كتبت /نشوى شطا
( اظهر كما انت وكن كما تظهر تنام قرير العين لا تحمل هما ولا تشغل بالا ) كلمات مولانا جلال الدين الرومى
ماذا يعنى الشغف :
الشغف لغة هو اقصى درجات الحب واقواها ، فالشغف هو الجنون بالشئ وحبه ، فشغوفا بالقرأة تعنى مولعا بها يهواها الى حد الجنون . الشغف هو اكتر حالات الإنسان تألقا وتفردا ، يوقد فينا نار الابداع ويحطينا بالدهشة وحب المغامرة ويدفعنا للحماس ، يلهمنا جنون الفكرة ، ويمنحنا بهجة الحياة ، ففى الشغف حياة !
اكتشاف الشغف :
فالشغف مجرد شعور يحفز الافكار التى تخدم رغباتك ، يجعلك لا تراى سواها ومهوس فقط بها بكل السبل والوسائل ، لذلك هى قوة خطيرة يستلزم بك ان يكون لديك القدرة بالتحكم بها بالطريق الصحيح .
الشغف ليس ضرورى يرتبط بالاحداث العظيمة فى الحياة ، ففنجان من القهوة وحديث جميل مع الوالدين او الاصدقاء كفيل بخلق واستجلاب تلك الحالة الجميلة ، قضاء يوم ملئ بالحب والمتعة مع اطفالك كفيل بأن تخلق لديهم ذكرى معك لا تنسى .
شغفنا بالاشياء !
ستيف جوبز مخترع تفاحة آبل … ما كان إلا شغفه وعشقه للإليكترونيات والإبداع بها إلى اختراع الآيفون . ونوبل شغفه وحبه لعلم الكيمياء والمتفجرات قاده لاختراع الذى غير معالم العالم الحديث ” الديناميت “
ايضا قاد الشغف كوكو شانيل العاملة البسيطة فى الخياطة إلى أكبر مصمم أزياء وقبعات فى العالم
” دار شانيل الفرنسية ” حقيقة أنه الشغف فقط ، تأمل لحياة الجميع المخترعين والمبدعين فى العالم جمعهم فقط الشغف والرغبة والإصرار فغالبيتهم نشئو فى بيئة فقيرة تفقتر لأبسط مقومات الحياة والتعليم ، الشغف والحب جعل من قيس شاعر العرب الاول والشغف ايضا هو من جعل زوجة عزيز مصر تهيم بجمال “سيدنا يوسف عليه السلام “
دليل انخفاض مؤشر الشغف :
للرتابة والتعاسة والجمود علاقة بضياع معانى الحياة ودليلا على انخفاض مؤشر الشغف ، دائما تفيدنا المؤشرات فى اعطاء المعلومة بتناقص او انتهاء شئ ما ، وكأنها اشارة نفاذ البنزين من خزان السيارة ولا سبيل لمباحة المكان الا بارتفاع هذا المؤشر ، وهو ما نحتاجه عند انخفاض مؤشر الشغف فى انفسنا لنغير من وضعنا الحالى ، يصبح تغير طريقة التفكير حينها واجبا ننفتح به على اشياء امتعتنا عن مجرد التفكير بها سابقا ، نبحث عن معانى الحياة بجوهرنا لا جوهر غيرنا . سنشعر بوطأة قيود الافكار المؤثرة علينا اذا انفتحنا على افكار مختلفة ، ليس الانفتاح على الافكار فقط بل محاولة فهمها فقد مر زمن طويل وطريقة تفكرينا محصورة على عدد من المبادئ والافكار لا نجيد فهم غيرها..
تلم الأوامر التى تنبغ من ذواتنا فى عباداتنا واعمالنا وعلاقتنا وفى كل شئ يصدر ما برغبة وشغف هى ما نستحق ان نجاهر بها ولا نستحى من اخفائها حتى وان كانت صغيرة منبوذة فى أعين غيرنا..
اغتيال الشغف !
اغتيال الشغف يدفعنا الى مزيد من القلق، وبازدياد خفقان قلوبنا نتظاهر بتجاوزنا للقلق بممارسة كل وسائل السيطرة المزيفة، محافظين على صورة ليست لنا امام الاخرين حتى لا تهتز، نظلم انفسنا دون ان نعلم، نلبي تطلعات الاخرين فينا وننسى تطلع ذواتنا، نفقد القدرة على الاعتراض والنقد والابداع ، مهما فرضت الحياة أدوارها علينا يصنع الوعي طرقاً عدة لتجاوز الأدوار وترويضها وعكس نتائجها بشجاعة تعطي الواقع حقه، فالقصور العاجية لا تصلح للسكن كالقيم العليا نادراً ما تحفز المبالغة فيها على الحركة دون المبالاة بتحقيقها، فيضيع عصرنا الجديد ونحن نراهن على كل أفكار الأجداد.
عندما يموت الشغف !
يموت الشغف في البيئة التي لا تحترم الاختلاف والتضاد بحجة ان نبقى متماسكين وما علمنا انه يبقينا عاجزين عن التطور والتكيف فقليل من التنازع واختلاف الرؤى يوجد الحلول البديلة ويدفعنا للأمام ، يموت الشغف في البيئة التي لا تريد عقلاً نقدياً انما تريد تهذيباً للذهن حتى لا يرتفع سقف التساؤل والتطور، يموت الشغف حين تظل عبادتنا فقط لأجل المقابل من الله وليست من اجل المسئولية، يموت الشغف حين ندرس لأجل التخرج والعمل فقط وليس لأجل المعرفة، حتى الزواج نخوضه لأنه سنة الحياة كما يقال، يموت الشغف عندما تغتال الأفكار قبل مولدها او قبل بلوغ رشدها بالرغم ان الفضاء رحب وسيع لإطلاق ملايين الأفكار من منصات عقولنا، يموت الشغف حين تستهلك اوقاتنا بقضائها مع المتذمرين وكثيري الشكوى.
إحياء الشغف !
سيحيا الشغف اذا خرجنا عن المألوف وحاصرنا رقعة الاعتياد القاتله وابتعدنا عن الفاظ السماح ( نطلب الاذن بالتفكير ، الاذن بالعمل ، الاذن بالرغبة ) نحتاج الى قليل من المغامرة ، سنجيد حتما القيادة اذا استلمنا مقود حياتنا من غيرنا وسنلعب دورنا بشكل رائع اذا قررنا ان نشارك باللعب ونترك مقصورة كبار الضيوف..