Site icon جريدة مصر اليوم

مجنون ولكن

بقلم يحي خليفه

تقول النكتة بان احدهم توقف بسيارته بجانب سور مستشفى الامراض النفسية ليغير إطارا مثقوبا وبعد أن فك الإطار ترك صواميله الأربعة على الأرض وادخل جسمه في صندوق السيارة ليخرج الإطار الاحتياطي وفي هذه الأثناء مر شخص آخر وأحب أن يعبث مع صاحبنا فاخذ الصواميل الأربعة وابتعد بها لمكان لا يراه فيه السائق وجلس ليراقب ردة فعله عندما يكتشف الأمر وكان احد نزلاء المستشفى جالسا بالصدفة على السور يشاهد ما يحدث ولما رأى السائق أخذه الغضب والحيرة لا يدري ماذا يفعل نادى عليه هل لي أن أساعدك؟ عندي لك اقتراح يحل المشكلة , فرد عليه صاحبنا بنرفزة واستخفاف هذا ما ينقصني مجنون مثلك!

فصاح به النزيل اسمع: فك ثلاثة صواميل واحدة من كل إطار واربط بها الإطار الرابع وقد سيارتك إلى اقرب محطة لربط الصواميل الناقصة نظر إليه صاحبنا مندهشا وقال وكيف خطرت لك الفكرة وأنت المجنون, فرد عليه ضاحكا ماشي الحال : أنا مجنون , ولكني لست حمارا مثلك.

هذا النزيل الذي هو مريض نفسي او (مجنون ) كما بعرف عموم المجتمع , الذي هو المسئول عن وضعه في هذا المكان لتقدم له رعاية خاصة ,ولإبعاد أذاه المحتمل لنفسه ولأسرته وباقي أفراد المجتمع ان بقي حرا بسبب ظروفه النفسية الشديدة أو العقلية.

السؤال الهام : أليس هناك من هم اشد منه جنونا وأكثر خطرا على المجتمع ويتمتعون بكامل حريتهم لان المجتمع نفسه يصنفهم على أنهم عقلاء!!!.

فالسيارات التي تنطلق بسرعات جنونية لتشكل سببا رئيسيا لحوادث مرعبه تحصد في كثير من الأحيان أرواحا بريئة إضافة لأرواح سائقيها وتتسبب في دمار واسع للممتلكات الخاصة والعامة أليس سائقيها هم المجانين ؟ فكيف لعاقل ان يقود سيارته داخل مدينة في شارع مزدحم بسرعة مرعبة ويتنقل بين السيارات يمينا ويسارا بطريقة أفعوانية معرضا حياته وحياة الاخرين لخطر داهم عند اقل هفوة ؟ أليس هذا المجتمع الذي يعاني من مثل هؤلاء المتهورين هو من يرتكب خطئا فادحا بتركهم يقودون مركباتهم برخص رسمية كما يحلوا لهم ويحولوها الى آلات قتل رهيبة تتنقل في الشوارع بكامل حريتها؟

الأولى بالمجتمع أن يلتفت لسائقي السيارات المجانين بتصرفاتهم التي تهدد حياة الآخرين ويسحب منهم رخص القيادة ,حتى يظل المجتمع بأمان من هذا الجنون لأنه إن لم يكف على أيدي هؤلاء فكأنما نحن أفراد هذا المجتمع من ارتضينا لأنفسنا بان نكون كالحمير لاننا نسمح لامثال هؤلاء الطائشين او المجانين بحق ان يبقوا طلقاء في الشوارع

Exit mobile version