اكد المتحدث باسم الرئاسة الروسية الكرملين، دميتري بيسكوف، أن رد فعل المجتمع الدولي على الهجوم الإسرائيلي على إيران الذي انقسم إلى معسكرين بأنه “درس جيد للجميع”.
وقال بيسكوف ردًا على سؤال حول ما إذا كان الكرملين لاحظ أن ما حدث يسفر عن فرض أي عقوبات على إسرائيل ولم يلق إدانة تذكر: “بالطبع، لقد أولينا هذا الأمر اهتماما، ونحن نواصل الاهتمام به، نرى، بشكل عام، أن المجتمع الدولي منقسم في تقييماته لما يحدث، بين من أدان بداية ما يحدث، ومن دعمه وحاول تبريره، ونحن ندرك ذلك، وبالطبع، هذا درس مفيد للجميع”، بحسب موقع «روسيا اليوم» الإخباري.
وأشار بيسكوف، إلى أن الكرملين على علم بتصريح رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو بأن أي هجوم من جانب بلاده على إيران قد يؤدي إلى تغيير في السلطة في تلك الجمهورية.
وأضاف: “بالطبع لقد رأينا وسمعنا وقرأنا هذا التصريح من جانب نتنياهو”.
وذكر بيسكوف أن الكرملين يدين كل الإجراءات التي أدت إلى تصعيد خطير للتوترات في الشرق الأوسط.
ويستمر النزاع بين إسرائيل وإيران لليوم الثالث على التوالي، حيث شنت إيران فجر الأحد ضربات بصواريخ بالستية تكتيكية موجهة مستهدفة وسط إسرائيل فيما أعلنت إسرائيل استكمال هجماتها داخل إيران.
وفي البداية، اندلعت المواجهة العسكرية المباشرة بين إسرائيل وإيران فجر الجمعة 13 يونيو، مع تنفيذ الجيش الإسرائيلي ضربة استباقية وواسعة النطاق استهدفت العاصمة الإيرانية طهران، فيما أطلقت عليه تل أبيب اسم “عملية قوة الأسد”.
الضربة الإسرائيلية لإيران، شملت عشرات الطائرات المقاتلة التي استهدفت مواقع نووية وعسكرية، مما دفع وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، إلى فرض حالة طوارئ عامة في الداخل الإسرائيلي.
وفي المقابل، ردّت إيران بسلسلة من الهجمات الصاروخية المكثفة، شنتها على مراحل متتالية، كان أعنفها الهجوم الليلي الواسع مساء السبت 15 يونيو، بحسب الشرطة الإسرائيلية – وذلك بعد انتشال جثث من تحت أنقاض مبنى في وسط البلاد وأسفر ذلك عن مقتل 13 إسرائيلي، كما تم تسجيل إصابة 7 آخرين في موجة القصف الثالثة.
من الجانب الإيراني، أعلنت وزارة الصحة الاثنين 16 يونيو، عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 224 مواطنًا إيرانيًا، مع أكثر من 1000 جريح، جراء الضربة الإسرائيلية لإيران التي استهدفت مواقع عسكرية ومنشآت حيوية خلال الأيام الثلاثة الماضية، بينها مقار دفاعية ومراكز أبحاث قرب طهران.
رژیم متجاوز اسرائیل در تبلیغات خود طوری وانمود میکند که گویا حملاتش را با دقت و بدون حمله به مناطق مسکونی انجام میدهد. اما حقیقت چیزی دیگری است؛ فقط در سه حمله بیش از ۷۰ زن و کودک کشته شدهاند؛ هنوز ۱۰ کودک از ۲۰ کودک مدفون در ساختمان مورد حمله در شهرک چمران از زیر آوار بیرون… https://t.co/tqf13sMK4s pic.twitter.com/Ta3b37vMgr
— Esmaeil Baqaei (@IRIMFA_SPOX) June 15, 2025
المواجهة تجهض المسار الدبلوماسي
يأتي هذا التصعيد في توقيت بالغ الحساسية، إذ كان من المقرر انعقاد الجولة السادسة من المفاوضات النووية بين إيران والولايات المتحدة في العاصمة العُمانية مسقط، برعاية سلطنة عمان، والتي سعت إلى لعب دور الوسيط.
إلا أن هذه الجولة تم تعليقها بعد أن وصف الجانب الإيراني استمرار الهجمات الإسرائيلية بأنه “إعلان حرب”، معتبراً التفاوض في هذا السياق “عديم المعنى”.
تل أبيب تشتعل..إيران تقصف العمق الإسرائيلي #القاهرة_الإخبارية#إيران #طهران #إسرائيل pic.twitter.com/9OsdvIE5nd
— القاهرة الإخبارية – AlQahera News (@Alqaheranewstv) June 16, 2025
تحول استراتيجي في قواعد الاشتباك
تُعدّ الضربة الإسرائيلية لإيران تحولًا كبيرًا في طبيعة الاشتباك، حيث لم تكتفِ باستهداف الوكلاء الإقليميين لإيران، بل انتقلت مباشرة إلى ضرب العمق الإيراني، بما في ذلك القيادات العليا ومراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما ردّت عليه طهران بصواريخ باليستية استهدفت العمق الإسرائيلي، مما يفتح الباب أمام صدام مفتوح قد يمتد إلى أطراف إقليمية أخرى.