للقيادة الادارية دورها الذي لا يمكن انكاره في تطوير وتحديث منظمات الأعمال ، فهي العقل المدبر لرؤية ورسالة المنظمة وتحقيق خططها الاستراتيجية ، ومن أهم أدوار المنظمة هو احداث التطوير والتغيير المستمر، للحفاظ على استمارار المنظمة في التواجد ، وتحقيق طموحاتها في تقديم خدمات أو منتجات متميزة ، تستطيع المنافسة في الأسواق من حيث الجودة .
ويرى العبادي ( 2013) ، أن للقيادة دور هام في تطوير الموارد البشرية ، فالقيادة المتطورة هي القادرة على احداث التغييرات في سلوك العاملين لبلوغ أهداف المنظمة ، مع متابعة التطورات والتغييرات باستمرار للاستفادة منها في عمليات التدريب وتوجيه الأفراد للاستفادة منها ، بما يمكنهم من تطوير قدراتهم ومهاراتهم الفنية والعملية والادارية لخدمة المنظمة بتقديم افضل ما لديهم من جهود لتحقيق النتائج المرسومة من قبل الادارة . ولن يتحقق ذلك الا من خلال ادارة قوية ومتطورة تستطيع التأثير في سلوك الجماعة ، وتماسكها ، والانتقال بهم من الوضع الحالي الى الوضع المنشود . لذلك يمكننا القول بأن القيادة هي جوهر العملية الادارية وقلبها النابض ، وهي محور العملية الادارية ، فالقيادة الكفء هي أحد مميزات التمييز بين المنظمات الناجحة، وغير الناجحة ، فالقيادة بالنسبة للمنظمات يمكن تشبيهها بالدماغ بالنسبة للانسان ، فهي التى تقوم بتوجيه عمليات الفعل ورد الفعل وتنسيقها ، وفقاً للظروف المحيطة ، متأثرة ومؤثرة ، في البيئة التى تعمل بها ، وتعد القيادة الفاعلة القادرة على التغيير أحد العناصر النادرة التى تفتقد اليها المجتمعات النامية .
ويرى أبوهتلة (2014) ، ان أهم أولويات القيادة الادارية الناجحة هو ادراك الحاجة للتغيير داخل المؤسسة ، والانتقال بها من الوضع الحالي الى الوضع الأفضل ، ويظهر ذلك من خلال القائد القادر على اقناع الآخرين بالحاجة الى التغيير واستثارة عقول المرؤوسيين ، لتطوير أهدافهم ، وتحديد احتياجاتهم التدريبية ، ولهذا يجب عليه اقناعهم بقبول أفكار التغيير ، ودعمها ، ويسعى بلاوصول بأتباعه الى تحقيق انتاجية مرتفعة ، تتخطى الأهداف السابقة الى بلوغ أهداف أفضل لهم ولمنظمتهم ، في ظل القيم والأخلاقيات الاجتماعية التى يؤمن بها القائد ومرؤوسيه.
أن المقصود بتحسين الأداء كما ذكره حسن ( 2014) يرتكز على التغيير المنشود من قبل الادارة والقائد المتطور الساعي للتغيير الي تحسين أداء العاملين والمنظمة بصفة عامة ، ويعمل على معالجة كافة مظاهر ضعف الأداء داخل المنظمة ، ولهذا يجب أن نعرف أن المنافسة القوية والابداع لا ينتجان من استخدام الآلات والأجهزة الحديثة والمتقدمة ومحاولة تقليل النفقات فقط بل بإستخدام أهم مصدر على الاطلاق وهو الأشخاص ، والموظفون ، والعاملون ، … حيث أصبح يحكم على نجاح أي منظمة بمدى اهتمامها بقدرات موظفيها وكفاءتهم وحسن آدائهم لأعمالهم وكيفية استثمار رأسالمال البشري داخل المنظمة . حيث تتطلب عملية تحسين الأداء نظرة شاملة تبدأ من الجذور لمعالجة كل خلل ممكن ، عن طريق التدريب والتعليم المستمر لتوفير مخزون مهاري للعاملين داخل المؤسسة .
ويشير العواملة ( 1995) ، الى أن الادارة القادرة على التطوير والتغيير هي ادارة حديثة ، وهي الادارة التي تهتم بالاستفادة من ثمار الفكر الإداري وتطبيقاته العملية ، لتعزيز فعالية المنظمة وتحقيق الكفاءة في تنفيذ الأهداف ، والادارة الحديثة تتضمن جميع الأفكار والأساليب والممارسات التى تساعد على تقدم المنظمات وتطويرها وتغييرها باستمرار، ويشمل مفهوم الادارة الحديثة جميع العناصر التى توصل اليها علماء الادارة الحديثة والمعاصرة ، وكذلك القديمة والتى لا تزال فاعلة ، ومؤثرة ايجابياً في تقدم المنظمة وتحقيق أهدافها .
ويرى أبو هتلة ( 2014) ، أن دور القيادة يتمثل في تحديد رؤية ورسالة المنظمة وكذلك اختيار نموذج التغيير وتحديد مساراته ، حيث تتطلب القيادة رؤية وتمثل تلك الرؤي القوى التى توفر معنى وغاية للعمل الذي تقوم به المنظمة ، والقادة الذين يملكون رؤية كأساس للعمل ، ويتم نشرها بصيغة مناسبة وواضحة توضح الوضع المستقبلي المطلوب بلوغه كخطوة جوهرية لانجاح التغيير . وتقوم الادارة باختيار النموذج المناسب للتغيير في المنظمة ، عن طريق الأفكار التى سبق تجربتها وأثبتت فعاليتها ، في ظروف مشابهة ، لتصبح ملائمة لظروف الوضع الراهن والواقع العملي في المنظمة ، ، ويتم تحديد المسارات من خلال وضع الأولويات والخبرات بالشكل الذي يخدم المنظمة ويحقق أعلى فعالية ممكنة .
ويري العتيبي ( 1426) ، ضرورة توافر عدد من الكفاءات الأساسية للقيادة الفاعلة القادرة على احداث التغيير ومنها : ايجاد حجة مقنعة لتبني التغيير ، حيث يشرك القائد جميع العاملين في ادراك حاجة المنظمة لتبني التغيير – مع إحداث التغيير في البتاء التنظيمي ، والتأكد من أن التغيير بنى على أساس تفهم عميق لاحتياجات المنشأة ودعم بمجموعة من الأدوات والعمليات – ومشاركة وادماج العاملين جميع العاملين في المنشأة لبناء الالتزام بعملية التغيير – والتنفيذ والمحافظة على التغييرات – وبناء وتطوير خطة فاعلة لتنفيذ التغيير والتأكد من ايجاد خطة للمتابعة . – وتطوير القدرات – للتاكد من تطوير قدرات الأفراد للعمل في مواجهة متطلبات التغيير ودعمهم ومساندتهم خلال مراحل التغيير. وهكذا يتضح الدور المهم للقيادة في احداث التغيير، فالتغيير مطلب ضروري لكل منظمة تسعى للتطوير ، وعدم الجمود ، ولن يقوم بالتغيير والتطوير طرف واحد دون الآخر ، فالقيادة والعاملين ، لابد ان يسيرا في نفس الاتجاه ، مع الايمان منهم بأهمية التغيير والتطوير ، للمنظمة ، ولابد من المشاركة الفاعلة والايجابية من القيادة والعاملين في رسم مسارات التغيير ، ولن يتحقق التغيير الا في بيئة مهيئة بفعالية لتقبل التغيير ومسايرته ومتابعته ، والايمان بأن التغييرات نابعة من داخلها ، وتحقق طموحاتها ، ورضاها الوظيفي ، ورضاها عن بيئة العمل ، وعلاقتها القوية مع القيادة الفاعلة ، التى تقود المنظمة نحو بلوغ أهدافها