلية للأرض. على سبيل المثال، يمكن أن يشير إلى تغيرات في نواة الأرض الخارجية السائلة أو تفاعلات مع الوشاح الصلب. فهم هذه الظواهر يساعدنا على فهم أفضل لكوكبنا وديناميكيته.
التداعيات المستقبلية المحتملة
تحديات تقنية
إذا استمر هذا التسارع، فسيتعين على المهندسين والعلماء تطوير طرق جديدة للتعامل مع هذا التغير في التوقيت، خاصة في الأجهزة والأنظمة التي تتطلب دقة متناهية.
دراسات جيوفيزيائية
يمكن أن يدفع هذا الاكتشاف إلى مزيد من الأبحاث في مجال الجيوفيزياء لفهم أعمق للعلاقة بين دوران الأرض والظواهر الجيولوجية.
وفي حين أن الفرق في طول اليوم قد يكون ضئيلًا وغير محسوس بالنسبة لغالبية الناس، إلا أن تداعياته العلمية والهندسية قد تكون كبيرة.
هذا ويترقب المجتمع العلمي بفارغ الصبر المزيد من الأبحاث لتحديد الأسباب الكامنة وراء هذا التسارع وفهم آثاره المحتملة على المدى الطويل.