بقلم د. عبدالكريم بعلبكي
مَنْ يضمّد جراحَ الوطن ويمسح الكآبة عن وجهه، في ظرف يعيش فيه المواطن أصعب المحن، والوطن ينازع وسط التدمير الاقتصادي الهائل والخسارات الناجمة عن فقد الثقة، وما زلنا نتجاهل تقصير ساستنا ونغضّ الطرف عن الأخطاء التي أوصلتنا إلى هذا الانهيار المرعب،
أقسم أنني أتردّد في الحديث عن التفاؤل أو حتى التشاؤم، لأنّ هذه التعابير لا تشير إلى حالتنا النفسية إزاء هذا الوضع الحقيقي الذي نواجهه، فقد باتت المشكلة من التعقيدِ والعمقِ بشكلٍ يجعل من الصعب توفّر حل لها، خاصة مع فورات الغضب والعنف التي تجتاح البلاد، أصبح الناس يتوقون لحل يتناسب مع الوضع القائم،
ولكن ، لا يسعنا ونحن نواجه هذا الوضع المخيف، إلّا أن نهيب بالجميع المحافظة على ما تبقَّى من وطن، وإذا كان من عبرة نستخلصها من الماضي، هي أن لا يتحوّل حملة الأقلام الناطقة بالسلام، والمعاول الخافقة بالخير، في غفلة من الدهر، إلى متمنطقين بأسلحة الفتك والتدمير،
فينتصر مشهد التلاقي ونغالب الفرقة، ليفوز مشهد البناء ونغالب الدمار، على أمل أن تكون الغلبة مكتوبة للوحدة والبناء والمحبة، لينتصر اللبناني على المأساة في كل مقومات الحياة بتصميمنا على قهر التفلت والشغب من أجل ما تبقَّى من وطن.