مع عودة دونالد ترامب إلى رئاسة أمريكا يبقى مستقبل تيك توك معلقًا بين الرغبة في استغلاله كوسيلة تواصل مع الجمهور، والتوجهات الأمنية.
أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بأن ترامب قد ينظر في إمكانية إلغاء قانون حظر تطبيق “تيك توك” في الولايات المتحدة عند بداية ولايته الثانية المرتقبة.
وأُقر هذا القانون في عهد الرئيس الحالي، جو بايدن، بدعم من الكونغرس، ويشترط أن تبيع شركة “بايت دانس” الصينية – المالكة للتطبيق – عمليات تيك توك في الولايات المتحدة لجهة أخرى خارج الصين خلال عام، للحد من المخاوف الأمنية المرتبطة بالنفوذ الصيني.
إعادة تقييم قانون الحظر
مع احتمال عودة ترامب، أثار التفكير في إلغاء الحظر مخاوف متزايدة من بقاء التطبيق تحت إدارة “بايت دانس”، ما يُعيد إلى الأذهان المخاوف الأمنية لدى المسؤولين الأمريكيين، خاصةً داخل الحزب الجمهوري.
ويشدد الجمهوريون على قلقهم من احتمال استغلال الحكومة الصينية للتطبيق في جمع بيانات المستخدمين الأميركيين أو التأثير في المحتوى الموجه لهم، رغم أن الشركة الصينية تنفي هذه الاتهامات.
سابقًا، اقترحت “بايت دانس” مشروع “تكساس” كحلٍ لهذه المخاوف، والذي يهدف إلى منح السلطات الأميركية سيطرة تقنية أوسع على بيانات التطبيق والبنية التحتية داخل الولايات المتحدة، ولكن إدارة بايدن رفضت هذا العرض.
ومع تولي ترامب السلطة من جديد، قد يُعاد طرح هذا الاقتراح كجزء من تسوية محتملة بين الطرفين.
دونالد ترامب وشعار تيك توك
توجهات الأمن القومي
من المتوقع أن يشهد فريق ترامب الجديد تعيينات لمناصب أمنية بارزة ذات مواقف صارمة تجاه الصين، ومن بين الأسماء المطروحة السيناتور ماركو روبيو لمنصب وزير الخارجية، وكريستي نوم كوزيرة للأمن الداخلي.
ووفقًا لتحليل الخبراء، قد تعني هذه التعيينات استمرارية الضغط على “تيك توك” رغم موقف ترامب المختلف تجاه التطبيق.
مواقف ترامب من تيك توك
في ولايته الأولى، صنف ترامب “تيك توك” كتهديد للأمن القومي وأصدر أمرًا تنفيذيًا عام 2020 يدعو لحظره، محذرًا من إمكانية تتبع مواقع موظفي الحكومة الأمريكية والتجسس عليهم.
مذبحة موظفين في «تيك توك».. الذكاء الاصطناعي يدير المنصة ويراقب المحتوى
وحاولت إدارة ترامب آنذاك تسهيل بيع التطبيق لشركة أمريكية، وهي خطوة قادها وزير الخزانة السابق، ستيفن منوتشين، إلا أن الصفقة لم تنجح في النهاية.
دونالد ترامب وشعار تيك توك
في الشهور الأخيرة من حملته الانتخابية الأخيرة، غير ترامب توجهاته بشأن “تيك توك”، متخليًا عن موقف حزبه التقليدي وأصبح أحد أبرز المدافعين عنه، حيث اعتبر أن حظره سيفيد منصة “فيسبوك”، التي وصفها بأنها “العدو الحقيقي للشعب.”
وانضم ترامب إلى “تيك توك” خلال حملته، وجمع حسابه الرسمي أكثر من 14 مليون متابع، ما جعل التطبيق وسيلة تواصل فعّالة لترامب مع جمهوره، وأداة سياسية جديدة في استراتيجياته.
وفي تصريحات نشرت عبر منصته “تروث سوشيال” في سبتمبر/أيلول الماضي، دعا ترامب مؤيديه للتصويت له كحماية للتطبيق، مؤكدًا أنه “نجم كبير على المنصة”، وأعرب عن إعجابه بشعبيته على “تيك توك”، واصفًا المنصة بأنها “ورقة رابحة” ستعزز سياسته في التواصل مع الأمريكيين.
14 دعوى قضائية.. تسونامي أمريكي جديد ضد «تيك توك»
وتراجع تأييد حظر “تيك توك” في الولايات المتحدة، حتى بين الجمهوريين، حيث انخفضت نسبة المؤيدين للحظر من 50% في العام الماضي إلى 32% فقط في الصيف الحالي، وفقًا لمركز “بيو” للأبحاث.