انتشر في الآونة الأخيرة الحديث عن منصات الذكاء الاصطناعي (AI) المتخصصة في تقديم الاستشارات النفسية، حيث زعم البعض أنها قد تغني عن دور الخبير أو الطبيب النفسي، وفي هذا السياق، أجرت «بوابة أخبار اليوم» حوارًا مع الدكتور جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، لتوضيح وجهة نظره حول دور هذه المنصات في تقديم الدعم النفسي.
الذكاء الاصطناعي ودوره في الحالات النفسية البسيطة
يرى الدكتور جمال فرويز أن منصات الذكاء الاصطناعي يمكن أن تكون مفيدة لبعض الحالات النفسية البسيطة أو المتوسطة، وأوضح قائلاً: “استخدام تلك المنصات يمكن أن يساعد في التعامل مع حالات مثل الاكتئاب البسيط (Mind Depression) أو الوسواس القهري في مراحله الأولية، لكن الحالات الشديدة تتطلب تدخلات علاجية متعددة لا يمكن للذكاء الاصطناعي توفيرها، ويتم تحديد هذه التدخلات بواسطة الطبيب النفسي”.
متى يمكن اللجوء لمنصات الذكاء الاصطناعي؟
وأضاف د. جمال أن هناك فرقًا بين الحالات النفسية البسيطة والحالات المعقدة. وقال: “في حالات الحزن أو الزعل البسيط، قد يكتفي المريض بالجلوس مع خبير أو طبيب نفسي للحصول على نصيحة، وفي هذه الحالات يمكن الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتقديم ما يُعرف بـ’الجدل النقاشي’، لكن بالنسبة للحالات الصعبة، فإن الذكاء الاصطناعي غالبًا ما يقدم صورة مثالية قد تُفاقم الحالة بدلاً من تحسينها”.
دور الطبيب النفسي في العلاجات المتقدمة
وأكد د. جمال فرويز أن الطبيب النفسي يظل هو الشخص الوحيد المؤهل لتحديد العلاج المناسب للحالات المعقدة، وقال: “هناك حالات تستدعي استخدام علاجات متقدمة مثل الجلسات الكهربائية، أو التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة (TMS)، أو استخدام أجهزة التحفيز الكهربائي مثل TENS BRAVO، هذه العلاجات تحتاج إلى خبرة طويلة، والطبيب فقط هو القادر على تحديد الجرعات وطريقة العلاج بشكل آمن”.
الفارق بين “Label” و”Off Label” في الاستشارات النفسية
وأشار د. جمال إلى وجود نوعين من الاستشارات الطبية:
Label: وهي الاستخدام الموصوف رسميًا وفقًا للتعليمات الطبية.
Off Label: وهي الاستشارة المقدمة بناءً على الخبرة المهنية للطبيب.
وأوضح أن الاستشارات الطبية لا تعتمد فقط على الورقة والقلم، بل تحتاج إلى مهارات وخبرة شخصية للطبيب لضمان تقديم العلاج المناسب.
الذكاء الاصطناعي بين الدعم والتحديات
واختتم د. جمال حديثه قائلاً: “المنصات الجديدة يمكن أن تكون مفيدة في الحالات البسيطة، لكنها ليست بديلاً للطبيب النفسي في الحالات المعقدة، يبقى دور الطبيب النفسي أساسيًا لتقديم العلاجات المتخصصة التي تتطلب خبرة ومعرفة دقيقة”.