كتب/كرم من الله السيد
ساقني القدر بلؤم كعادته الي معرفة فتاة فلسطينة منذ عام 2009 كانت فتاة متمسكة بملامحها العربية حد تمسكها بأرضها لها أنف محاربة وعينان يتسعان بحدود فلسطين ،
شعرها كما شعر الخيول التي فتحت فلسطين في عهد عمر بن الخطاب ثابت يقاوم الهواء وراسخ علي جبهتها الناصعة الثورة،
لم تدخل مصر يوماً الا كنت علي رأس قوائم من ستلتقيه بمصر، مهتمة هي بالتاريخ حد الحديث عن تاريخ فنجان القهوة الذي بين يديك ،
لم تمل يوماً من زيارة مصر القديمة ولم أمل لحظة من غزارة معلوماتها ودقة ربط المعلومات بالقضية الفلسطينة ،
لها ثغر لا يبتسم الا في حالتين عندما اقول لها مازحاً لولا ثورتك الدائمة لطلبتك للزواج تبتسم وتقول: اذاً لن تتزوجني ابداً .. والحالة الثانية وهي عند حديثها عن بطولات الصمود ..
وبعد هذا ملامحها تبكي دون دموع طيلة الوقت ، طالعت هاتفها منذ 17 يوم لكنه تحت القصف وفجأة النور الأخضر فتح في ” واتس اب” شعرت بأن القدس قد عاد الينا من هاجس فرحتي بأنها مازالت علي قيد الثورة ..
وفكرت كيف ابدأ حديثي معها فكل العبارات تحاولها الحدود ولا معبر لإيصالها فقررت أن اكتب لها” كيفك”
ردت كقذيفة موجهة ” ويش كيفك يعني”
ثائرة فلسطينية
صمت
وقلت أيضا : فقط اريد أن اطمئن عليكِ
ردت أيضا: انا مشروع شهيدة وأودع شهداء
صمت…
فماذا اقول ؟ هل اقول : هل تحتاجين شئ؟ عاجز أنا كميت !! هل يمكنني مساعدتك؟ كيف اقول مالا استطيع فعله؟!
فقررت أن اقول لها: لا شئ بيدي سوي الدعاء وأن اوصل رسالة منك لمن حولي وفقط
ردت: أعلم ولا اريد شئ من العالم كله سوي أن تخبر من استطعت اخباره بأن هناك 35 روح يوميا تصعد الي الله وتعرفكم بالإسم …وأن هناك 20 طفلاً يعرجون الي السماء كل ليلة سيخبرون الله عن تقصيركم في حقهم.
صمت .. ولم اري الهاتف وعاودت الصمت حروف تظهر من بين خيوط الدموع رأيت منها فقط
كرم
كرم
ان سنحت لك الظروف وزرت قبري بعد تحرير فلسطين فأخبرني بي…………، وهذه وصية خاصة لك لا للنشر.
واطمئن انا في أمان فإما النصر أو الشهادة وكلاهما قمة الأمان والإيمان .
رحلت واخذت معها شهادة بعدم رجولتي ووثقت عار عجزي واقتلعت قلبي ووضعته هناااااااك تحت الركام