يحي خليفه
صيفنا هذا العام ساخن جداً، ليس فقط لأن درجات الحرارة تسجل أعلى معدلاتها على مستوى العالم، ولكن لأن هناك عدة ملفات حساسة ومهمة فُتحت على مصاريعها، إضافة لمجموعة من القضايا الاجتماعية قد رافقت المشهد الصيفي الساخن وزادت حدته، بحيث وجدنا الجميع وقد انغمس في متابعة تفاصيل الشأن المحلي اليومي وتحليله.
من المعروف أن ازدهار الاقتصاد غالباً ما يؤدي إلى انغماس الناس في العمل والاجتهاد في البحث عن فرص كسب أفضل، ما يجعلهم أكثر هدوءاً وانكفاءً على حيواتهم الخاصة بعيداً عن الجدل والخلافات، بينما يقود النشاط السياسي في الغالب إلى المزيد من الجدل والظواهر الطارئة التي تولد بدورها نقاشات، واختلافات في الرأي وأخذ ورد كنتيجة طبيعية لكل ذلك.
فان حرارة الصيف السياسي تزداد لهيبا ، والأوضاع في المنطقة مفتوحة على كل الاحتمالات ، وهي تنذر بأخطار جمة.. ولا عصمة لأحد الا برص الصفوف وتعميق التضامن وفتح الأعين والتحلي بأعلى درجات الوعي واليقظة والانضباط ، وتفويت الفرصة على المرجفين والمشككين والذين يحطبون في حبال الأعداء بقصد أو بدون قصد ومن الضروري تعزيز قنوات التواصل وقطع الطريق على أصحاب الشعارات الطنانة بالعمل الجاد الذي ينفع الناس.. ويجب تعميق العملية الديموقراطية والمضي قدما بكل استحقاقاتها من انتخابات وغيره ، فهي ضمانة أساسية لإزالة أية احتقانات ، وزيادة مناعة المجتمع للتصدي للمزايدين.
لا أظن أن الاعتبارات الدولية والإنسانية بالمعنى العالمي والإنسان قد تكون الفيصل، وقد تكون موجودة ولكنها ليست القضية الأولى لتحقيق مكاسب أرضية وانتصارات والخروج من أزمة عسكرية وقهر الجانب الآخر وضعف الخصم”. والزعماء المسؤولين عن الحروب والأزمات بيقولوا كويس عشان العالم يشعر بالمأساة خاصة أن هناك قتلى ومصابين ويكون تفكيرهم محدد فيما يتعلق بالقتال وكيفية الانتصار وضرب العدو”، مؤكدًا: ما نشهده حاليًا يؤكد أننا سنعيش صيفًا ساخن سياسيًا. وأن العمليات العسكرية في روسيا وأوكرانيا قد تمتد لنهاية العام الجاري، موضحًا أن الغرب وقع في أخطاء كثيرة في بداية الحرب الروسية الأوكرانية خصوصًا في الاندفاع نحو الحرب دون إيجاد حلول.
بلدنا بخير، وسيبقى بعون الله كذلك، فهو يتمتع بقائد حكيم واع قريب من شعبه، وهو يسير بخطى ثابتة على طريق تعزيز الاصلاحات وتعميق النهج الديموقراطي دون تردد ، ويجب ان تنسحب هذه النظرة الواثقة الواعية على الجميع.. فهذا هو طريق الخلاص والوسيلة المثلى لتجنب حرارة الصيف السياسي القادم