أطلق الأطباء ناقوس الخطر بسبب الارتفاع الهائل في عدد الأمريكيين الذين يسقطون فجأة قتلى بسبب النوبات القلبية، وخاصة في منازلهم، بمعدلات مقلقة.
وأظهرت دراسة حديثة أجراها باحثون في مستشفى ماس جنرال بريجهام، التابع لجامعة هارفارد، أن الوفيات المرتبطة بأمراض القلب ارتفعت بنسبة 17% في السنوات التي أعقبت جائحة كوفيد-19، بحسب dailymail.
وعلى الرغم من أن الأرقام الدقيقة لا تزال غير معروفة، فإن العديد من هذه الحالات تحدث في المنازل، بينما انخفضت الوفيات في المستشفيات.
ويشير ذلك إلى أن هناك مرضى لا يتم اكتشاف حالاتهم إلا بعد فوات الأوان.
وقال الدكتور جيسون واسفي، المؤلف الرئيسي للدراسة ومدير أبحاث النتائج في مستشفى ماساتشوستس العام:”أظهرت الكثير من التقارير أن عدد النوبات القلبية التي يتم علاجها في المستشفيات قد انخفض منذ عام 2020، لكن هناك شيئاً ناقصاً في هذه البيانات.
لقد أظهرنا الآن أنه عند احتساب الوفيات التي تحدث في المنازل، فإن وفيات القلب ارتفعت وما زالت مرتفعة منذ سنوات، هناك الكثير من الناس اليوم يتوفون بسبب أمراض القلب في منازلهم، وهو ما يثير القلق من أن مرضى القلب لم يتلقوا الرعاية اللازمة منذ الجائحة.”
وتشير الدراسات إلى أن فيروس كوفيد-19، الذي يُعتقد أنه أصاب أكثر من 100 مليون أمريكي، قد يسبب أضراراً للقلب والأوعية الدموية، ما قد يكون عاملاً مساهماً.
ومع ذلك، يؤكد الأطباء أن هناك عوامل أخرى تلعب دوراً، وما زالت قيد البحث، بما في ذلك النظام الغذائي ونمط الحياة.
ورغم أن النتائج الكاملة لم تُنشر بعد، إلا أن الخبراء يعتقدون أن الجائحة قد تكون مرتبطة أيضاً بالارتفاع الغامض في عدد الشباب الأمريكيين الذين يعانون من النوبات القلبية.
وأجريت الدراسة، التي نُشرت يوم الجمعة في مجلة JAMA Network Open، على 127,746 شهادة وفاة لأشخاص توفوا في ولاية ماساتشوستس بين يناير 2014 ويوليو 2024، وكان متوسط أعمارهم 77 عاماً، ونحو 52% منهم رجال.
واستخدم الباحثون بيانات التعداد السكاني الأمريكي للفترة بين 2014 و2023 لوضع تقديرات سكانية، وبالاعتماد على شهادات الوفاة وبيانات التعداد، حدد الفريق معدل الوفيات القلبية المتوقع للفترة من 2020 إلى 2023.
ووجدوا أن وفيات القلب كانت أعلى بنسبة 16% من المتوقع في عام 2020، و17% أعلى في عامي 2021 و2022، و6% أعلى في عام 2023، كما أظهرت البيانات زيادة ملحوظة في وفيات القلب في المنازل بين عامي 2020 و2022، وكذلك في المستشفيات بين عامي 2020 و2023.
ومع ذلك، أشاروا إلى بيانات إضافية أظهرت أن دخول المستشفيات بسبب النوبات القلبية انخفض بنسبة تتراوح بين 20% و34% بعد بداية الجائحة، ويُشير ذلك إلى أن العديد من الوفيات الزائدة حدثت في المنازل.
وكتب الباحثون:”في هذه الدراسة المستندة إلى بيانات وفيات سكان ماساتشوستس، وجدنا أن وفيات القلب زادت بشكل كبير بدءاً من عام 2020، مع تزايد النمط الموسمي للوفيات وارتفاع الوفيات في المنازل.
وبينما أظهرت العديد من الدراسات الأخرى انخفاض دخول المستشفيات لحالات الطوارئ القلبية في دول عدة، قد تكون هذه الدراسات قد أغفلت الأحداث التي وقعت خارج المستشفيات.”
وأشار الباحثون إلى أن هذه الزيادة قد تعود إلى تجنّب الناس الذهاب إلى المستشفيات خلال الجائحة أو إلى تجاهل الأطباء لأعراض المرضى.
فقد أظهرت بيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) من عام 2020 أن 40% من الأمريكيين أجّلوا أو تجنّبوا الحصول على الرعاية الطبية مع بداية الجائحة، و12% منهم تجنبوا غرف الطوارئ.
إلا أن أبحاثاً جديدة أظهرت أيضاً أن فيروس كوفيد نفسه قد يسبب مشاكل قلبية طويلة الأمد، مما يزيد خطر الوفاة بأمراض القلب.
وقد ارتبط كوفيد-19 بالتهاب عضلة القلب (myocarditis) — وهو التهاب يصيب عضلة القلب — وكذلك التهاب التامور (pericarditis) — وهو التهاب الغشاء المحيط بالقلب.
وفي حالات التهاب عضلة القلب، يُعتقد أن الفيروس يسبب تفاعلاً مناعياً ذاتياً يؤدي إلى التهاب عضلة القلب.
وهذه الآلية نفسها قد تسبب التهاب التامور.
ورغم أن معظم الحالات تكون خفيفة، إلا أن التهاب عضلة القلب قد يؤدي في بعض الأحيان النادرة إلى تلف القلب، ما يصعّب على القلب ضخ الدم، وقد ينتهي الأمر بفشل القلب أو النوبات القلبية أو السكتات الدماغية.
وفي حالات نادرة تصل إلى حالة واحدة لكل 200 ألف، قد تُحدث لقاحات كوفيد المعتمدة على الحمض النووي الريبي (mRNA) استجابة مناعية مشابهة وتسبب التهاب عضلة القلب أو التامور.
كما أن الالتهاب الناتج عن كوفيد يمكن أن يغيّر الإشارات الكهربائية في القلب، ما يؤدي إلى اضطراب ضربات القلب المعروف باسم عدم انتظام ضربات القلب (arrhythmias).