انطلقت أمس الثلاثاء في مدينة قازان الروسية أعمال قمة مجموعة البريكس الموسعة، في حدث تاريخي يعد الأول من نوعه بعد انضمام أعضاء جدد إلى المجموعة، إذ تكتسب القمة السادسة عشر أهمية استثنائية في ظل التحديات الجيوسياسية والاقتصادية المتصاعدة عالمياً، حيث تسعى المجموعة إلى تعزيز دورها في النظام العالمي متعدد الأقطاب.
مرحلة جديدة من التعاون الدولي
وبحسب ما نقلته صحيفة جلوبال تايمز، تشهد مجموعة البريكس مرحلة تاريخية جديدة بعد التطور الملحوظ الذي شهدته خلال السنوات الماضية، حيث تحولت إلى منصة حيوية لتعزيز التعددية القطبية وتحقيق الأهداف المشتركة للتنمية والسلام المستدام.
ويأتي انعقاد هذه القمة في أعقاب التوسع التاريخي الذي شهدته المجموعة في جنوب أفريقيا العام الماضي، مما يعزز من قدرتها على تمثيل مصالح دول الجنوب العالمي.
أجندة روسية طموحة
وتؤكد جلوبال تايمز أن روسيا، التي تتولى الرئاسة الدورية للمجموعة لعام 2024، بدأت فعلياً في تنفيذ رؤيتها الطموحة التي تركز على ثلاثة محاور رئيسية تشمل السياسة والأمن، والتعاون الاقتصادي والمالي، والتبادلات الإنسانية والثقافية.
وقد سبق انطلاق القمة سلسلة من الاجتماعات التحضيرية المهمة، من بينها اجتماع افتراضي حول عمل مركز البريكس لأبحاث وتطوير اللقاحات، واجتماع وزراء شؤون المرأة في سانت بطرسبرج، والاجتماع التاسع لوزراء الطاقة في موسكو.
خطط اقتصادية طموحة
وتشير الصحيفة إلى أن الدولة المضيفة للقمة طرحت خلال الجلسة الافتتاحية مجموعة شاملة من المبادرات الاقتصادية التي تهدف إلى مكافحة تجزئة نظام التجارة متعدد الأطراف ومقاومة السياسات الحمائية المتزايدة.
كما تسعى روسيا من خلال هذه القمة إلى تعزيز التنسيق على المنصات متعددة الأطراف مثل منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي ومجموعة العشرين، في محاولة لبناء نظام اقتصادي عالمي أكثر توازناً وعدالة.
تعميق التعاون الثقافي والتعليمي
وعلى الصعيد الثقافي والتعليمي، يناقش المجتمعون استراتيجية طموحة لتعزيز التعاون في مجال التعليم من خلال شبكة جامعات البريكس وبرامج التعليم التقني والمهني.
ويمتد هذا التعاون ليشمل تقوية الروابط بين العلماء الشباب والمبتكرين، وتكثيف التبادلات الثقافية، وتوسيع التعاون الإقليمي بين مدن البريكس، مع التركيز بشكل خاص على تعزيز السياحة البينية بين الدول الأعضاء.
ومع انطلاق أعمال القمة في تشكيلها الموسع الجديد، تؤكد جلوبال تايمز أن آلية البريكس تقدم اليوم إمكانيات حقيقية لجعل العالم مجتمعاً أكثر عدالة للأمم، مع فرص واعدة للدعم المتبادل والتعاون نحو تحقيق أهداف التحديث والتنمية.
ومن المتوقع أن تخرج القمة بالتزامات ملموسة من قادة الدول المشاركة لإنشاء آليات للتعاون الأعمق في التجارة، وتأسيس مؤسسات تكنولوجية ومالية تعزز التبادلات وتسهل نقل المهارات والتكنولوجيا بين الدول الأعضاء.
تطلعات نحو السلام والتنمية
وتختتم جلوبال تايمز تقريرها بالتأكيد على أن القمة المنعقدة حالياً تسعى لتقديم حلول ملموسة وآليات لإنهاء النزاعات وإحلال السلام، باعتباره شرطاً أساسياً للتنمية المشتركة والازدهار.
كما يتوقع المراقبون أن تؤدي مخرجات القمة إلى نمو كبير في التجارة الثنائية ومتعددة الأطراف بين اقتصادات البريكس وتعزيز الميزة التنافسية للدول الأعضاء في التجارة العالمية، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة والازدهار المشترك لجميع الدول الأعضاء.