شاهدٌ على العصر، رصد ما مرت به مصر، منذ ما يقرب من 40 عامًا، كان وما زال، معهد ناصر للبحوث والعلاج، حاضرًا فى الأحداث الكبرى، واستطاع أن يكون له دور محورى فى «الصحة»، سواء بإجراء أولى العمليات الجراحية في مصر، وعلاج المصابين فى الأحداث الكبرى، نظرًا لما يتمتع به من إمكانيات ضخمة، واليوم، يستكمل المعهد دوره، بتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي، ليصبح «مدينة النيل الطبية» الأكبر في مصر والشرق الأوسط.. «الأخبار» قامت بجولة ميدانية، رصدت فيها مراحل إنشاء المدينة، التي سيتضاعف فيها عدد المنشآت والأسرّة والخدمات الطبية المقدمة مرات ومرات..
صرح طبي يكتب تاريخه المشرف باقتدار، فبمجرد دخول المعهد، المطل على نيل القاهرة، تجد المساحات الخضراء فى استقبالك لتبدأ الدخول إلى المعهد بمدخل أسطورى للمدينة الطبية، يعقبه المبنى القديم للمعهد المقسم لـ3 مبان تقدم الخدمات العلاجية بالفعل للمرضى، وتستقبل سنويًا ما يزيد على 2 مليون مريض، وبمجرد تخطى هذا المبنى، تبدأ رحلتك فى المدينة الجديدة بإنشاءاتها ،التى يتم فيها العمل على قدم وساق، وتتكون من 13 «مبنى» جديداً، أولها مبنى مماثل للموجود حاليًا، الذى يضم 3 مبان، بمساحة إجمالية للمدينة تبلغ 72 ألفاً و340 متراً مربعاً.
وتفصيليًا، بدأت جولة «الأخبار» من الجهة اليمنى من المدينة، حيث انتهت الجهة المنفذة من استكمال مبنيين مجهزين بأفضل التجهيزات، مخصصين كسكن للأطقم الطبية، الأول للذكور، والثانى للإناث، مع وجود أماكن لجلوس الأطباء بخارجهما، وبجوارهما مبنى ما زال تحت الإنشاء مخصص للبحث العلمي والأبحاث السريرية يشمل 3 طوابق للأشعة التداخلية.
للأمام قليلًا وسط المساحات الخضراء، نجد مبنى مماثلاً للمبنى الرئيسي للمعهد المقام حاليًا، وهو مقسم إلى ثلاثة مبان.. مبنيين أماميين والأكبر خلفى، ليكونا 3 أبراج كبيرة، بخلاف التى تقع أمامها القديمة، وتقع على مساحة 20 ألف متر مربع.
بجوار هذا المبنى الضخم مبنى أوشك العاملون على الانتهاء منه، هو مبنى العيادات الخارجية للمدينة الطبية المقام على مساحة 22 ألفاً و800 متر مربع، ومن المقرر أن يتكون من 120 عيادة، تشمل كل التخصصات الطبية، وأمامه جراج متعدد الطوابق يتصل بمبنى العيادات، وفى الجهة المقابلة بدأ العمل فى مبنى الأورام الجديد بالمدينة المقام على مساحة 28 ألف متر مربع وسيشمل 150 سريراً داخلياً، بالإضافة إلى غرف عمليات ورعايات مركزة، ومن المقرر أن يصبح من أكبر المستشفيات المخصصة للأورام، بالإضافة إلى إنشاء مبنى طوارئ مستقل، متعدد التخصصات، بأكثر من مدخل حتى يتم الفصل بين الحالات الحرجة، التى تحتاج تدخلاً جراحياً، والحالات البسيطة.
◄ مستشفى المستقبل
في جولتنا، وجدنا مبنى مقامًا من عدة طوابق، يجرى فيه العمل، ويتم تخصيصه أكبر مستشفى لعلاج الأطفال فى مصر، يشمل كل التخصصات الطبية.
معايير عالمية
وأكد د. محمود سعيد، مدير معهد ناصر، أن مباني المدينة مخصصة وفقاً للمعايير، التى تضعها هيئة الاعتماد والرقابة الصحية، التى تتوافق مع المعايير العالمية.
وأضاف أن «مدينة النيل الطبية»، ستكون أول مدينة طبية ذكية «سمارت»، بحيث تتم كل مراحل علاج المريض إلكترونياً ورقمياً.
وأشار إلى أن أهم ما يميز معهد ناصر، هو وجود كل التخصصات الطبية فى مكان واحد، بحيث تقدم كل الخدمات الطبية التى يحتاجها المريض فى مكان واحد دون الانتقال لمستشفيات أخرى.
◄ تطوير
ومن جولة الإنشاءات بالمدينة، انتقلنا إلى مرحلة التطوير للمباني القديمة في المعهد، وكانت بقية جولتنا داخل غرف المرضى، ما بين غرف فردية وأخرى زوجية، ووحدات للتحضير، ووحدة لعلاج الضمور الشوكي بالمعهد، تلاها قسم جديد مخصص لجراحات القلب، وفقاً للمعايير العالمية، يتكون من 50 سريراً، والإقامة فى غرف مطلة على النيل و12 سرير رعاية للقلب المفتوح، ووصلت تكلفته لأكثر من 200 مليون جنيه، وسيكون هذا القسم أول قسم ذكى فى المعهد.
وخلال جولتنا في قسم القلب المفتوح، كانت رعاية القلب المفتوح المجهزة بأحدث الأجهزة وأفضلها بجوار كل سرير جهاز تنفس صناعى، ومن المقرر افتتاحه قريبًا بعد أن زاره رئيس الوزراء، ووزير الصحة وأشادا بتجهيزاته.
وخلال الجولة، أوضح د. محمود سعيد، مدير المعهد، أن المستشفى يستقبل 2 مليون مريض سنوياً، 95% منهم يعالجون على نفقة الدولة والتأمين الصحى، فى وقت تصل تكلفة الرعاية المركزة فى المستشفيات الخاصة إلى 30 ألف جنيه في اليوم الواحد.
وأضاف أن المدينة الطبية الجديدة ستشهد مضاعفة عدد الأسرّة ربما لـ3 مرات، وهو ما يستدعى مضاعفة عدد العاملين فى المعهد أيضاً، من خلال اللائحة الجديدة للمدينة والتعاقدات مع الفرق الطبية، التى وجّه بها وزير الصحة، حيث يوجد حالياً 4500 عامل بالمعهد، ما بين فرق طبية وإداريين، ونستهدف 28 ألف عامل مع اكتمال المدينة كلها، كما أن معهد ناصر مكان جاذب للأطباء لقربه مكانياً للجميع فى القاهرة والجيزة، ولاكتساب الخبرات أيضاً.
وبيّن أنه تم البدء فى التحضير لوضع لائحة مالية للمدينة الطبية، وذلك بعد زيارة الوزير وجلوسه مع الأطباء بالمعهد، والذين تحدثوا عن مشاكلهم من ضعف الرواتب، فقرر الوزير العمل على دراسة لائحة مالية تكون خاصة بالمعهد والمدينة الطبية، بحيث يكون ما يتقاضاه أى عامل جزءًا منه راتب وجزءًا على معدل ومستوى الأداء للحفاظ على جودة العمل.
كتاب ضخم، بداخل المعهد، حامل لتاريخه، منذ التفكير في إنشائه فى عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، إلى لحظة افتتاحه، حيث تستعرض صفحاته التاريخ بشكل متوال، بدأت بإنشاء المعهد تحت مسمى المستشفى العالمى، ويضم 600 سرير منه 150 سريراً مجانياً بتكلفة 7 ملايين جنيه، وكان الرئيس السادات، هو من وضع حجر الأساس للمعهد، فى 6 نوفمبر 1970، وبدأ العمل 1975، ثم افتتاحه عام 1987، فى عهد الرئيس الراحل مبارك.
الكتاب الضخم يوثق تاريخ معهد ناصر منذ إنشائه بل ربما يوثق جزءًا من تاريخ مصر، بدأنا نتصفح هذا الكتاب المتواجد فى مكتب مدير المعهد، بأخبار منشورة، أولها قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، بالتفكير فى إنشاء المعهد تحت مسمى المستشفى العالمي.
صفحة أخرى، تحمل عنوان «السادات يضع حجر الأساس للمعهد فى 6 نوفمبر 1970»، وصفحات متعاقبة عن بدء العمل فى المعهد 1975، وأخرى تحمل افتتاح المعهد عام 1987 فى عهد الرئيس الراحل حسنى مبارك، بطاقة 850 سريراً عبارة عن عنابر بها أكثر من سرير واستغرق البناء17 عاماً تخللها فترات توقف فيها البناء.
بين طيات الكتاب، أخبار منشورة عن محاولات إلحاق المعهد بطب القاهرة لكن لم يحدث، وكذلك إجراء أول عملية قلب مفتوح أجريت فى مصر بمعهد ناصر عام 1997، بالإضافة إلى أن المعهد كان به أول جهاز قسطرة للقلب فى الشرق الأوسط وقسم لجراحة القلب فى 1995، وشهد أيضًا أول طب عن بعد كان ما بين معهد ناصر ومركز أمريكى، ثم مركز لطب العيون، والزمالة المصرية بدأت أيضاً فى معهد ناصر ونتائج عالمية لجراحات العمود الفقرى.
يشمل الكتاب أيضاً ما شهده المعهد من استقبال مصابين في حوادث كبرى منها أحداث الحسين، وكذلك بين طيات الكتاب اجتماعات للرئيس عبدالفتاح السيسى، لمناقشة تطوير معهد ناصر، وقراره بتحويله لمدينة طبية متكاملة، تضم كل التخصصات لخدمة المريض المصري.
◄ وزير الصحة: الرئيس يتابع مراحل تنفيذ المشروع بشكل مستمر
◄ أولوية كبرى للتوسع بالمشروعات الطبية
◄ «نايل سيتى» الأكبر بالمنطقة بطاقة 2000 سرير
◄ إنشاء 13 «مبنى» بمساحة 72 ألف متر.. ومستشفى تخصصي للأطفال
أكد د. خالد عبدالغفار، نائب رئيس الوزراء للتنمية البشرية، وزير الصحة والسكان، أن الوزارة تعطى أولوية كبرى للتوسع فى المشروعات الصحية والإنشاءات الجديدة بجميع محافظات الجمهورية، وعلى رأسها مستشفى معهد ناصر للبحوث والعلاج، وذلك من خلال تطويره ليصبح أكبر مدينة طبية فى مصر والشرق الأوسط.
وأضاف أن مشروع المدينة الطبية، سوف يكون المشروع الأضخم على مستوى وزارة الصحة لتقديم الخدمات الصحية لكل الجمهورية.
وأشار إلى أنه تم الانتهاء من تنفيذ نسبة أكثر من 32% من حجم المشروع. وأوضح أن حجم الإنشاءات الجديدة، من شأنها أن تسهم فى أن يستوعب هذا المستشفى حوالى ضعفى عدد الأسرّة الموجودة حالياً، حيث سيصل عدد الأسرّة بهذا الصرح العالمى إلى أكثر من 2000 سرير. وشدد على أن هناك متابعة مستمرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى لمراحل تنفيذ المشروع، إضافة إلى توجيهات الرئيس المستمرة لهذا المشروع، ومختلف المشروعات الجارى تنفيذها فى قطاع الصحة، وتأكيده أن هذا الصرح يصلح أن يكون مدينة طبية عالمية متكاملة.
ولفت إلى أن مستشفى معهد ناصر، يُعد بيئة جاذبة للأطباء من مختلف التخصصات، نظرًا لأهميته العلمية والبحثية، حيث يستقبل أعدادًا كبيرة من المرضى يومياً، مؤكداً حرص الوزارة على التعاون مع الجهات المنوطة، لتوفير كافة المستلزمات والمستهلكات الطبية، فضلًا عن توفير الأطباء بكافة التخصصات الطبية تجنبًا لحدوث أى عجز فى القوى البشرية.
وكشف أن السعة السريرية الحالية للمعهد تبلغ 434 سريراً داخلياً، و105 أسرّة رعاية كبار وأطفال، و28 تخصصاً طبياً فى 64 عيادة، و6 حضانات، بالإضافة إلى 22 غرفة عمليات، و31 سرير طوارئ، و50 ماكينة غسيل كلوى، بالإضافة إلى غرفتى قسطرة قلبية وغرفة قسطرة مخية.
ونوه بأنه بعد الانتهاء من المدينة الطبية، سيبلغ عدد الأسرّة 1277 غرفة إقامة داخلية، بنسبة زيادة 133%، و335 سرير رعاية، بنسبة زيادة 168%، و95 حضانة بمعدل 9 أضعاف، ليصبح إجمالى عدد الأسرّة كلها 1707 أسرّة.
وأشار إلى أن غرف العمليات سيتضاعف عددها 145% لتصبح 54 غرفة، و120 ماكينة غسيل كلوى، و120 عيادة خارجية بنسبة زيادة 130%، بالإضافة إلى 3 كراسى بذل، و100 كرسى علاج كيميائى بنسبة 122%.
وأوضح أن متوسط التردد السنوى على المعهد أكثر من 2 مليون مريض، وقام المعهد بعمليات زرع نخاع لأكثر من 5 آلاف حالة فى الوحدة، و1045 زراعة كلى، و103 زراعات كبد.
وقال إن معهد ناصر، انتهى من إجراء 50 ألف عملية جراحية، ضمن مبادرة قوائم الانتظار، منذ انطلاقها وعلاج ما يقرب من 14 ألف مريض من الفيروسات الكبدية.
وقال د. حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمى لوزارة الصحة، إن ما تتضمنه المشروعات الجديدة تشمل مدرسة للتمريض وقاعة المؤتمرات والقسم الداخلى وتطوير المدخل الرئيسى، وتم تصميم المدينة الطبية لتشمل إنشاء مبنى مطابق للمبنى الحالى، ومركز للأبحاث والأشعة التشخيصية، وإنشاء مهبط طائرات ونقطة إسعاف نهرى، وإنشاء مبنى منفصل للعيادات الخارجية، وبناء جراج متعدد الطوابق، ومبنى خدمات ومبنى للنفايات، ومبنى للأورام، ومستشفى للأطفال، وتطوير ورفع كفاءة المبنى الرئيسى.
وأضاف أنه بجوار معهد ناصر، كان هناك مبنى متخصص لفندق، وتم وضع تصور لمستشفى متخصص للأطفال، تحت مسمى مستشفى النيل التخصصى للأطفال، بشكل دقيق يواجه الأمراض الوراثية من قبل متخصص مصريين وعالميين، وسوف نصل لـ300 سرير و20 غرفة عمليات.
وأوضح أن مشروع تطوير معهد ناصر ليصبح مدينة النيل الطبية، يتضمن تطوير 3 مبانٍ قائمة بالفعل، وإنشاء 13 مبنى جديداً، بينهم امتداد للمبنى الرئيسى، بإجمالى مساحة 72 ألفاً و340 متراً مربعاً، ومبنى لعلاج مرضى الأورام على مساحة 28 ألف متر مربع، ومبنى آخر للعيادات الخارجية على مساحة 22 ألفاً و800 متر مربع، ومركز للأبحاث والأشعة التشخيصية، ومبنى للطوارئ، إضافة إلى مهبط طائرات ونقطة إسعاف نهرى، بجانب مبنى للعيادات الخارجية، وجراج متعدد الطوابق.
وأشار إلى أن متوسط التردد على المعهد يصل إلى 2 مليون مريض سنويًا، بينهم 384 ألفاً و758 مترددًا على العيادات الخارجية، التى يصل عددها إلى 64 عيادة فى 28 تخصصاً طبياً، علاوة على تردد 72 ألفاً و800 مريض على عيادات مركز الأورام.