وثّقت مقاطع فيديو تداولها النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي سرقة الجيش الإسرائيلي لأشجار زيتون معمرة في جنوب لبنان في انتهاك جديد ضمن سلسلة جرائم الاحتلال.
استهدف الاحتلال الإسرائيلي هذا الإرث، عبر نهب أشجار الزيتون، وحرق البساتين، وتدمير المعالم الزراعية، في محاولات لطمس الهوية وتشويه الطبيعة، حتى أصبح ما يجري في الجنوب اللبناني ليس مجرد عدوان على الأراضي الزراعية، بل جريمةً تضاف إلى سجل جرائم الاحتلال بحق شعبٍ وتاريخٍ ضارب في أعماق الحضارة اللبنانية.
إسرائيل تسرق اشجار زيتون معمّرة من جنوب لبنان pic.twitter.com/ffacb8jmal
— Lebanon Debate (@lebanondebate) January 10, 2025
جاءت هذه الحادثة في سياق توغل الاحتلال ببلدة الطيبة في جنوب لبنان، حيث شهدت المنطقة إطلاق نار وقنابل يدوية، فيما رصدت التقارير تحليقًا مكثفًا للطيران الإسرائيلي فوق البقاع الشمالي وتفجيرات بين الطيبة والعديسة، في استعراض مستمر لـ«جرائم الاحتلال الإسرائيلي».
حيال ذلك، ارتفعت حصيلة ضحايا غارة إسرائيلية على بلدة طيردبا إلى 5 شهداء و4 جرحى، وفق بيان وزارة الصحة اللبنانية، الهجوم يُظهر تناقض الاحتلال مع اتفاق وقف إطلاق النار المُبرم مع “حزب الله” اللبناني، الذي نصّ على انسحاب الجيش الإسرائيلي، لكن انتهاكات وجرائم الاحتلال لا تزال مستمرة..
من جهة، ورغم الاعتداءات المتكررة، يواصل زيت الزيتون اللبناني تحقيق إنجازات عالمية، فقد حصدت علامة تجارية من جنوبي لبنان 3 جوائز مرموقة على جودة الزيت في مسابقات دولية بنيويورك وإسبانيا واليابان، لكن أصحاب هذه الإنجازات، مثل روز بشارة، يعيشون القلق من استمرار جرائم الاحتلال التي تهدد بساتين الزيتون وأمن المنطقة.
حيث تعرضت آلاف الهكتارات من بساتين الزيتون في الجنوب اللبناني لاعتداءات إسرائيلية ضمن جرائم الاحتلال باستخدام قذائف فوسفورية حارقة، وهذه الاعتداءات، التي دمرت أكثر من 50 ألف شجرة زيتون معمرة، وفق وزارة الزراعة اللبنانية، تجاوزت الجانب الاقتصادي إلى ضرر ثقافي واجتماعي يمس سكانًا توارثوا هذه الأشجار رمزًا للعيش والاستقرار.
وفي قرية بشعلة شمال لبنان، تنمو أشجار زيتون يُعتقد أنها من أقدم الأشجار عالميًا، بعضها يزيد عمره عن 1100 عام، وهذه الأشجار، المعروفة بـ«أشجار نوح»، تشهد على عمق الارتباط الثقافي والتاريخي لشجر الزيتون في لبنان، لكن، مع تزايد جرائم الاحتلال، يُخشى أن تمتد هذه الانتهاكات إلى تراث يبقى شاهدًا على الزمن.