جريدة مصر اليوم

خيار إنهاء حرب غزة يدخل قاموس نتنياهو.. اتفاق شامل أو نهاية المواجهة

في تحول بارز في الموقف الإسرائيلي من غزة، تحدث مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمرة الأولى، الأحد، عن خيار إنهاء الحرب على غزة.

وحتى يوم أمس كان نتنياهو يتحدث فقط عن وقف مؤقت للحرب لتعود بعدها من جديد.
وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي في بيان: “بتوجيه من رئيس الوزراء، وحتى هذه الساعة، يعمل فريق التفاوض في الدوحة على استنفاد كل فرصة للتوصل إلى اتفاق – سواءً وفقًا لخطة ويتكوف أو في إطار إنهاء الحرب، والذي يشمل إطلاق سراح جميع الرهائن، ونفي عناصر حماس، ونزع سلاح قطاع غزة”.

وأضاف: “بفضل سياسة نتنياهو في ممارسة الضغط العسكري والدبلوماسي، نجحت الحكومة حتى الآن في استعادة 197 رهينة، وتبذل قصارى جهدها لإعادة الأسرى الـ58 المتبقيين”.

وكانت إسرائيل قالت حتى أمس إنها تقبل فقط بخطة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف والقاضية بإطلاق 10 رهائن إسرائيليين أحياء مقابل وقف إطلاق نار لمدة لا تزيد عن شهرين.

لكن حركة “حماس” قالت الشهر الماضي إنها على استعداد لإطلاق جميع الرهائن الإسرائيليين، الأحياء والأموات، دفعة واحدة مقابل إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة وإطلاق سراح أسرى فلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ورفضت الحكومة الإسرائيلية عرض حركة “حماس” الذي حظي بالقبول من عائلات الرهائن الإسرائيليين والمعارضة الإسرائيلية.

كما تحظى هذه الفكرة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية كما عبر عن ذلك المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف في وقت سابق من هذا الشهر مع عائلات الرهائن الإسرائيليين حيث أشار إلى ان عودة الرهائن ممكنة في إطار اتفاق منتقدا فكرة الضغط العسكري التي يطرحها نتنياهو.

تحول لافت
وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “إنها المرة الأولى التي يعترف مكتب نتنياهو بأن إسرائيل مستعدة للنظر في إنهاء القتال في هذه المرحلة أيضا”.

وعلى ذات الصعيد فقد هاجم مكتب رئيس الوزراء يوم الأحد تصريحات العضو البارز السابق في فريق التفاوض، العميد (احتياط) أورين سيتر لهيئة البث الإسرائيلية حيث قال: “الضغط العسكري في ذروته، وكذلك الضغط السياسي. يحدث ذلك كل بضعة أشهر، وعندئذ تصبح حماس أكثر مرونة. أرى فرصة وأنا قلق من أنهم سيفوتونها (الحكومة الإسرائيلية)، وأنهم يذهبون مرة أخرى إلى اتفاق جزئي وعدم استغلال الفرصة للتوصل إلى اتفاق يعيد جميع الرهائن”.

وأضاف: “هذه هي أفضل نقطة زمنية للتوصل إلى أفضل اتفاق يمكننا التوصل إليه. من أجل التوصل إلى اتفاق، نحتاج إلى مزامنة عدة أمور، للوصول إلى ضغوط عسكرية وسياسية كبيرة، كما هو الحال الآن”.

لكن مكتب نتنياهو قال في بيان إن “مزاعمه بأنه كان من الممكن التوصل إلى اتفاق في وقت سابق ليس لها أساس واقعي”.

وأضاف مدافعا عن نتنياهو: “كما شهد جميع كبار مسؤولي الإدارة الأمريكية مرارا وتكرارا، رفضت حماس لعدة أشهر التفاوض وكانت العامل الوحيد الذي وقف في طريق الصفقة”.

وعلق وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير على بيان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي على منصة “إكس”: “أي مقترح لنهاية الحرب لا يشمل هزيمة حركة حماس لن يقوم ولن يكون”.

تمديد استدعاء الاحتياط
يأتي التحول في الموقف الإسرائيلي في ظل تطورين هامين الأول وهو قرب انتهاء الغذاء في غزة والثاني وهو الفشل في تمرير قرار تجنيد جنود الاحتياط.

وقالت هيئة البث الإسرائيلية: “فشلت الحكومة الإسرائيلية مرة أخرى في تمرير قرار تمديد “أمر 8″ الخاص بالتعبئة الطارئة، وذلك خلال تصويت جرى داخل لجنة الخارجية والأمن البرلمانية”.

وأضافت: “صوّت ضد القرار سبعة (7) نواب، من بينهم عضو حزب الليكود عاميت هاليفي، الذي عبّر عن تحفّظات جدية على مضمون الخطة، قائلاً خلال النقاش: “الخطة كما هي الآن مليئة بالمشاكل، وقد تعرّض الجنود للخطر دون أي سبب مقنع أو رؤية واضحة”.

وتابعت هيئة البث الإسرائيلية: “يعتبر هذا التصويت ضربة جديدة للائتلاف الحكومي، الذي يواجه صعوبات متكررة في تمرير قرارات أمنية وعسكرية مفصلية، وسط انقسامات داخلية حتى في صفوف الأحزاب المكونة له”.

وأشارت إلى أنه “تُعد أوامر “التعبئة الطارئة – أمر 8″ أداة قانونية تُستخدم لاستدعاء جنود الاحتياط بشكل فوري في حالات الطوارئ، ما يجعل أي خلل في تمديدها أمرًا حساسًا على الصعيدين الأمني والسياسي”.

وكان العديد من جنود الاحتياط رفضوا المشاركة مجددا في الحرب بسبب الإرهاق بعد الحرب الطويلة وأيضا الاحتياجات الاقتصادية فضلا عن وجود قطاعات تعتقد أن إعادة الرهائن أكثر أهمية من الحرب.

كما أن إسرائيل تواجه إشكالية في كيفية السماح بإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة في ظل رفض وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش إدخال أي مساعدات إنسانية إلى غزة.

ويقول الجيش الإسرائيلي إن الغذاء في غزة أوشك على النفاذ ما ينذر بكارثة إنسانية. لكن المؤسسات الدولية تقول إن الكارثة الإنسانية قد بدأت بالفعل.

Exit mobile version