بقلم السيد شلبي

انا لاأرى إلا نفسي… انا سعيد بنفسي كده ، فكل من حولي أنا أفضل منهم.. لايهمنى رأي الآخرين عني… الجميع من حولي مخطئين… رؤية الآخرين دائما قاصرة في شتى الموضوعات
زي ما بيتقال كده كل واحد عاجبه مخه فيبذل في هذا الإعجاب الكثير من الجهد والوقت والعاطفة فلايجد متسعا بهذا للاعجاب بعقول الآخرين او بالإعتراف بجهودهم ومميزاتهم وايجابيتهم ومحاسنهم ويغالي في هذا حتى يصل الى حد التغافل ثم العداء ثم الكراهية ثم كراهة النعمة التي أنعم الله بها من نعمه على الآخرين وهذا ماينقله الى مرحلة المرض النفسي السلوكي بل عدة امراض متداخلة جنون عظمة وسواد القلوب بحقدها الدفين فالذي تسبب في هذا هو نسيج كهفه الذي أخذ ينسجه شيئا فشيئا مع ذاته الواهمة لانه أصبح غريقا في بحور جنون العظمة وما يسمى بالاضطراب الوهمي. الذي يتسم بمعاناة المريض من معتقدات غير عقلانية مثل
اعتقاده بأنه شخص خارق يستطيع فعل ما يعجز عنه البشر.
أنه شخص مشهور ويحتل مكانة عالية في المجتمع وهو غير ذلك.او هو محور هذا الكون وكأن جميع الناس تشاهده وترقبه في جميع تصرفاته و
أنه يمتلك مهارات سحرية مثل قراءة العقول.
تبدو هذه المعتقدات غريبة بل ومستحيلة وليس لها علاقة بالواقع إذ أن وهم العظمة هو أكثر من مجرد غرور أو تقدير عالي للذات أو شعور مبالغ فيه بأهمية الذات، وإنما يُمثل انفصالًا كبيرًا عن العالم الحقيقي ويستمر المريض بالاعتقاد في الوهم رغم تناقض الأدلة ، فلابد في هذه الحالة ان ننصح الشخص بالذهاب الى الطبيب النفسي قبل الإنتكاسات لأمراض أصعب …
فالمصيبة الأكبر لبروز هذه الحالات المرضية أو خروجها من القمقم كان الجهاز الأكثر انتشارا بين أيدينا والذي يضع العالم كله تحت تصرفنا وكانه عفريت مصباح علاء الدين فهو يصنع لك كل ماتشتهيه من احلام وأوهام ماتحب وما لا كنت تستطيع تحقيقه في الواقع قديما تستطيع الآن بضغطة مفتاح لتكون من ذوي أمراض جنون العظمة او البارانويا أو انفصام الشخصية الذي نراه اليوم صباحا ومساءا في كل وقت على شاشة اليد المشعة بكل مسببات الأمراض العضال عافانا الله وإياكم.