جاءت مقابلة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب الأخيرة مع مجلة «ذا أتلانتيك» الأمريكية ـــ كعرض مسرحي من خلف الكواليس لمعرفة تفاصيل خطة ولاية ثانية تشبه في ملامحها ما بعد الكارثة، أو إعادة ترتيب أوراق اللعبة بيدٍ أكثر جرأة عن ولايته الأولى.
فتحت أضواء المقابلات التي تُبث كلماتها كرموز مشفّرة لجمهور يعرف أن كل جملة قد تحمل وعدًا أو.. وعيدًا، كشفت المقابلة عن ترامب في نسخة أكثر شراسة، لا تخجل من توجيه الرسائل لخصومه، ولا من استحضار الماضي كسلاح سياسي.
تحدث ترامب بصراحة ملفتة عن نواياه، ورؤيته، وصراعاته القادمة ــ في مقابلة مع مجلة «ذا أتلانتيك» ــ حيث كان هذا اللقاء ثمرة شهور من الترقب والمراوغات، بدأ بمكالمة فجائية في منتصف الليل وانتهى بجلسة محاطة بمساعديه الأوفياء، وبعيون خصومه اللامرئيين، لتبدو هذه المقابلة وكأنها إعلان نوايا من ترامب، بدءًا من كيف سيقود، وماذا سيفعل، ومن سيواجه؟؟
تستعرض «بوابة أخبار اليوم» في ما يلي نص المقابلة، وتقدم تحليلا تفصيليًا للرؤية التي طرحها ترامب، وكيف يحاول رسم صورة جديدة لنفسه كمنقذ للأمة وللعالم، وسط جدل واسع حول نواياه الحقيقية في ولايته الثانية، وما تحمله تصريحات ترامب من دلالات بشأن مستقبله السياسي ومواقفه الدولية.
سياسة ترامب تجاه الحرب الروسية الأوكرانية
الصحفي (جولدبيرج): شكرًا لاستضافتنا يا سيادة الرئيس، أعتقد أن التحدث أفضل من عدمه، نحن نحاول كتابة قصة رئيسية عادلة ومتوازنة.
ترامب: هذا كل ما أريده، فقط أن تكون عادلة ومتوازنة، سمعت هذا التعبير من قبل.
الصحفي: السؤال الأساسي هو: كيف فعلت ذلك؟ في يناير وفبراير 2021، لم يتوقع أحد عودتك السياسية، فما الشيء الذي تعتقد أنني لا أفهمه عن رئاستك؟
دونالد ترامب: أعتقد أن ما أفعله مفيد للبلاد، وللشعب، وللبشرية كلها، كما رأيتم، كنتُ مع رئيس وزراء النرويج، وأيضًا مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «الناتو»، وقبل دقائق كان معنا الرئيس السابق للحلف، ينس ستولتنبرج، كلاهما قال لي على غرار استمرار الحرب الروسية الأوكرانية: “إذا لم تُنهوا هذه الحرب، فلن تنتهي أبدًا.” نحن نتحدث عن آلاف القتلى أسبوعيًا، معظمهم جنود روس وأوكرانيون، إذا أوقفنا ذلك، سيكون إنجازًا عظيمًا.
الصحفي: لكن اسمح لي أن أطرح عليك سؤالًا مهمًا: «نرى خلفك صورة الرئيس الأمريكي الأسبق، رونالد ريجان، على مدى قرن من الزمان، تعاطف الرؤساء الأمريكيون مع الدول الصغيرة التي تتعرض للاضطهاد من روسيا، لماذا لا يبدو أن لديك نفس التعاطف الفطري معهم، مثل ريجان، أو جيمي كارتر، أو جون كينيدي؟
ترامب: بل أشعر بذلك تمامًا، في الواقع، أعتقد أنني أنقذ تلك الدول، أوكرانيا مثلًا كانت ستُسحق بسرعة، لولا أنني زودتهم بصواريخ جافلين المضادة للدبابات، تذكر تلك اللحظة التي علقت فيها الدبابات الروسية في الوحل؟ صواريخ جافلين دمّرتها. لو دخلت تلك الدبابات كييف، لكانت الحرب انتهت في يوم واحد.
الصحفي: هل تقصد أن دعمك العسكري لأوكرانيا ساهم في منع سقوطها؟
ترامب: بالتأكيد، دعني أقول شيئًا آخر: الحرب الروسية الأوكرانية لا تزال مستمرة للأسف، وقد مات عدد أكبر بكثير مما يُعلن، ليس فقط جنود، بل مدنيون أيضًا، أنا أؤمن أنني أنقذت أوكرانيا، قال لي رئيس وزراء النرويج، وهو شخص محترم، إن تدخلي كان حاسمًا، ولولاي، لما صمدت أوكرانيا، أعتقد أنني قدمت لها خدمة كبيرة.
الصحفية (أشلي باركر): دعنا ننتقل إلى موضوع آخر.. هل صحيح أنك موّلتَ ديكور المكتب البيضاوي من مالك الخاص؟
ترامب: نعم، فعلت، هل ترين تلك الزينة؟ كلها من مار-أ-لاغو، الذهب، نعم ذهب 24 قيراطًا، لم يتمكنوا يومًا من تقليد هذا الطلاء.
الصحفي (شيرير): هناك إشاعة أنك ستُركّب سقفًا جديدًا؟
ترامب: نعم، أفكر بذلك، والسؤال الكبير هو: هل أضع ثريا؟ ثريا كريستالية فاخرة، ستكون رائعة هنا، لكننا الآن نركّز أكثر على الصين وروسيا.
الصحفي (جولدبيرج): ما الذي تغيّر في المكتب البيضاوي؟
ترامب: الآن أصبح كما ينبغي أن يكون، سابقًا لم يكن هناك أي اهتمام، اللوحات القديمة، مثل لوحة جورج واشنطن، كانت كلها مخزنة في القبو، لدينا آلاف الصور، وأنا أعدتُ بعضها إلى مكانها الصحيح، الناس يحبونه الآن، هذا هو المكتب البيضاوي الجديد.
الحرب الروسية الأوكرانية.. هل كانت لتقع لو كنت رئيسًا؟
الصحفي جولدبيرج: الرئيس ترامب، الأوكرانيون لا يصدقون ما تقوله.
ترامب: حسنًا، لا يصدقون لأن لديهم دعاية جيدة، لكن صدقني، لو كنت رئيسًا، لما وقعت الحرب الروسية الأوكرانية أصلًا، لم تكن لتحدث، لقد اندلعت بعد أن غادرت المنصب بأربع سنوات.
فضيحة «سيجنال».. ما حقيقة القضية؟
الصحفي (جولدبيرج): دعني أسألك عن منشورك على “تروث سوشيال” حيث ذكرت قضية “سيجنال”، وقلت إنني كنت “أكثر نجاحًا إلى حد ما” فيها.. ماذا قصدت بذلك؟
دونالد ترامب: قصدت أنها كانت قضية حقيقية، كنت سأضيف شيئًا آخر في المنشور، لكن لم يكن لدي وقت.
جولدبيرج: هل تعني أنها كشفت عن خلل أمني؟
ترامب: لا، أقصد جعلت منها خبرًا كبيرًا.. ونجحوا في إخراجها إلى العلن، وأصبحت قصة عظيمة.
جولدبيرج: كم من الوقت تستغرق في كتابة منشوراتك على “تروث سوشيال”؟
ترامب: ليس طويلاً.. أنا سريع جدًا، وستُدهش من ذلك، أحيانًا أُمليها، لكن في الغالب أحب كتابتها بنفسي.
جولدبيرج: هل تعلمت أي درس سياسي من قضية “سيجنال”، مثلاً من بيت هيجسيث أو مايك والتز وهل تنصح باستخدام هذا التطبيق؟
ترامب: الدرس الذي تعلمناه؟ لا تستخدموا تطبيق “سيجنال”! أنصح الناس بعدم استخدامه، رغم أنه شائع، لا أثق في من يملكه، ولا أستخدمه بنفسي.
الصحفية (باركر): هل هذا يعني أنك لا تستخدم “سيجنال” إطلاقًا؟
ترامب: أبدًا، لا أستخدمه.
حركة التغييرات في البنتاجون
باركر: أقال وزير الدفاع الأمريكي بيت هيجسيث عددًا من كبار مستشاريه، وأنشأ استوديو مكياج في البنتاجون، وناقش خطط هجوم عبر تطبيق “سيجنال”، فهل تحدثت معه لترتيب الأمور؟
دونالد ترامب: نعم، تحدثت معه، مرّ بوقت عصيب، لكنه رجل ذكي وموهوب ولديه طاقة كبيرة، أعتقد أنه سيتحسن.
باركر: وماذا عن مستشار الأمن القومي مايك والتز؟
ترامب: والتز بخير، خرج للتو من مكتبي، تعرض لبعض الضغوط، لكنه بخير.
الصحفي (شيرر): مؤخرًا تم طرد عدد من أعضاء مجلس الأمن القومي الأمريكي، هل تتوقع تغييرات جديدة في إدارتك؟
ترامب: آمل ألا يحدث ذلك، لكن أحيانًا تتعرف على الأشخاص لاحقًا، وربما تعتمد على توصية من أحد بشأن كاتب، وبعد أشهر تكتشف أنه خيب ظنك، فإما تنبهه أو تستغني عنه.
أنا أُوظّف، بشكل مباشر أو غير مباشر، حوالي 10,000 شخص، من وزير الخارجية إلى القضاة في المحكمة العليا وحتى المناصب الأدنى، وخلال كل هذه التعيينات، من الطبيعي أن ترتكب بعض الأخطاء.
وأضاف ترامب: المكتب البيضاوي له جاذبية خاصة، أعظم شخصيات العالم يأتون إلى هنا، لديهم سلطة وشركات ودول، ويريدون فقط التوقف والنظر، ومن هنا تبدأ التعيينات، ولهذا حجم المسؤولية كبير.
ما وراء عودة ترامب إلى الساحة السياسية
باركر: كيف كانت اللحظة التي أدركت فيها أنه بإمكانك العودة مجددًا؟
ترامب: كان هناك تحدٍ كبير، ولكنني دائمًا كنت شخصًا إيجابيًا، لم أتخيل يومًا أنني لن أتمكن من العودة للبيت الأبيض، كنت أتساءل في البداية إن كنت أرغب بالعودة، لكن فكرة أنني لن أتمكن من العودة لم تكن واردة أبدًا.
باركر: بالتأكيد كان لديك منافسون مثل رون ديسانتيس، مرشح واعد، والعديد من المرشحين الديمقراطيين، لكن، هل كان لديك أي شكوك حول قدرتك على العودة؟
ترامب: كنت أعتقد أنه قد لا يكون هناك مكان لي، ولكنني كنت واثقًا أنني لو عدت، فسأفوز، الناس يسمونها عودة، وأنا لا أعتبرها كذلك، الكثير من الناس يعتقدون أنها أعظم عودة سياسية في التاريخ، وأنا فخور بذلك، لكنني أراها فقط كمواصلة لما بدأته، لم أكن في يوم من الأيام أفكر في الأمر كـ “عودة”.
الصحفي (شيرر): هل يتخوف الناس من استخدامك للسلطة التنفيذية؟
في الأسبوع الماضي، كنت قد تحدثت بحماس عن استهداف مصلحة الضرائب الأمريكية لبعض الجامعات مثل هارفارد، كما أنك تحدثت عن قرارات هامة تتعلق بحرية الرأي، وهناك من يعتقد أن استخدامك للسلطة التنفيذية قد يهدد الديمقراطية، هل يجب أن يشعر الناس بالقلق من تطور السلطة التنفيذية في عهدك؟
دونالد ترامب: لا، في الحقيقة لم يُطارد أحد مثلي، أقول هذا لأنه ليس لدي أي سابقة في التاريخ توازي ما تعرضت له، فعندما طردت جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي سابقًا، قيل لي إنني ارتكبت خطًأ فادحًا، ولكن ذلك أدى إلى ما تسميه البعض بـ “البوليصة التأمينية”، لن أدخل في التفاصيل، لكنني أقول ببساطة: «لا أحد تعرض لما تعرضت له».
(شيرر): رئاستك السابقة كانت مليئة بالتحديات، لكنك الآن في موقف مختلف، ما الفرق بين رئاستك الأولى وعودتك الآن؟
ترامب: في رئاستي الأولى، كنت أقاتل للبقاء في منصبي، أتصدى لهجمات وأقود البلاد في وقت صعب، أما اليوم، فأنا أقاتل لخدمة البلاد والعالم بشكل أكبر، هناك فرق كبير بين الرئاستين، نحن الآن أقوى بكثير مما كنا عليه.
الصحفي (جولدبرج): لنفترض أنك محق في كل ما حدث لك، لماذا تعود الآن إلى التركيز على هؤلاء الذين (اضطهدوك) في الماضي؟ ألن يكون من الأفضل أن تركز على قضايا أخرى مثل الصين أو الأزمات العالمية؟
ترامب: هناك من يقول: “انطلقوا، واجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا”، وهناك آخرون يقولون: “نعم، افعلوا ذلك، ولكن لا يمكنكم ترك الناس يفلتون من العقاب”، أنا في المجموعة الأولى، شعبي يقول إنني عوملت معاملة سيئة جدًا، وأنا أؤمن أنني عوملت بشكل غير عادل، حركة “لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا” هي أهم حركة سياسية في تاريخنا، قد لا يحب البعض طريقتي، ولكنني أعتقد أنني أملك الولاء الكبير من شعبي.السؤال السادس:
جولدبرج: أنت من أنجح الأشخاص في تاريخ السياسة الأمريكية، فزت بالرئاسة ثلاث مرات، كيف ترى هذا النجاح؟
دونالد ترامب: صحيح، فزت ثلاث مرات، ولكن الأمر ليس مجرد فوز، بل هو انتصار للناس الذين يؤمنون بأفكاري.
جولدبرج: هذا هو السؤال تحديدًا! في هذه المرحلة من مسيرتك المهنية، ألا تعتقد أنه بإمكانك التخلي عن فكرة فوزك؟ أعني، لا أصدق فوزك في انتخابات 2020.
ترامب: أنا لا أطلب منك ذلك.
جولدبرج: لا يصدق معظم الناس فوزك في انتخابات 2020.. كثيرون لا يصدقون فوزك، يصل الأمر إلى هذه النقطة، بين الانتقام والمضي قدمًا.
ترامب: انظر، سيكون من السهل عليّ ألا أرد عليك عندما تقول ذلك، وسأدعك تكمل حديثك، لكنني شخص صادق جدًا، أعتقد – لا أعتقد؛ أعلم أن الانتخابات كانت مزورة، لم يحصل جو بايدن على 80 مليون صوت، ولم يتفوق على باراك أوباما بأصوات السود في الولايات المتأرجحة – فقط في الولايات المتأرجحة؛ وهذا مثير للاهتمام، ولدينا الكثير من المعلومات الأخرى..
جولدبرج: إذًا، لا تفكر في التراجع عن هذا الرأي؟
دونالد ترامب: كما تقول، سيكون من الأسهل تركك تكمل حديثك، لكنني شخص صادق جدًا، وأؤمن بذلك من كل قلبي، وأؤمن به حقيقةً – كما تعلمون، أهم من القلب، أؤمن به حقيقةً، لقد كانت أربع سنواتٍ صعبة على هذا البلد (خلال رئاسة بايدن الماضية) لقد تعرّض هذا البلد لضرباتٍ مبرحة، كان لدينا رئيسٌ (جو بايدن) لم يكن يملك أيَّ خبرة، لقد تركتُ اليوم بعضًا من الأذكياء جدًا من دولٍ أخرى، وهم معي دائمًا، وأعتقد أن من أكثر الأمور التي حققتُ فيها نجاحًا هي العلاقات الخارجية.
جولدبرج: هل كندا ستكون ولاية أمريكية جديدة؟.. أعتقد أن الكنديين قد يختلفون معي في الرأي
ترامب: حسنًا، الكنديون، إليكم مشكلتي مع كندا: نحن ندعمهم بما يقارب 200 مليار دولار سنويًا، ولسنا بحاجة إلى بنزينهم، ولا إلى نفطهم، ولا إلى أخشابهم، لا نحتاج إلى أي نوع من الطاقة لديهم، لا نحتاج إلى أي شيء لديهم، أعتقد أنها ستكون ولايةً عظيمةً من الولايات المتحدة رقم 51، أحب الدول الأخرى، وأحب كندا.
باركر: منظمة ترامب تبيع قبعات “ترامب 2028”., هل استشرتَ قانونيًا بشأن الترشح للمرة الثالثة؟
ترامب: لا.
باركر: أنظر إليك وإلى رئاستك هذه المرة، لقد حطمت العديد من المعايير والأعراف الديمقراطية.
دونالد ترامب: سيكون ذلك بمثابة صدمة كبيرة، أليس كذلك؟
باركر: هذا هو نوع من سؤالي.
جولدبرج: هذا هو أكبر تحطيم على الإطلاق.
ترامب: حسنًا، ربما أحاول فقط التحطيم – انظر.
باركر: هل هذه القاعدة بعيدة جدًا؟
ترامب: أوه، الناس يصرخون طوال الوقت، أينما ذهبت، “2028!” إنهم سعداء، الناس سعداء جدًا بهذه الرئاسة، لقد حظيت باستطلاعات رأي رائعة، باستثناء «شبكة فوكس»، فوكس، لا تقدم لي استطلاعات رأي رائعة، ولكن حتى في فوكس، لديّ استطلاعات رأي رائعة، فوكس عارٌ على ذلك من نواحٍ عديدة، ولكن، كما تعلمون، كتبتُ شيئًا اليوم، قلتُ فيه: “لطالما أخبرني روبرت مردوخ ( وهو رجل أعمال أسترالي أمريكي، وقطبًا من أقطاب التجارة والإعلام الدولي) أنه سيتخلص من منظمي استطلاعات الرأي لديه”، لكنهم لم يفعلوا ذلك قط – لم يعاملوني معاملة حسنة، ولكنني حظيت باستطلاعات رأي رائعة، بما في ذلك في فوكس.
شيرر: تحدثتَ عن نقل المجرمين الأمريكيين إلى سجون أجنبية، وانتقدتَ المحاكم لاشتراطها اتباع الإجراءات القانونية الواجبة لترحيل المهاجرين غير المسجلين هنا في البلاد (الولايات المتحدة).. هل تعتقد أن هناك حدودًا واضحة لما ستفعله؟ وهل هناك حدود لإجراءات الحكومة الأمريكية؟
ترامب: نعم.
شيرر: هل هناك أي سبب يدعو المواطن الأمريكي للقلق بشأن احترام حكومتكم لحقوقه في الإجراءات القانونية الواجبة؟ أو، أعني، ينص إعلان الاستقلال على: لا نريد أن نكون خاضعين للولاية القضائية الأجنبية.
دونالد ترامب: أوه، هل يمكنك فتح هذا؟ اسحبه. (يأمر كارولين ليفيت، السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض، بسحب الستائر الزرقاء التي تحجب نسخةً حديثةً من إعلان الاستقلال).
ترامب: كيف حال كارولين؟ بخير؟ هل تقوم بعمل جيد؟
جولدبرج: كارولين؟ إنها قاسية جدًا معي.
ترامب: أوه، هل هي كذلك؟ أوه.
جولدبرج: أوه نعم.
ترامب: لم أكن أعلم ذلك.
جولدبرج: ربما كنت أريد فقط أن أحصل لها على زيادة في الراتب بمجرد أن أقول ذلك.
ترامب: واو.
كارولين ليفات: لقد قدمت إحاطة كاملة عن الصحفي الأمريكي جيفري جولدبرج.
ترامب: أوه، حقًا؟ أوه، قد تكون قوية، على أي حال.. هذا رائع، كان ذلك في الخزائن لسنوات عديدة، في الطابق السفلي.
هل المواطنين الأمريكيين يجب أن يقلقوا بشأن الإجراءات القانونية حول الهجرة؟
شيرر: إذًا، كان السؤال الأصلي: ما هي الحدود؟ هل ينبغي على المواطنين الأمريكيين القلق بشأن إرسالهم إلى سجون أجنبية؟
ترامب: لقد قلت ذلك.
شيرر: نعم، والمشكلة التي أثارتها المحاكم هي أن الأشخاص المتهمين بالتواجد هنا بشكل غير قانوني يُرحَّلون دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة، وهذا يزيد من احتمالية القبض على شخص ما عن طريق الخطأ أو بشكل غير لائق وترحيله، إذا لم تُراعَ الإجراءات القانونية الواجبة.
دونالد ترامب: حسنًا، إنهم موجودون هنا بشكل غير قانوني منذ البداية.
شيرر: لكن ماذا لو كان هناك خطأ؟ قد تخطئ في اختيار الشخص المناسب، أليس كذلك؟
ترامب: دعني أخبرك أنه لا شيء مثالي في هذا العالم، لكن لو فكرت في الأمر: كلينتون، وبوش، وكل رئيس قبلي – لم يُواجه أحد أي مشكلة عندما كان لديهم ما يُسمى بالمهاجرين غير الشرعيين في البلاد؛ لقد أخرجوهم من البلاد، وبسهولة ونجاح باهر، أما أنا، فنحن نمرّ بالكثير مع هذا الشخص من عصابة إم إس-13، من أين هو؟ من أين أتى؟
باركر: ولكن ماذا عن الأمريكيين غير المقيمين هنا بشكل غير قانوني والذين ربما ارتكبوا جريمة؟ هل تعتقد أنهم يتمتعون بالإجراءات القانونية الواجبة؟
ترامب: إذا كان الشخص موجودًا في البلاد بشكل قانوني؟ هناك فرق كبير بين وجوده بشكل قانوني وغير قانوني، هؤلاء الأشخاص موجودون في البلاد بشكل غير قانوني، جميعهم، لذا لدينا 250 ألف شخص نريد إخراجهم، إنهم أناسٌ أقوياء، فالعديد من الاعتقالات، بعضها بسبب ضرب النساء على رؤوسهن بمضرب بيسبول دون أن ينتبهن؛ وبعضها بسبب قيادة دراجة نارية، وسحبها في الشارع، فتصطدم بعمود إنارة، وتُصاب بجروح بالغة، وإذا نظرت إلى السجلات، ستجد أن بعضهم بسبب دفع الناس في مترو الأنفاق قبيل وصول قطار الأنفاق، وهو يسير ببطء، فيُدفعون إلى داخل القطار، فيصابون بجروح بالغة أو يموتون، معظمهم يموتون.
هل يحترم ترامب قرارات المحكمة العليا؟
الصحفي شيرر: فيما يتعلق بالإجابة النهائية، هل ما زلت تعتقد أن القضاء هو فرع متساوٍ من الحكومة الأمريكية وأنك ستلتزم بكل ما تقوله المحكمة العليا في النهاية؟
ترامب: أجل، لطالما اعتمدتُ على ذلك.
سياسة ترامب في الرسوم الجمركية
الصحفي (شيرر): هناك حديث في «وول ستريت» عن شيء يُسمى “وضع ترامب”، حيث يُقال أن هناك حدًا أدنى لانخفاض السوق، وإذا كانت البلاد تتجه نحو ركود، ستُعدلون سياساتكم التعريفات الجمركية، إذا تخلى العالم عن الدولار الأمريكي وارتفعت أسعار فائدة السندات، هل ستغيرون هذه السياسات بما يتناسب مع تلك التغيرات؟ هل هذا وصف دقيق لسياستكم الاقتصادية؟
دونالد ترامب: لا أعتقد ذلك، لا أرى كيف يمكنني تغيير رأيي حول هذا الموضوع، أنا شاهدتُ هذا البلد يُنهب من دول أخرى منذ أكثر من 35 أو 40 عامًا، وأقول دائمًا “صديق وعدو”، والواقع أن الأصدقاء في كثير من الأحيان أسوأ من الأعداء، انظروا، في العام الماضي، خسرنا تريليونات الدولارات في التجارة مع هذا الرجل (في إشارة إلى الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن)، نخسر تريليونات كل عام، ومئات المليارات، وأحيانًا تريليونات، وهذا غير مُستدام على الإطلاق، لذلك كان عليّ أن أتخذ خطوة لحماية هذا البلد.
وأكمل ترامب: لقد وضعتُ تعريفات جمركية على السيارات بنسبة 25٪، وعلى الصلب بنسبة 25٪، وعلى الألومنيوم بنسبة 25٪. وأيضًا لديّ تعريفة أساسية بنسبة 10٪ على جميع الدول، وهذه النسب ستتغير مع مرور الوقت، لكنني أؤكد لكم، لستُ بحاجة إلى هذا الضغط، أنا فقط أود أن أرى ردودهم، لأنني أعتبر نفسي صاحب متجر قيم جدًا، والكل يريد أن يتسوق فيه، لكن عليّ حماية هذا المتجر، وأنا من يحدد الأسعار.
الصحفي (جولدبيرج): لكن هل ترى أن هذا سيكون له تأثير كبير على الاقتصاد الأمريكي إذا استمر السوق في الانخفاض؟
ترامب: دائمًا ما يُؤثر ذلك بشكل جزئي، لكن لا أعتقد أن هذا هو السبب في أن الأمور ستتغير بشكل كبير، هذه فترة انتقالية كبيرة، نحن نعيد ترتيب الأمور، الأوضاع الاقتصادية في بلادنا تتغير بعد سنوات عديدة من السياسات القديمة، ولا شك أن الفترة من عام 1870 إلى 1913 كانت فترة ذهبية مليئة بالضرائب الجمركية، وهذه التجربة ستساعدنا على البناء على ما تم في الماضي.
الصحفي (باركر): ذكرتَ سابقًا أنك شخصٌ إيجابي التفكير، وبغض النظر عن انتخابات أمريكا 2020، ما الذي تعلمته عن قدرتك على تشكيل الواقع من حولك؟ كيف تُفسر هذه القدرة على التأثير في الأحداث بمجرد قولك لها؟
دونالد ترامب: أعتقد أن أغلب أعضاء الحزب الجمهوري يعتقدون أنني فزت في انتخابات أمريكا 2020، لكن هذا ليس بالضرورة ما قلته، أعتقد أن لديهم رؤية خاصة، وهذا شيء طبيعي، فهؤلاء الناس أذكياء جدًا.
الصحفي (باركر): ولكن بغض النظر عن الانتخابات الأمريكية، هناك شعور بأنك قادر على خلق الواقع، وجعل الأمور تحدث بمجرد أن تقولها.. كيف تفعل ذلك؟
ترامب: في الواقع، لا أعتقد أنني أخلق الواقع، ربما يمكنني تسليط الضوء على بعض النقاط أو الحديث عنها، ما أفعله هو أنني أقول ما في ذهني، والناس يحبون ذلك، ما نريده هو أن يكون لدينا أمة قوية، مع ضرائب منخفضة، وعدم وجود جريمة، لا نريد أن يُسرق الناس أو يُقتَلوا، نريد أن يعيش الناس حياة كريمة، وخلال السنوات الأربع الماضية، لم يكن الناس يعيشون حياة كريمة ــ بحسب تعبيره ــ شاهدتم ذلك في الانتخابات الأمريكية، وكان من الصعب الفوز في الولايات السبع المتأرجحة، لكنني فزت بها بفارق كبير، أعتقد أنني فقط أقول ما هو صحيح وأعبر عن أفكار الناس.
الصحفي: السيد ترامب، في حديثك عن الديمقراطيين، قلتَ إنهم فقدوا ثقتهم ولا يعرفون ما يفعلون، هل هذا يعني أنك لا ترى أحدًا قادرًا على قيادة الحزب الديمقراطي في المستقبل القريب؟
ترامب: بالضبط، لا أستطيع أن أخبركم من هو قائدهم الآن، لا أرى أي شخص في الأفق، ولو سألتموني، لن أتمكن من تقديم اسمٍ واضح، لكن أعتقد أن الديمقراطيين في حالة ضياع تام.
الصحفي: ماذا عن الأشخاص الذين يلوحون في الأفق كمرشحين محتملين مثل ويس مور، شابيرو، أو جريتشن ويتمر؟ هل ترى أيًا منهم كقائد محتمل؟
دونالد ترامب: تحدثتُ مع شابيرو قبل أيام وأعجبتُ به، وهو شخص جيد، لكن لا أحد يعرف ماذا سيحدث في المستقبل، أما جريتشن ويتمر، فهي جيدة جدًا وقد تعرضت لانتقادات شديدة، لكن في النهاية كان لديها قضية نبيلة تطلب فيها إبقاء قاعدة جوية مفتوحة في ميشيجان.
الصحفي: هل تتوقع أن تكون المنافسة في الانتخابات الأمريكية المقبلة أكثر صعوبة بالنسبة لك مقارنة بما مررت به في المرات السابقة؟
ترامب: لا أعتقد ذلك، الوضع الآن أكثر هدوءًا مقارنة بالمرة الأولى التي توليت فيها المنصب، في ذلك الوقت، لم يكن لدي أي من الأشخاص الذين كانوا معي في المرة الثانية أو الثالثة، وأنا أؤمن أنني أقدم خدمة كبيرة للبلاد (الولايات المتحدة) بتحدي الوضع القائم، إذا أردتُ أن أسير في الطريق الأسهل، كان بإمكاني إدارة الأمور بشكل أسهل، لكنني اخترت أن أفعل ما هو صحيح للولايات المتحدة.
تعامل ترامب مع الاقتصاد والأزمة التجارية
الصحفي: في مجال الاقتصاد، تحدثتَ عن خوض معركة صعبة مع دول أخرى مثل الصين، هل تعتقد أن فرض الرسوم الجمركية كان قرارًا ضروريًا رغم تأثيراته؟
ترامب: بالتأكيد، كان فرض الرسوم الجمركية خطوة ضرورية، كنا نسمح لدول أخرى بتمزيقنا إربًا إربًا، وكانت التجارة غير متوازنة بشكل غير مقبول، الصين، على سبيل المثال، حققت تريليون ونصف تريليون دولار من التجارة مع الولايات المتحدة، وبنت جيشًا ضخمًا باستخدام أموالنا، كان من الضروري أن نتخذ خطوات لحماية اقتصادنا.
الصحفي: هل يتواصل معك أي شخص من القطاع المالي ليعبر عن قلقه حول انخفاض سوق الأسهم وتأثير ذلك على ثرواتهم؟
ترامب: لا، لم يتصل أحد، معظم الناس يقولون لي: “أنت تفعل الصواب”، الناس يعرفون أن الوضع الذي كنا نعيشه كان غير قابل للاستمرار، لم يكن من الممكن أن نسمح لدول أخرى بمواصلة استفزازنا بهذه الطريقة.
ماذا عن مستقبل سياسة ترامب؟
الصحفي: ماذا عن المستقبل؟ هل هناك أي تطور في سياساتك أو أفكارك حول كيف ستواجه التحديات القادمة؟
ترامب: بالطبع، نحن نمر بمرحلة انتقالية كبيرة، هناك الكثير من الأمور التي أُعيد ترتيبها في هذه الفترة/ لقد واجهت تحديات كبيرة، ولكنني مستعد للقيام بما هو ضروري لحماية أمريكا في المستقبل.
حول زيلينسكي وبوتين
الصحفي: الرئيس ترامب، كتبتَ على موقع التواصل الاجتماعي “تروث سوشيال”: “فلاديمير، توقف!” لكن هل تعتقد أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيتوقف (لإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية المستمرة) حقًا فقط لأنك طلبت منه ذلك؟
دونالد ترامب: ربما تفاجأ، لكنه ليس من النوع الذي سيتوقف بناءً على ما أقوله، ومع ذلك، إذا تابعتَ الأحداث، قد تجد أنه ليس من المستبعد أن يتوقف في وقت ما.
الصحفي: إذا واصل بوتين تقدمه في أوكرانيا وحقق المزيد من النجاح العسكري في مسار الحرب الروسية الأوكرانية، هل تتخيل أن الولايات المتحدة قد تتدخل ليس بالقوات فقط، ولكن بتقديم دعم أكبر لأوكرانيا؟
ترامب: التدخل ليس بالضرورة أن يكون بالقوات، هناك الكثير من الأسلحة الممكنة مقل: العقوبات، والضغط على البنوك، وغير ذلك من الأدوات، الحرب ليست مجرد أسلحة بالرصاص.
الصحفي: في حال استمر بوتين في محاولاته السيطرة على أوكرانيا، هل ستظل في موقف داعم لأوكرانيا حتى وإن كانت لديك تحفظات على زيلينسكي؟
ترامب: سأظل داعمًا لأوكرانيا، لكن ليس بالضرورة إلى جانب الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي، لقد كان لدي صعوبة في التعامل معه شخصيًا، كان عليه أن يلتزم الصمت في بعض المواقف بدلًا من التصريح عن أشياء كان يمكن تجنبها.
مشهد غريب في المكتب البيضاوي
الصحفي: عندما كان زيلينسكي في المكتب البيضاوي، كان موقفه غريبًا جدًا، هل تعتقد أن ذلك كان فاعلاً من قبله، أم أنه فقط كان غير قادر على استيعاب الموقف؟
ترامب: نعم، كان ذلك غريبًا جدًا، كان عليه أن يتوقف ويتقبل المساعدة التي نقدمها بدلاً من أن يصعد الوضع، لقد حصل على دعم مالي كبير، وكان يصر على المزيد.
هل كان الدعم الأمريكي لأوكرانيا كافيًا؟
الصحفي: ذكرتَ أن الولايات المتحدة قدمت دعمًا كبيرًا لأوكرانيا، لكن زيلينسكي قال إنهم خاضوا الحرب الروسية الأوكرانية بمفردهم.. ما رأيك في ذلك؟
ترامب: نعم، قدّمنا لهم 350 مليار دولار، وهذا دعم هائل، كما أن أوروبا قدمت مساعدات أقل بكثير، لكن رغم ذلك، أصروا على أنهم لم يتلقوا المساعدة الكافية، هذا أمر يزعجني.
الصحفي: هل تعتقد أن هذه الحرب الروسية الأوكرانية (المستمرة) هي مسؤولية بايدن بالكامل؟ وكيف ترى موقف أمريكا في هذه الحرب؟
دونالد ترامب: هذه حرب بايدن.. لا أريد أن أحمّلها، لكنها حرب كارثية كان من الممكن أن نمنعها، ما كان ينبغي أن تحدث أبدًا، وأنا متأكد من ذلك تمامًا.
رد فعل حلفاء أمريكا بعد تصرفات زيلينسكي
الصحفي: بعد الموقف مع زيلينسكي، هل تعتقد أن الدول مثل كوريا الجنوبية، وتايوان، أو اليابان قد تأثرت بطريقة معاملة حلفاء أمريكا؟
ترامب: لا، ليس بالضرورة، فحتى هذه الدول، مثل كوريا الجنوبية، استفادت كثيرًا على حسابنا، لدينا 42 ألف جندي هناك، ونحن من ندفع الثمن، لكن لا داعي للشعور بالأسف على هذه الدول؛ لقد أصبحت غنية على حسابنا.
الصحفي: في نهاية المطاف، ما الذي يهمك أكثر: حماية حلفاء أمريكا أو حماية أمريكا نفسها؟
اختتم ترامب المقابلة قوله: إن أولويتي هي حماية أمريكا، أريد ضمان مستقبل هذا البلد على المدى الطويل، لقد حان الوقت لكي نفكر في مصلحتنا أولًا.
لتعكس مقابلة ترامب هذه مع مجلة «ذا أتلانتيك»، مواقف ترامب الجريئة في السياسة الخارجية ورفضه للسياسات التي اتبعها بايدن، داعيًا إلى إعادة النظر في دور أمريكا في النزاعات العالمية، ويضع الأولوية في النهاية لحماية مصالح الولايات المتحدة قبل أي شيء آخر.. كذلك، انتقاداته لزيلينسكي ولبوتين على غرار الحرب الروسية الأوكرانية فهي تظهر استعداده لإعادة ترتيب الأولويات في السياسة الأمريكية، وتقديم حلول غير تقليدية، مع التركيز على حماية المصالح الأمريكية أولاً.