متابعة/خيري عبدربه
وجهات النظر العالمية حول تهجير أهالي غزة تتنوع بين الرفض القاطع والدعم الضمني أو المباشر، مع تركيز على الجوانب الإنسانية والقانونية والسياسية. إليك تحليل لأبرز المواقف بناءً على المعلومات المتاحة:
—
*1. الرفض الدولي والمؤسسات الحقوقية*
– *منظمات دولية*: أدانت منظمة العفو الدولية التهجير القسري للفلسطينيين في غزة، ووصفته بأنه استمرار لسياسات “نظام الأبارتهايد الإسرائيلي”، مشيرة إلى انتهاك حق العودة الذي أكدته الأمم المتحدة منذ 1948 . كما حذر فيليب لازاريني (المفوض العام لأونروا) من أن استمرار التهجير سيؤدي إلى “نكبة ثانية” تُفقد الفلسطينيين أرضهم .
– *الاتحاد الأوروبي*: عبر جوزيب بوريل عن قلقه من تزايد الضحايا المدنيين ودفع الآلاف نحو الحدود المصرية، مؤكدًا ضرورة منع التهجير القسري .
– *محكمة العدل الدولية*: دعمت جنوب إفريقيا دعوى تتهم إسرائيل بانتهاك اتفاقية منع الإبادة الجماعية، بينما اقتصر الدعم العربي على الأردن .
—
*2. الموقف العربي الرافض*
– *مصر والأردن*: رفض الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأردني فكرة تهجير الفلسطينيين إلى بلديهما، واصفينها بـ”الظلم” وتهديدًا للأمن القومي. كما أعلنت الدولتان تمسكهما بحل الدولتين .
– *الدول العربية الأخرى*: اتُهمت الدول العربية بالتقاعس عن تقديم دعم فعلي لوقف التهجير، رغم تصريحاتها الرسمية. وُجهت انتقادات لعدم وجود تحرك عربي موحد لدعم قضية غزة في المحافل الدولية .
—
*3. الدعم الضمني من إسرائيل والولايات المتحدة*
– *السياسات الإسرائيلية*: كشفت تقارير عن خطط إسرائيلية تاريخية لتهجير سكان غزة عبر وسائل مثل الإفقار والتهجير القسري، مع تركيز حديث على “الهجرة الطوعية” نحو سيناء أو دول أخرى . كما دعت شخصيات إسرائيلية بارزة (مثل إيتمار بن غفير) إلى تشجيع الهجرة لتحقيق أهداف ديموغرافية .
– *الاستراتيجية الأمريكية*: وفقًا لصحيفة “إسرائيل اليوم”، تعتبر إدارة ترامب تهجير الفلسطينيين جزءًا من خطتها لحسم الصراع، مع التركيز على إنهاء سيطرة حماس. وقد طالب ترامب مصر والأردن باستقبال اللاجئين، لكنه واجه رفضًا شديدًا .
—
*4. ردود الفعل الشعبية والنشطاء*
– *المجتمع المدني*: شهدت مصر والأردن تظاهرات رافضة للتهجير، مثل مسيرات في شمال سيناء تحت شعار “لا لتصفية القضية الفلسطينية” . كما انتقد نشطاء على منصات التواصل “الصمت العربي” وربطوه بغياب خطط إعمار غزة .
– *الناشطون الدوليون*: وصف سيناتور أمريكي مثل بيرني ساندرز مقترحات ترامب بـ”جريمة حرب”، بينما شبهت منظمات حقوقية الأحداث في غزة بمجازر البوسنة .
—
*5. التحديات الإنسانية وانعكاسات التهجير*
– *الأزمة الإنسانية*: يعاني سكان غزة من تدمير 80% من البنية التحتية، وانتشار المجاعة، وعدم وصول المساعدات بسبب الحصار الإسرائيلي. وصفت منظمة العفو الدولية الوضع بأنه “خطر إبادة جماعية” .
– *التهجير الناعم*: رغم الصمود الفلسطيني، يُخشى من تهجير غير مباشر بسبب استحالة العيش في ظل الدمار، خاصة مع ارتفاع تكاليف الهجرة عبر السماسرة إلى 8,000 دولار للفرد .
—
*الخاتمة*
تظل القضية الفلسطينية محورًا للجدل العالمي، حيث تتصاعد الدعوات لوقف التهجير القسري وضمان حق العودة، بينما تواجه تحديات من سياسات إسرائيلية مدعومة أمريكيًا. يُعتبر الصمود الشعبي في غزة والضغط الدولي من العوامل الحاسمة في إفشال المخططات، لكن غياب حلول سياسية عادلة يهدد بتفاقم الأزمة.