بقلم السفيرة الدكتورة / ماجدة الدسوقي
لعل أبسط تعريف للديموقراطية هو ” إرادة الشعب هي أساس سلطة الحكومة “
يختار الشعب ممثليه ليكونوا هم النخبة الحاكمة مهمتها صياغة التشريعات التي هي أساس الحكم الديمقراطي والحرص على تنفيذها لمصلحة الشعب . إن أجمل وأسمى معاني الديمقراطية سيادة القانون على جميع المواطنين من القمة وحتى القاعدة .
تتناقض الديموقراطية مع أشكال الحكم التي تكون فيها السلطة بيد فرد واحد أو بيد مجموعة من الأشخاص التابعين له .
عرّفٓ Karl Popper الديموقراطية تعريفا قانونيا بقوله ” إنها نقيض الديكتاتورية أو الظلم “
الديموقراطية الحقيقية هي أن يتخلص الشعب من قادته ويخلعهم من السلطة إذا حادوا عن الطريق القويم بدون الحاجة الى ثورة ، ولكن الديموقراطية بهذا المعنى تبدلت مع مرور السنوات وبمعدلات مختلفة في أقطار عدة . ولكن ما هي أُسس الديموقراطية ؟ إنها حرية التجمع ، وحرية الكلام ، والمساواة ، والشمولية،
والتصويت والانتخابات ،والحق في الحياة ، وحقوق الأقليات ، وقبول نظام الحكم السائد . إن الديموقراطية الحقيقية هي البيئة المناسبة للناس في إتخاذ القرارات وممارسة إرادة الشعب كما يمكنه محاسبة صناع القرار. وهكذا يتم ضمان حقوق الناس وينعم أفراد هذا المجتمع بالسعادة إلى حد كبير
وتبرز أهمية الديموقراطية لما لها من فوائد عديدة مثل :
توفير الإستقرار السياسي في المجتمع
تقليل مستوى الفساد
*تقليل حدة الإرهاب
الحد من مشاكل الفقر والبطالة
الإهتمام بمشاكل الشباب وحلها بقدر المستطاع لأنهم هم عماد السلطات في المستقبل
*المعونات المادية. للمحتاجين بعد إستقصاء
إعطاء كل ذي حق حقه
العناية والرعاية الصحية للجميع
محاولة إسعاد أفراد المجتمع بقدر المستطاع
تطبيق القانون على الجميع
الجدير بالذكر أن الديموقراطيات تختلف من بلد لآخر ولكن أهمها الديموقراطية النيابية أو التمثيلية وهي الأكثر شيوعاً والتي يقوم فيها أفراد المجتمع بإنتخاب مسؤولين لإتخاذ القرارات السياسية
وسن القوانين وإدارة البرامج والمشاريع الوطنية التي تخدم مصلحة الشعب كله .
وهذا النمط من الديموقراطيات يُقسم فيه الشخص المنتخب أن يبذل أقصى طاقاته وقدراته للإرتقاء بمستوى الوطن والحفاظ على مصالح الجماهير ومحاسبته على التقصير وعدم تلبية طلبات المجتمع التي أُتفق عليها قبل الإنتخابات . أحيانا بل في بعض الدول كثيراً ما تكون الإنتخابات التمثيلية غير نزيهة يلعب المال فيها قوة دافعة للنجاح في الإختيار والأمثلة واضحة
في بعض الدول . إن الإشراف على عملية الإنتخابات للمجالس الحاكمة من أهم مقومات نجاح العملية الديموقراطية ، ومن هنا أقول أن إستقلالية القضاء هي الضامن الوحيد لنزاهة الإنتخابات، وأيضا لابأس من إشراف ومراقبة من الخارج حتى يتم الصدق والنزاهة في الإختيار . إن أسوأ أنواع الحكم هو الحكم الديكتاتوري الفردي الذي يتم فيه إتخاذ القرارات
في جميع شؤون الوطن من قبلْ الحاكم حتى وإن كان معه مستشاريه . إن ضمان حقوق الناس المدنية والثقافية والإقتصادية والسياسة والاجتماعية لا يتأتى الا بحكم ديموقراطي لأن
القانون الدولي يحث ويلزم الحكومات بشكل عام على الإلتزام بتوفير هذه الحقوق لرعاياها افرادا وجماعات .