
متابعة/خيري عبدربه
مقترح ترامب لتهجير أهالي غزة يواجه عوائق كبرى تجعله مستحيل التنفيذ على أرض الواقع، وذلك للأسباب التالية
1. *الرفض الإقليمي والدولي الصارم*
– *مصر والأردن* رفضتا بشكل قاطع استقبال لاجئين فلسطينيين من غزة، خوفاً من تهديد استقرارهما الداخلي. فمصر ترى أن نقل الفلسطينيين إلى سيناء قد يُفقدها السيطرة على المنطقة ويُهدد معاهدة السلام مع إسرائيل، بينما الأردن (حيث يشكل الفلسطينيون أغلبية سكانية) يخشى من تفاقم الأزمات السياسية والاقتصادية .
– *دول الخليج* مثل السعودية والإمارات وقطر أعلنت رفضها للمقترح، وأكدت السعودية أنها لن تُطبع العلاقات مع إسرائيل دون حل الدولة الفلسطينية .
2. *انتهاك القانون الدولي وقواعد حقوق الإنسان*
– يُعتبر التهجير القسري للسكان انتهاكاً صريحاً للمادة 49 من اتفاقية جنيف الرابعة، التي تحظر نقل المدنيين قسراً من الأراضي المحتلة. كما أن الأمم المتحدة وصفت المقترح بأنه “تطهير عرقي” و”جريمة حرب” .
– حتى إذا ادّعى ترامب أن النقل “طوعي”، فإن الخبراء يشيرون إلى أن الظروف القسرية الناتجة عن الحرب والدمار تجعل أي خيار للفلسطينيين غير حر فعلياً .
3. *التمسك الفلسطيني بالأرض والهوية الوطنية*
– الفلسطينيون في غزة، خاصةً النازحين، يعودون إلى مناطقهم المدمرة رغم المخاطر، مما يعكس إصرارهم على البقاء في أرضهم. هذا التمسك يُعد ركيزة أساسية للهوية الفلسطينية ومقاومة أي محاولات تهجير .
– حتى حركتا حماس والسلطة الفلسطينية (المتنافستان سياسياً) اتفقتا على رفض المقترح، واعتبرته محاولة لتصفية القضية الفلسطينية .
4. *التحديات اللوجستية والإنسانية*
– نقل 1.5–2 مليون شخص يتطلب موارد هائلة، بينما تعاني غزة من أزمة إنسانية حادة: 90% من البنية التحتية مدمرة، و70% من شبكة المياه غير صالحة، وانتشار المجاعة . حتى لو نُقل السكان، فإن الدول المستضيفة لن تستطيع توفير الخدمات الأساسية لهم .
– محاولة تحويل غزة إلى “منطقة سياحية” (كما وصفها ترامب) تتجاهل الواقع الميداني، حيث لا تزال القنابل غير المنفجرة والأنقاض تشكل خطراً مباشراً .
5. *المخاطر السياسية على المنطقة*
– قد يؤدي التهجير إلى تفجير الصراع مجدداً، خاصة مع تهديدات إسرائيل باستئناف الحرب إذا لم تُستكمل عمليات تبادل الأسرى. هذا يُعرّض الهدنة الحالية للانهيار .
– الدول العربية المُحيطة تُدرك أن قبول التهجير قد يُشجع إسرائيل على تطبيق نفس السيناريو في الضفة الغربية لاحقاً، مما يُهدد بموجة نزوح أكبر .
6. *الضغوط الأمريكية المحدودة التأثير*
– رغم أن ترامب قد يهدد بقطع المساعدات عن مصر والأردن (التي تعتمد على الدعم الأمريكي)، إلا أن دول الخليج قد تعوّض هذا الدعم لحماية استقرار حلفائها. كما أن الضغوط الاقتصادية لا تُجبر الدول على قبول ما تراه تهديداً لأمنها القومي .
الخلاصة:
تهجير أهالي غزه
المقترح لا يُواجه فقط رفضاً دولياً وقانونياً، بل يتجاهل الإرادة الفلسطينية والواقع الإنساني المُعقّد في غزة. حتى لو حاول ترامب استخدامه كـ”ورقة ضغط” لدفع صفقة أكبر (مثل التطبيع السعودي-الإسرائيلي)، فإن العقبات تجعله غير قابل للتنفيذ .