جريدة مصر اليوم

جبال الثلج الأمريكية وأفيون افغانستان

بقلم السيد شلبي

جبال الثلج


أمريكا تتفنن في صناعة جبال الثلج.. فلمن لا يعرف ان الجزء الظاهر للأعين من هذا الجبل في المحيطات هو جزء بسيط مقارنة بما تبقى من الجبل في أسفله او قاعدته المخفية التي لا نراها ، هكذا هي السياسة الأمريكية التي تمارس في افغانستان الآن ،

بتقاريرها ومخابراتها واتفاقاتها المعلنة والغير معلنة…. مثل اتفاق الدوحة قطر أمريكا وطالبان قبل عام تقريبا فكان الظاهر منه هو التصالح وتصفية الأجواء ووقف نزيف الحروب التي دامت عشرون عاما فتم هذا تحت غطاء اعلامي قطري حصري لقناة الجزيرة كإنجاز سياسي للقيادة القطرية فهل هناك ربط لهذا الإتفاق وما يحدث الآن ؟ هذا مايجيب عنه الجزء المخفي من جبل الثلج…


في عام 2009 ، قدم الخبراء أدلة إلى الكونجرس الأمريكي حول المخاطر العالمية التي تشكلها طالبان وعصابات المكسيك باعتبارها “منظمات انتقالية لتهريب المخدرات” توضح بالتفصيل أوجه التشابه المقلقة التي تشترك فيها.

حيث
تشير التقديرات إلى أن حوالي 95 ٪ من خشخاش الأفيون في العالم يُزرع في أفغانستان والمكسيك وميانمار. وبما أن امريكا تشبعت من الموارد الطبيعية الأفغانية وخصوصا محاصيل القنب والحشيش والأفيون لمدة عشرين عاما فأصبح لها الأولوية و الرقابة لنواياها الإقتصادية المادية التي تدور في فلكها كل الأحداث العالمية لتصب في مصلحتها الخاصة بخزانتها المركزية التي تكتظ بتريليونات الدولارات التي تساعدها على بناء جبال الثلوج في شتى بقاع العالم المخدوع بإرادته..

ولننظر
الآن مع استعادة طالبان السيطرة على أفغانستان مرة أخرى ، يخشى الخبراء من أنهم سيشددون قبضتهم على زراعة خشخاش الأفيون ، الأمر الذي سيكون له تأثير على تجارة المخدرات العالمية وخاصة العصابات القوية في المكسيك.


في المكسيك ، العصابات مسؤولة عن الإنتاج غير المشروع للهيروين والاتجار به بينما المنتجون في أفغانستان على اتصال مباشر مع طالبان ، وفقًا لوثائق الولايات المتحدة والأمم المتحدة. فهل اسيقف العالم امام هذا بصمت ام ان الدول الكبرى المنافسة والمتاخمة للحدود الأفغانية لن تسكت على الإضرار بمصالحها فكفى تصديرا لغيبوبة الشعوب .

Exit mobile version