بقلم يحي خليفه
اعتدنا أن نضع فاصلة للمواصلة والاسترسال في الكلام، وترتيب النتائج على أسبابها، وأن نضع نقطة لنهاية الجملة أو الفقرة، أو ننهي الموضوع بكامله، لنبدأ بعد النقطة جملةً جديدة أو فقرة جديدة، أو موضوعًا كاملًا، فلو استعرنا هذا الأمر ووضعنا نقطة بعد جملة من أحداث لا تَروق، أو فقرة من الحياة لا تُطاق، أو موضوعٍ سيئ، أو حوارٍ بين الناس لا يجوز، فقط ضَعْ نقطة وانطلق من جديد. لا تستمر فيما فات، لا تضع فاصلة وتشرع في تكملة مُحزنة، لا تضع فاصلة للمواصلة والاستمرار، أو العطف على ما كان، ضع نقطة بعد حُزن الماضي، وابدأ عهدًا جديدًا مُشرقًا أو أملًا بنَّاءً.
ضع نقطة بعد نقاشٍ غاضب بينك وبين رفيقٍ، أو قريبٍ أو زوجٍ، وابدأ سطرًا جديدًا بالتسامح البنَّاء، واصفح عن الزلَّات، وضع نقطة بعد رسوبك في أي مجال؛ علاقة صداقة، تجارة، ضع نقطة بعد عقوقٍ وشقاق، وابدأ سطرًا من البر، لا تعطف على ما كان وما ساء، ولا تُواصل فيه، وأما ما كان بالأمسِ مِن تدنٍّ أو سقوط أو عقوق، فاخْتمه بنقطة واقطَع به الصلة، وابدأ السطر الجديد في حياتك، ولا تكن للماضي أسيرًا، فتلك حيلة إبليس، الاستذلال بما كان لتَمضي فيه بيأسٍ من التحسين والإصلاح، يُحادثك ويُبكيك ويُشقيك، يزلزل في أذنيك بوساوس كالرعود: أنت فعلت وفعلتَ، وكم فشِلت في الإصلاح، ومثلك لا يعود إلى الخير، ولا يُرجى منه نفعٌ، ولا يتأتَّى منه غير ما كان شرورًا وسَفسطةً؛ فيهوِّن عليك التمادي، فانتبه إنه كيد الأعادي، وكن قويًّا وضع نقطتك، وأَنْهِ تلك الفقرة، وهَلُمَّ إلى سطر جديد بنقاء وعزم، واستعنْ بالله ولا تَعجِز.
وبمناسبة قدوم شهر رمضان الفضيل ونحن على أعتابه فحري بك أن تتذكر نعمة من الله أسداها إليك ومنة من الله أولاها إليك هذه النعمة أن بلغك الله شهر رمضان هذه النعمة أن كتب الله لك الحياة إلى بلوغ هذا الشهر كم من قلوبٍ حنت واشتاقت إلى لقاء هذا الشهر ولكن انقطع به القدر وانقطع بها الأثر فهم تحت الثرى في القبور فإذا بلغت شهر رمضان فتذكر منة الله عليك واحمد الله على الوصول والبلوغ وقل بلسان الحال والمقال اللهم لك الحمد على أن بلغتني رمضان لا أحصي ثناء عليك إن قلت هذا وتمكنت هذه النعمة من قلبك تأذن الله لك بالمزيد “لَئِن شَكَرْتُمْ لأَزِيدَنَّكُم” وحري بأن تصاب برحمة الله عز وجل والله ما شكر عبد نعمة من نعم الله عز وجل إلاّ بارك الله له فيها. وإذا بلغت شهر رمضان تذكر أناس حيل بينها وبين الصيام والقيام الآلام والأمراض والأسقام فهم على الأسرة البيضاء إذا تذكرت ذلك ورأيت الصحة والعافية في بدنك فاحمد الله على الوصول والبلوغ واسأله أن يعينك على طاعته وذكره وشكره وحسن عبادته