جاءت زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى مصر لتؤكد عمق التوافق المصري الأوروبي تجاه القضايا الإقليمية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وتأتي هذه الزيارة ضمن الجهود المصرية الرامية إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، ويتصدر هذه الجهود إطلاق مصر مبادرة لإعادة إعمار غزة دون تهجير سكان القطاع، وهي المبادرة التي تبنتها القمة العربية الطارئة التي استضافتها القاهرة قبل أسابيع.
وتعقيبًا على زيارة الرئيس الفرنسي، قال اللواء طيار د. هشام الحلبي، مُستشار الأكاديمية العسكرية العليا للدراسات الاستراتيجية، في تصريحات خاصة، إن زيارة الرئيس الفرنسي إلى القاهرة تعكس أهمية الدور المصري المحوري في دوائر التحرك العربي والأوروبي، لافتًا إلى أن فرنسا باعتبارها من أقوى دول الاتحاد الأوروبي، تمثل شريكًا استراتيجيًا لمصر، ما يعزز من زخم المبادرات الإقليمية.
وشدد الحلبي، على أن القمة الثلاثية التي جمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، تأتي في إطار تنسيق المواقف العربية وتشكيل جبهة موحدة ضد محاولات فرض واقع جديد على الأرض.
وأوضح د. هشام الحلبي، أن الأردن، من أكثر الدول العربية المتضررة من مخطط تهجير الفلسطينيين من الضفة الغربية، وهو ما يُضفي بعدًا استراتيجيًا بالغ الأهمية على انعقاد هذه القمة.
رسالة سياسية مصرية عالمية
في السياق، شدد هشام الحلبي، على أن التحرك المصري – الأوروبي مع الدولة الفرنسية في ظل الظروف الراهنة، يمثل نقلة نوعية في العلاقات المصرية – الفرنسية في شتى المجالات، واصفًا إياها بالصفقة المثمرة استراتيجيا وأمنيا، باعتبارها رسالة سياسية مصرية عالمية مُباشرة التقطت بعدسة الإعلام الدولي في القاهرة، بالإضافة إلى ذلك فإنها تُؤكد على استقرار الوضع الأمني بمصر، وتُؤكد أن الدولة المصرية قادرة على حماية مواطنيها وزوارها، مهما كان الظرف أو الزمان.
وحول صدى الزيارة عالميًا، اعتبر الحلبي، أن هناك صدى بالغ الأثر لهذه الزيارة، وتحديدًا كلمة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، التي تُؤكد على رفض فرنسا لتهجير الفلسطينيين قسرًا، وتأييدها لحل الدولتين باعتباره السبيل لتحقيق السلام الدائم في المنطقة.
زيارة ذات دلالة إلى العريش
وعلى صعيد زيارة الرئيس السيسي ونظيره الفرنسي إلى العريش، أوضح هشام الحلبي، أنها تحمل دلالات سياسية عميقة لتفقد الأوضاع الخاصة بالمنطقة اللوجستية المجهزة بحرا وجوا لاستقبال المساعدات الإنسانية من دول العالم سواء من مطار العريش أو ميناء العريش، حيث وجود الشاحنات للاحتفاظ بهذه المساعدات من أى تلف.
ونوه إلى أن الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، سيكون شاهدا قويا بوجود عدسات الإعلام الدولي على ما يحدث من جهود مصرية كبيرة لإمداد قطاع غزة بالمساعدات الإنسانية بالرغم من مُخططات إسرائيل الطاغية لإفشال دخول تلك المساعدات.
وتطرق هشام الحلبي، إلى دلالة أخرى لزيارة الرئيس الفرنسي تتمثل في تزامنها مع تواجد رئيس الحكومة الإسرائيلية في البيت الأبيض، مؤكدًا أن توافق الرؤى المصرية الأوروبية في ملف إعمار غزة، رسالة مباشرة إلى الولايات المتحدة وإسرائيل.
وطالب الإدارة الأمريكية بضرورة التعاطي مع هذه الرسالة، خاصة وأنها تأتي في وقت يشهد فيه العالم مظاهرات حاشدة، تندد بقرارات الرئيس الأمريكي الخاصة بالتهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة.