عقب انتهاء الجولة الخامسة من المفاوضات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، في العاصمة الإيطالية روما، بوساطة عمانية؛ لاحت في الأفق التكهنات حول “اتفاق نووي مؤقت” بين واشنطن وطهران.
وكشف مسؤول أمريكي ديبلوماسي رفيع المستوى لـ”سبوتنيك”، أن واشنطن تدرس إمكانية تخفيف بعض العقوبات المفروضة على إيران، في إطار اتفاق مؤقت يجري التفاوض عليه.
وأوضح المسؤول أن “هناك مقترحا لاتفاق أولي، تُبدي فيه إيران استعدادًا واضحًا للتخلي التام عن برنامجها النووي العسكري، وفي هذا السياق، تدرس الإدارة الأمريكية خيار تأجيل بعض الإجراءات العقابية السارية ضد طهران”.
كما كشف الدبلوماسي الأمريكي أن “أمريكا متمسكة بموقفها الرافض لأي أنشطة تخصيب يورانيوم إيرانية، وهو ما لا يزال يمثل نقطة خلاف رئيسية”.
وأضاف أن “المباحثات شملت أيضا موضوعات أخرى، من بينها اقتراح باتفاق تمهيدي يعكس التزام إيران بعدم السعي إلى امتلاك أسلحة نووية، وضمن هذا الإطار، تتداول إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إمكانية تخفيف بعض العقوبات المفروضة على إيران، كخطوة لتحفيز التقدم في المفاوضات”، وفقا لصحيفة “يسرائيل هيوم”.
وجاءت تصريحات المسؤول الأمريكي، عقب كلمة لوزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، أمام مجلس الشيوخ الأمريكي، أكد فيها أن بلاده “منفتحة على السماح لإيران بتطوير برنامج نووي مدني، لكنها ترفض بشدة السماح لها بتخصيب اليورانيوم، خشية أن يستخدم ذلك كغطاء لتطوير سلاح نووي مستقبلا”، وأقر روبيو بأن التوصل إلى اتفاق من هذا النوع سيكون “غاية في الصعوبة”.
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قد شدد عبر منصة “إكس”، على أن “صفر أسلحة نووية يعني وجود اتفاق، أما صفر تخصيب لليورانيوم فيعني عدم وجود اتفاق. لقد حان وقت اتخاذ القرار”.
وفي وقت سابق، رفض المرشد الإيراني علي خامنئي، مطالبات طهران بوقف تخصيب اليورانيوم، واصفا إياها بأنها “غير منطقية ومهينة”، وحذّر من أن مثل هذه الشروط قد تجعل المفاوضات مع أمريكا غير مجدية.
وفي ظل تباين المواقف بين إيران والولايات المتحدة بشأن تخصيب اليورانيوم، ما قد يهدد بفشل المفاوضات، يبقى السؤال من هم الرابحون والخاسرون من توقيع اتفاق نووي مؤقت؟
الاتفاق المؤقت بين إيران والولايات المتحدة سينص على خفض مستوى تخصيب اليورانيوم مقابل رفع العقوبات الأمريكية على طهران، ويعتبر بادرة حسن نية لاتفاق أشمل وطويل المدى يتم التفاوض عليه مستقبلا.. وإن حدث هذا “الاتفاق المؤقت” سيكون مكسب كبير لإيران حيث ستحافظ على قدراتها وبنيتها التحتية النووية، والاحتفاظ بمستوى آمن لتخصيب اليورانيوم دون توقفه بالكامل، وتتجنب تلقي ضربة عسكرية لمنشآتها النووية، وتتفادى منطقة الشرق الأوسط سيناريو الحرب الشاملة، وينتعش الاقتصاد الإيراني مرة آخرى بما يسمح لإيران بتطوير قدراتها العسكرية الصاروخية، وإعادة بناء محورها المقاوم “حزب الله-الحوثيين- حماس” بعدما تلقوا ضربات كبيرة جراء الهجمات الإسرائيلية.
أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فإنه سيكون الخاسر الأكبر حيث تفشل خططه بجر الولايات المتحدة لضرب إيران كي يحافظ على مستقبله السياسي، في مقابل استمرار إيران كمهدد رئيس لإسرائيل في المنطقة.
أما الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فيسوق لنفسه في الداخل الأمريكي أنه استطاع تعطيل وكبح تقدم البرنامج النووي الإيراني بخفض مستوى التخصيب مقارنة بسلفه جو بايدن، كما يروج لنفسه كصانع سلام في العالم، وتكون أزمة إيران بمثابة “كرة لهب” تؤجل للإدارة الأمريكية القادمة.