كالة أنباء «فارس» الإيرانية، الإثنين، أن الدفاعات الجوية الإيرانية أسقطت طائرة مُسيرة أمريكية مُتطورة من طراز MQ-9، أثناء تحليقها في أجواء محافظة إيلام غرب البلاد.
ونقلت الوكالة عن معاون محافظ إيلام تأكيده أن الطائرة تعود لـ الجيش الأمريكي، في تطور وصفه مراقبون بـ”الخطير”، وسط تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن على خلفية المواجهات الإقليمية المستمرة وعقب الضربة الإسرائيلية لإيران، بحسب شبكة «سكاي نيوز عربية».
وتأتي هذه الحادثة بعد ساعات من سماع دوي انفجارات متتالية غرب العاصمة الإيرانية طهران، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية، دون صدور أي بيان رسمي يُوضح ملابسات الانفجارات أو الأطراف المسؤولة عنها.
وتُعد الطائرة MQ-9 من الطائرات الهجومية عالية التقنية التي يستخدمها الجيش الأمريكي في مهام الاستطلاع والضربات الدقيقة، مما يضفي حساسية بالغة على الحادثة التي قد تُفاقم التوتر العسكري في المنطقة.
ومن جهة، اندلعت المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة 13 يونيو، مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربة استباقية وواسعة النطاق استهدفت العاصمة الإيرانية طهران، فيما أطلقت عليه تل أبيب اسم “عملية قوة الأسد”.
الضربة الإسرائيلية لإيران، شملت عشرات الطائرات المقاتلة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى فرض حالة طوارئ عامة في الداخل الإسرائيلي.
وفي المقابل، ردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية المكثفة، شنتها على مراحل متتالية، كان أعنفها الهجوم الليلي الواسع مساء السبت 15 يونيو، بحسب الشرطة الإسرائيلية – وذلك بعد انتشال جثث من تحت أنقاض مبنى في وسط البلاد وأسفر ذلك عن مقتل 13 إسرائيلي، كما تم تسجيل إصابة 7 آخرين في موجة القصف الثالثة.
من الجانب الإيراني، أعلنت وزارة الصحة الاثنين 16 يونيو، عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 224 مواطنًا إيرانيًا، مع أكثر من 1000 جريح، جراء الضربة الإسرائيلية لإيران التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية خلال الأيام الثلاثة الماضية، بينها مقار دفاعية ومراكز أبحاث قرب طهران.
المواجهة تجهض المسار الدبلوماسي
يأتي هذا التصعيد في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان من المقرر انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العُمانية مسقط، برعاية سلطنة عمان، والتي سعت إلى لعب دور الوسيط.
إلا أن هذه الجولة تم تعليقها بعد أن وصف الجانب الإيراني استمرار الهجمات الإسرائيلية بأنه “إعلان حرب”، معتبراً التفاوض في هذا السياق “عديم المعنى”.
تل أبيب تشتعل..إيران تقصف العمق الإسرائيلي #القاهرة_الإخبارية#إيران #طهران #إسرائيل pic.twitter.com/9OsdvIE5nd
— القاهرة الإخبارية – AlQahera News (@Alqaheranewstv) June 16, 2025
تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك
تُعدّ الضربة الإسرائيلية لإيران تحولًا كبيرًا في طبيعة الاشتباك، حيث لم تكتفِ باستهداف الوكلاء الإقليميين لإيران، بل انتقلت مباشرة إلى ضرب العمق الإيراني، بما في ذلك القيادات العليا ومراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما ردّت عليه طهران بصواريخ باليستية استهدفت العمق الإسرائيلي، مما يفتح الباب أمام صدام مفتوح قد يمتد إلى أطراف إقليمية أخرى.