أعلنت السلطة الفلسطينية عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت والاتصالات الثابتة في جميع أنحاء قطاع غزة، وذلك إثر تعرض آخر كابل ألياف ضوئية في القطاع لهجوم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
هذا وقد اتهمت وزارة الاتصالات التابعة للسلطة الفلسطينية إسرائيل بالمسؤولية عن هذا الهجوم، واصفة إياه بأنه محاولة لعزل غزة عن العالم.
غزة تحت الحصار الرقمي
ويعني هذا الانقطاع أن المناطق الجنوبية والوسطى من قطاع غزة تواجه عزلة تامة، لتنضم بذلك إلى مدينة غزة وشمال القطاع اللذين يعانيان من انقطاع الاتصالات لليوم الثاني على التوالي.
هذا وقد تعذر على فرق الصيانة والإصلاح الوصول بأمان إلى المواقع المتضررة بسبب القيود المستمرة.
تداعيات خطيرة على الخدمات الإنسانية
من جانبها، صرحت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني بأن خطوط الاتصال “استُهدفت بشكل مباشر من قبل قوات الاحتلال”، وأن انقطاع الإنترنت يعيق بشكل كبير خدمات الطوارئ وتنسيقهم مع المنظمات الإنسانية الأخرى. وعلى الرغم من توفر بعض المكالمات الخلوية، إلا أن سعتها محدودة للغاية.
كما ويأتي إعلان هيئة تنظيم الاتصالات الفلسطينية عن انقطاع خدمات الإنترنت والخطوط الأرضية ليؤكد تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
وقد أشار البيان الرسمي إلى أن هذا الانقطاع هو نتيجة مباشرة للعمليات العسكرية الإسرائيلية، مما يعزل القطاع بشكل شبه كامل عن العالم الخارجي.
الفلسطينيون يتجهون إلى شرائح الـ eSIM
هذا و يحاول الفلسطينيون في قطاع غزة، بحسب رويترز، الوصول إلى شبكة الإنترنت باستخدام شرائح الاتصال الإلكترونية (eSIMs)، وقد لوحظت هذه المحاولات في ميناء مدينة غزة.
وتتيح هذه التقنية للمستخدمين الاتصال بالشبكات الخلوية الأجنبية، في حال توفرها، مما يوفر نافذة صغيرة للتواصل مع العالم الخارجي في ظل الظروف الراهنة، ومع ذلك، فإن مدى فعالية هذه الشرائح يبقى محدوداً ويعتمد على عدة عوامل، بما في ذلك التغطية المتاحة وقدرة الشبكات على استيعاب هذا العدد الكبير من المستخدمين.
ميناء غزة: شاهد على محاولات اليائسين للتواصل
هذا وشوهد الفلسطينيون في ميناء مدينة غزة، وهو موقع استراتيجي وحيوي، وهم يحاولون يائسين تفعيل شرائح الـ eSIM على هواتفهم.
وتعكس هذه المشاهد حجم اليأس والحاجة الملحة للبقاء على اتصال، سواء لتبادل المعلومات الحيوية، أو للتواصل مع الأقارب في الخارج، أو حتى لتوثيق ما يحدث على الأرض.
نمط متكرر وعواقب وخيمة
وتجدر الإشارة إلى أن هذا ليس الانقطاع الأول للاتصالات في غزة منذ بدء النزاع في أكتوبر 2023، وغالبًا ما تتزامن هذه الانقطاعات مع العمليات العسكرية المكثفة وتترتب عليها عواقب وخيمة على المدنيين والجهود الإنسانية، فغياب الاتصال يمنع المدنيين من الوصول إلى المعلومات الحيوية وخدمات الطوارئ، ويجعل من الصعب على عمال الإغاثة تنسيق استجاباتهم.