كتبت./ الإعلامية نورهان عابد
خالد أبو ذكري، بطل من ذوي الهمم، يطل علينا اليوم برواية لم تكتب حروفها على ورق، بل سطرتها الإرادة والعزيمة على صفحات الحياة. بدأ حديثه بجملة تحمل في طياتها أعمق المعاني: “مفيش حاجة اسمها معاق، إحنا عندنا إرادة بفضل الله أكتر من الأصحاء”. جملة ليست مجرد كلمات، بل هي عقيدة تسكن قلبه وتشعل في روحه نيران الأمل.
خالد، الذي واجه منذ ولادته شلل الأطفال، لم يسمح لإعاقته أن تقف في طريقه. على العكس، جعل منها دافعاً أقوى ليحارب كل التحديات التي اعترضت طريقه. يقول: “معنى موت الطموح هو موتك. اثبت للعالم إنجازاتك وخلي الكل يشاور عليك بإعجاب.” كلمات خالد تحمل بين طياتها رسالة إلى كل من فقد الأمل، أن الحياة لا تعرف اليأس ما دامت هناك روح قادرة على الحلم.
في كل مرة يتحدث فيها خالد، نجد أنه لا يتحدث عن الإعاقة بل عن القوة، عن المثابرة، وعن الانتصار على الظروف. فهو ليس مجرد رياضي محترف، بل هو رمز للتحدي والإلهام. يحمل في جعبته أكثر من 250 ميدالية، ويتحدث بفخر عن إنجازاته التي تتجاوز حدود المألوف. لكن ما يميز خالد هو روحه المعطاءة، فهو يتبرع بالدم كل ستة أشهر، مظهراً أن العطاء لا يتوقف عند حدود الجسد، بل يتجاوز إلى الإنسانية.
وعندما يتحدث عن اليوم العالمي لذوي الإعاقة، يدعو الجميع للتفكير في كيفية تغيير النظرة السلبية تجاه ذوي الهمم. يؤكد أن المجتمع يحتاج إلى رؤية الأبطال في كل فرد، بغض النظر عن التحديات التي يواجهها.
أما عن شكراته للأب الراحل، الذي كان سببًا في إلهامه، فإن دموعه تحمل حكايات من الحب والدعم، وتجعلنا ندرك أهمية الأسرة في رحلتنا نحو تحقيق الأحلام.
هذه هي القلوب من الذهب، قلوب تصنع الأمل من الألم، وتجعل من المستحيل حقيقة. خالد أبو ذكري هو تجسيد للإنسانية في أروع صورها، ليذكرنا جميعًا بأن التحدي هو سر النجاح، وأن الإعاقة لا تعني الفشل، بل هي دعوة لنظهر للعالم ما يمكن أن نحققه عندما نؤمن بأنفسنا.
فلنحتفل اليوم بأبطال التحدي، ولنتعلم منهم أن الأمل هو القوة الحقيقية التي تحركنا نحو الأفضل، ولندعوا جميعاً لكي نكون مثله، ملهمين ومؤثرين، بغض النظر عن الصعوبات التي نواجهها.ن شاء الله