
متابعة/خيري عبدربه
إذا كان المقصود بــ”التحالف الأمريكي السعودي القطري الجديد ٢٠٢٥” سيناريو افتراضياً مستقبلياً (لعدم وجود معلومات رسمية عن تشكيل تحالف بهذا الاسم حتى يوليو ٢٠٢٤)، فإن تأثير أي تحالف جديد بين هذه الأطراف على مصر سيعتمد على **طبيعة وأهداف هذا التحالف**، والمواقف الإقليمية والدولية وقتها. ومع ذلك، يمكن تحليل التأثيرات المحتملة بناءً على الديناميكيات الحالية:
—
### ١. *الجوانب السياسية والدبلوماسية:*
– *تراجع النفوذ المصري:* إذا ركز التحالف على تعزيز التعاون الخليجي دون إشراك مصر، قد تُستبعد من صنع القرار في ملفات إقليمية حساسة (مثل ليبيا، فلسطين، القرن الأفريقي).
– *التوازن مع تركيا وإيران:* إذا هدف التحالف إلى مواجهة النفوذ التركي أو الإيراني، قد تستفيد مصر من تعزيز الأمن الإقليمي، لكنها قد تخسر إذا تم تهميش دورها كطرف رئيسي في هذه المواجهة.
٢. *الجوانب الاقتصادية:*
– *الاستثمارات الخليجية في مصر:* إذا وجه التحالف استثمارات سعودية وقطرية نحو مشاريع مشتركة بينهم (مثل الطاقة أو البنية التحتية)، قد ينخفض الدعم المالي لمصر، التي تعتمد على المساعدات الخليجية لسد عجز الموازنة.
– *منافسة قناة السويس:* إذا شمل التحالف مشاريع لوجستية بديلة (مثل *الممر الاقتصادي الهندي-الأوروبي* عبر السعودية وإسرائيل)، قد تؤثر سلباً على أهمية قناة السويس.
—
٣. *الجوانب الأمنية:*
– *ملف الإخوان المسلمين:* إذا تضمن التحالف تفاهمات خليجية-أمريكية حول تقليل الدعم للجماعات الإسلاموية، قد تكون مصر مستفيدة. لكن إذا تجاهل الاتفاق مطالب مصر بوقف الدعم القطري لجماعات تعتبرها “إرهابية”، ستتفاقم التوترات.
– *التعاون في ليبيا والقرن الأفريقي:* تعتمد مصر على الدعم السعودي والإماراتي في ليبيا، فإذا تحالف الطرفان مع قطر (الداعمة لخصوم مصر في ليبيا)، قد يُضعف ذلك الموقف المصري.

٤. *العلاقات مع الولايات المتحدة:*
– *التنافس على الدعم الأمريكي:* إذا حصل التحالف على أولوية في الدعم السياسي أو العسكري الأمريكي، قد تتراجع مكانة مصر كحليف استراتيجي لواشنطن في الشرق الأوسط.
– *صفقات الأسلحة:* قد تنافس السعودية وقطر مصر في الحصول على تكنولوجيا عسكرية متقدمة من الولايات المتحدة.
—
٥. *الملف الفلسطيني:*
– *تنسيق خليجي-أمريكي:* إذا تبنت دول التحالف سياسات متوافقة مع الرؤية الإسرائيلية (مثل التطبيع دون ضمانات للفلسطينيين)، قد تواجه مصر ضغوطاً لتعديل سياستها التقليدية الداعمة لفلسطين.
—
٦. *التأثير الإعلامي:*
– *دور قناة الجزيرة القطرية:* إذا سمح التحالف بتعزيز المنصات الإعلامية القطرية (مثل الجزيرة) دون ضوابط، قد يعيد ذلك فتح باب النقد الموجه لمصر، خاصة في ملفات حقوق الإنسان والسياسة الداخلية.
—
٧. *فرص التعاون الإيجابي:*
– *استقرار أسعار الطاقة:* إذا ركز التحالف على تعظيم إنتاج النفط والغاز، قد تستفيد مصر من استقرار الأسعار أو اتفاقيات استيراد الطاقة.
– *مكافحة الإرهاب:* قد يُعزز التعاون الأمني بين الأطراف (بما فيهم مصر) في مواجهة التهديدات المشتركة.
—
العوامل التي قد *تخفف التأثير السلبي* على مصر:
– *الموقع الاستراتيجي لمصر:* تظل مصر لاعباً لا غنى عنه في أمن البحر الأحمر وقناة السويس والملف الفلسطيني.
– *التحالفات المتنوعة:* مصر تعزز شراكاتها مع دول أخرى (مثل روسيا والصين والاتحاد الأوروبي) لموازنة أي اعتماد على التحالفات الخليجية.
– *التنافس الخليجي-التركي:* قد تدفع المخاوف من النفوذ التركي السعودية والإمارات إلى تعزيز التحالف مع مصر، حتى مع وجود تفاهمات مع قطر.
—
الخلاصة:
أي تحالف أمريكي سعودي قطري جديد سيُشكل تحدياً لمصر إذا *أضعف تحالفاتها التقليدية* أو **عزز منافسيها الإقليميين**، لكن مصر لديها أدوات لاحتواء الأضرار عبر سياسات خارجية مرنة وتعزيز تحالفات بديلة. الواقع أن العلاقات المصرية مع السعودية وقطر تشهد تحسناً تدريجياً منذ 2021، مما قد يقلل من حدّة التنافس في حال تشكيل أي تحالف جديد.