أيام قليلة ويهل علينا «عيد الأم» في 21 مارس من كل عام، تلك المناسبة التي تحظى باهتمام الملايين من المواطنين، ممن يحرصون على الاحتفال بـ«ست الحبايب»، لما قدمته من عطاء، تجاه الأسرة والمجتمع، وساهمت في إعداد أجيال، وقدمت نماذج مُشرفة، بعد رحلة عطاء.
كل عام، تحرص الحكومة على تنظيم مسابقة لاختيار الأم المثالية، والتي نجد من خلالها نماذج لأمهات قدمت تضحيات لتربية الأبناء، وقصص نجاح مُلهمة تستحق إلقاء الضوء عليها، وتكريهما بما يلق لما قددمته من عطاء.
من جانبه، أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، سلسلة من الفيديوهات على منصاته بمواقع التواصل الاجتماعي بعنوان «هن مصر» لإلقاء الضوء على قصص النساء الملهمات اللاتي حققن نجاحات بارزة في مختلف المجالات في مصر، في محاولة لإبراز قصص نجاحهن والتحديات التي تواجههن.
وفي أحد الفيديوهات من سلسلة «هن مصر» التي نُشرت على صفحة مركز معلومات مجلس الوزراء، تم استعراض قصة «الحاجة زينب.. عزيمة لا تلين»، والتي تجسد قصة إنسانية ملهمة، بطلتها الحاجة زينب، الأم التي قدّمت مثالاً رائعاً في الصبر والتضحية. على مدار ستة وعشرين عاماً، لم تكلّ ولم تملّ من حمل ابنها على ظهرها، لتصطحبه يومياً إلى جامعة الأزهر، حيث يواصل تعليمه.
◄ صبر وعزيمة
وأوضحت الحاجة زينب أن الوضع الصحي لنجلها «عبد المنعم» كان حرجاً للغاية في السبع سنوات الأولى، حيث احتاج إلى عمليات جراحية معقدة، استغرقت إحداها تسع ساعات متواصلة، وأمضى عامين في المستشفى، مما أدى إلى تعطل دراسته في الكلية.
وعلى الرغم من كل هذه التحديات، لم تفقد الحاجة زينب الأمل، بل ظلّت صامدة، تدعم ابنها وتشجعه على مواصلة تعليمه. وأشادت بصبر «عبد المنعم» وعزيمته القوية على التعلم والحصول على وظيفة تليق به.
◄ مكافأة إلهية
وعبرت الحاجة زينب عن سعادتها الغامرة بالاهتمام الذي أبداه مركز المعلومات بقصتها، وبلقاء فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، الذي منحها ولابنها عمرة، لتكون هذه الرحلة المباركة مكافأة إلهية على صبرهما وتضحياتهما.
يذكر أن الشاب عبد المنعم المهدي، الطالب بالفرقة الرابعة بكلية الدراسات الإسلامية بدمياط الجديدة، وُلد بتشوه في عنقه، ويُعاني من مرض نادر يسمى «العظم الزجاجي»، مما يحول دون قدرته على الحركة أو التنقل، إلا أنه لم يمنع ذلك الأم من خدمته، ولم تتأخر يوماً في مساعدته حتى أكمل دراسته الجامعية.