في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والإعلامية، قرر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق لوحة فنية جديدة له في مدخل البيت الأبيض، تُظهره لحظة نجاته من محاولة اغتيال خلال تجمع انتخابي بولاية بنسلفانيا في صيف 2024.
هذه اللوحة حلت مكان الصورة الرسمية للرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، في كسر واضح للتقاليد المعمول بها في ترتيب صور الرؤساء بالبيت الأبيض.
اللوحة التي نُشرت عبر حسابات البيت الأبيض على منصات التواصل الاجتماعي تحت عنوان “بعض الأعمال الفنية الجديدة في البيت الأبيض”، تُظهر ترامب مرفوع القبضة ووجهه ملطخ بالدماء، في مشهد أصبح رمزًا لحملته الانتخابية لعام 2024. ووصفت وسائل الإعلام المشهد بأنه يعكس تحديه ومحاولته تأكيد قوته ورمزيته السياسية.
تغيير في ترتيب الصور يكسر التقاليد الرئاسية
وفقًا للتقاليد، تُعرض صور الرؤساء السابقين في قاعة “Grand Foyer” بشكل تسلسلي زمني، وغالبًا بعد مغادرتهم للمنصب. لكن في هذا التعديل، تم نقل صورة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، التي كُشف عنها عام 2022 على يد الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى الجهة المقابلة من القاعة، مكان صورة جورج بوش الابن، التي بدورها نُقلت إلى درج جانبي.
ردود أفعال متباينة وتأكيدات رسمية
أكدت “الجمعية التاريخية للبيت الأبيض”، وهي الجهة المسؤولة عن تنسيق عرض هذه الصور، أن التعديلات جاءت بتوجيه مباشر من ترامب. من جانبه، علّق مدير الاتصالات لدى ترامب، ستيفن تشيونغ، ساخرًا من الانتقادات بعبارة “اخفض صوتك، أيها الأحمق”. في المقابل، أشادت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين بالخطوة، ووصفت لوحة ترامب بأنها “أفضل بكثير”.
خلفية مشابهة من فترة رئاسة ترامب الأولى
ليست هذه المرة الأولى التي يُجري فيها ترامب تغييرات على جدران البيت الأبيض. ففي ولايته الأولى، أزال صور كلينتون وبوش الابن، واستبدلهما بصور للرئيسين ويليام ماكينلي وثيودور روزفلت، في إشارة إلى تفضيله لرؤساء يتماهون مع رؤيته السياسية.
إعادة تشكيل الهوية البصرية للبيت الأبيض
التعديلات الأخيرة لم تقتصر على هذه اللوحة فقط، بل شملت عرض صورة “المجابهة” الخاصة بترامب داخل إطار ذهبي بالقرب من المكتب البيضاوي، إضافة إلى تمثال برونزي يوثق لحظة نجاته، نُصب مؤخرًا في منتجع مارالاغو. ومع عدم وجود صورة رسمية بعد للرئيس الأمريكي جو بايدن، يبدو أن ترامب ماضٍ في ترسيخ أسلوبه غير التقليدي في تمثيل الرئاسة.