كشف وكالة الأنباء الفرنسية بأن قائد جيش الاحتلال يتوعد بالعثور على يحيى السنوار وتصفيته، حسبما أفادت قناة القاهرة الإخبارية، في نبأ عاجل.
وعلق وزير الخارجية بدولة الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس، على إعلان حركة “حماس” اختيارها يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة خلفا لإسماعيل هنية، بعد مقتله في إيران، الأسبوع الماضي.
وقال كاتس، عبر منصة “إكس” (تويتر سابقا): “تعيين الإرهابي يحيى السنوار كزعيم جديد لحماس، ليحل محل إسماعيل هنية، هو سبب مقنع آخر للقضاء عليه بسرعة ومحو هذه المنظمة الشريرة عن وجه الأرض”، حسب قوله.
تسميته قائدًا لحركة “حماس”
وتصدر اسم يحيى السنوار المشهد اليوم في فلسطين وداخل الأوساط الإسرائيلية بعد أن تم تسميته قائدًا لحركة “حماس” خلفًا لإسماعيل هنية، وسط أوضاع راهنة عصيبة تتمثل في استمرار الحرب الإسرائيلية على غزة والتي أتمت الأشهر العشر.
وأعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس”، خلال بيان مقتضب صادر عنها، عن اختيار يحيى السنوار رئيساً للمكتب السياسي للحركة خلفًا للراحل إسماعيل هنية.
ويحيى السنوار (61 عامًا) هو من مواليد 7 أكتوبر 1962، وهو من مواليد خان يونس جنوب قطاع غزة، ويعتبر من أبرز الشخصيات في حركة “حماس”، وشقيقه هو محمد السنوار، أحد أكبر قادة كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة “حماس”.
يخلف هنية للمرة الثانية
ويحيى السنوار هو رئيس حركة “حماس” في قطاع غزة منذ أكتوبر عام 2017، حينما خلف إسماعيل هنية في هذا المنصب داخل الحركة، بعد أن أصبح هنية رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس.
ومثلما خلف يحيى السنوار إسماعيل هنية في رئاسة الحركة في غزة عام 2017، خلفه مرةً أخرى ولكن في قيادة حركة حماس بعد أيام من استشهاد إسماعيل هنية خلال استهداف إسرائيلي له أثناء تواجده في إيران في 31 يوليو الماضي.
ويحيى السنوار هو أحد مؤسسي الجهاز الأمني لحركة حماس، والذي سُمّي جهاز الأمن والدعوة “مجد” عام 1986، والذي كانت مهمته ملاحقة جواسيس الاحتلال الإسرائيلي.
أسير سابق في سجون الاحتلال
ويحيى السنوار هو أسير فلسطيني محرر قضى ما يقرب من ربع قرن من حياته داخل سجون الاحتلال، حيث اعتقل لأول مرة عام 1982 بسبب نشاطه الطلابي وكان عمره حينها 20 عاما، ووضع رهن الاعتقال الإداري 4 أشهر وأعيد اعتقاله بعد أسبوع من إطلاق سراحه، وبقي في السجن 6 أشهر من دون محاكمة. وفي عام 1985 اعتُقل مجددًا وحكم عليه بـ8 أشهر.
وفي 20 يناير 1988، اعتُقل مرة أخرى وحوكم بتهم تتعلق بقيادة عملية اختطاف وقتل جنديين إسرائيليين، وقتل 4 فلسطينيين يشتبه في تعاونهم مع إسرائيل، وصدرت في حقه في عامك 1989 4 أحكام بالمؤبد (مدتها 426 عاما).
خلال فترة اعتقاله، تولى قيادة الهيئة القيادية العليا لأسرى “حماس” في السجون لدورتين تنظيميتين، وساهم في إدارة المواجهة مع مصلحة السجون خلال سلسلة من الإضرابات عن الطعام، بما في ذلك إضرابات أعوام 1992 و1996 و2000 و2004.
صفقة وفاء الأحرار
خرج يحيى السنوار من سجون الاحتلال في عام 2011 ضمن صفقة الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، والتي عُرفت في فلسطين بصفقة “وفاء الأحرار”، حيث خرج ضمن 1027 أسيرًا فلسطينيًا تم الإفراج عنهم وقتها مقابل الإفراج عن الجندي جلعاد شاليط.
وبعد الإفراج عنه أصبح يحيى السنوار ضمن أبرز قادة حركة “حماس”، وعضوًا في المكتب السياسي للحركة قبل أن يصبح رئيسًا للحركة في قطاع غزة عام 2017.
وتعتبر إسرائيل يحيى السنوار هو العقل المدبر لعملية طوفان الأقصى، والتي كانت يوم 7 أكتوبر الماضي، والذي صادفت يوم ميلاده الحادي والستين.
وبسبب هاجس يحيى السنوار لا تزال إسرائيل تخشى الإفراج عن القادة البارزين داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وعلى رأسهم الأسير نائل البرغوثي، وهو أحد معضلات صفقة تبادل الأسرى بين الاحتلال وحركة حماس، حيث تخشى إسرائيل أن يسير أحدهما على نهج السنوار ويصبح قائدًا لحركة “حماس” وغصة في حلق الاحتلال مثل السنوار.
وقد ذكر الإعلام العبري من قبل أن إسرائيل ندمت كثيرًا على الإفراج عن يحيى السنوار وضم اسمه ضمن صفقة شاليط، بعدما صار يحيى السنوار من أشد الرجال وأقواهم في وجه إسرائيل.
وأصبح يحيى السنوار على رأس أهداف وقوائم الاغتيالات لجيش الاحتلال الإسرائيلي، وباتت إسرائيل تريده حيًا أو ميتًا، وهو الهدف الأول بالنسبلة لها.
وقد علقت هيئة البث الإسرائيلية على قرار تعيين السنوار، معتبرةً أنه مفاجئ ورسالة لإسرائيل بأنه حي، وأن قيادة حماس بغزة قوية وقائمة وستبقى.