
سعوديان في الطريق إلى الفضاء….انطلاق اول صاروخ سعودي فضائي
تولي السعودية العناية بتأهيل كوادرها لاقتحام عالم الفضاء بأبحاثه وتجاربه، وتمكينهم من خوض رحلات فضائية والمشاركة في التجارب العلمية والأبحاث الدولية والمهمات المستقبلية المتعلقة بالمجال نفسه.
ويشارك رائدا فضاء سعوديان هما ريانة برناوي وعلي القرني في رحلة فضائية انطلقت الأحد 21 مايو (أيار) في تمام الساعة 21:37 بتوقيت غرينتش من محطة الفضاء الدولية (ISS)، بمركز كينيدي الفضائي في ولاية فلوريدا الأميركية،
من خلال استخدام صاروخ (فالكون 9) ومركبة (دراغون) على منصة الإطلاق استعداداً لنقل طاقم مهمة (AX-2).
ويضم الطاقم أيضاً بيغي ويتسن رائدة الفضاء السابقة في وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” التي توجهت إلى المحطة الدولية ثلاث مرات من قبل وستتولى قيادة المهمة، ورجل الأعمال الأميركي جون شوفنر الذي سيقود المركبة، وسيمضي هذا الطاقم عشرة أيام على متن محطة الفضاء الدولية التي يتوقع أن يصل إليها الإثنين في الساعة 13,30 (توقيت غرينتش).
صاروخ سعودي
ويفترض أن يجري أفراد الطاقم الأربعة حوالى 20 تجربة أثناء إقامتهم تتعلق واحدة منها بدراسة سلوك الخلايا الجذعية في انعدام الوزن، وسينضم هؤلاء إلى رواد الفضاء السبعة الموجودين على متن محطة الفضاء الدولية، وهم ثلاثة روس وثلاثة أميركيين ورائد الفضاء الإماراتي سلطان النيادي الذي أصبح الشهر الفائت أول مواطن عربي يسير في الفضاء.
وذكرت الهيئة السعودية للفضاء، أن هذه الرحلة تأتي ضمن برنامج “السعودية لرواد الفضاء“، الذي أطلق في 22 سبتمبر (أيلول) 2022، وتتضمن إجراء 14 تجربة بحثية علمية رائدة في بيئة الجاذبية الصغرى، لافتة إلى أنها ستسهم في توفير إجابات من شأنها تمكين الإنسان من خلال التوسع في الأبحاث الصحية إلى جانب حماية كوكب الأرض عبر تطبيق تجارب ينفذ عدد منها لأول مرة في العالم على متن المحطة.
التجربة لا تعد الأولى، ففي عام 1985 كانت أول رحلة للمكوك الفضائي للعرب بمسمى “ديسكفري”، شارك فيها آنذاك فريق علمي سعودي تخطى عدد أفراده 30 عالماً ورائد فضاء، ويعد الأمير سلطان بن سلمان أول رائد فضاء عربي، ومنحته إدارة الطيران والفضاء الأميركية “ناسا” نوط الفضاء.
حماس وأمل
وريانة، البالغة من العمر 34 عاماً، هي عالمة متخصصة في أبحاث الخلايا الجذعية السرطانية، ستركز على تطوير أبحاث سرطان الثدي، إذ أكدت أنها متحمسة للتحدث مع أطفال سعوديين في محطة الفضاء الدولية، وقالت إن “رؤية وجوههم عندما يشاهدون رواد فضاء من منطقتهم للمرة الأولى أمر مثير للاهتمام”.
وأضافت برناوي، في تصريحات إعلامية “متحمسون للانطلاق نحو الفضاء لتحقيق إنجازات تاريخية لوطننا الغالي وللبشرية أجمع، نؤمن ألا حدود للعلم،
وننطلق من هذا المبدأ في رحلتنا إلى محطة الفضاء الدولية، لنبحث ونستكشف ونشارك في بناء مستقبل مشرق للبشرية”.
وأوضحت برناوي “أعمل على مدى 10 سنوات في مجالات البحوث العلمية والطبية، وفخورة اليوم أنني أول امرأة سعودية وعربية مسلمة،
بخاصة ونحن على بعد أيام من الانطلاق بحماس وتفاؤل كبير إلى الفضاء. فخورة بأن تصحبني كل أحلام النساء السعوديات والعرب إلى الفضاء”،
متابعة “عندما علمت جدتي أني ذاهبة إلى الفضاء أهدتني تذكاراً عبارة عن قرطين عمرهما يتجاوز 60 سنة”.
من جهته قال رائد الفضاء السعودي علي القرني “طوال مسيرة حياتي المهنية وأنا أعمل طياراً في القوات الجوية، والآن أتطلع إلى القيام بأداء تجارب في الفضاء،
إضافة إلى رصيدي العلمي الذي سيتيح لي العمل على تجربة الاستمطار في الفضاء واختبار فعاليتها وتأثيرها في البشرية”،
مضيفاً أيضا “شعوري لا يوصف بخوض هذه التجربة الجديدة”.
إلى أن “بلاده تعول على برنامج رواد الفضاء في تعزيز مكانتها وسط السباق العالمي للفضاء واستكشافاته وعلومه المتخصصة”.
صاروخ سعودي
ما بين أعوام 2000 إلى 2019 تمكنت السعودية من إطلاق 16 قمراً اصطناعياً إلى الفضاء، كان آخرها القمر السعودي للاتصالات “SGS1” الذي أطلق في السادس من فبراير (شباط) 2019،
كما ظهرت عناية الرياض باختراق قطاع الفضاء وطموح الاستثمار من خلال دراسة أجراها بنك “مورغان ستانلي”
أن “اقتصاد الفضاء من عوائد خدمات الأقمار الاصصناعية والصواريخ سيتخطى تريليون دولار عام 2040”
وتتوقع منظمة التعاون الاقتصادي أن “تتراوح عوائد الاستثمار في الفضاء ما بين 280 و300 مليار دولار”.
في السياق، كثفت الرياض تدريب وتطوير الكوادر البشرية في ما يتعلق بعلوم الفضاء،
الأمر الذي أثمر عن وجود ثلاثة كوادر سعودية ضمن فريق وكالة “ناسا” منهم مشاعل الشميمري،
أول سعودية تلتحق بالوكالة، المتخصصة في صناعة الصواريخ والمراكب الفضائية،
إضافة إلى الأكاديمية السعودية ماجدة أبوراس التي اختارتها “ناسا” ضمن فريقها العلمي لتنفيذ مشاريع علمية وبحثية وبرامج لتطوير الخليج،
وكذلك انضمام مشعل بن سعيد الشهراني إلى الوكالة الأميركية، إذ كان واحداً من فريق العمل الخاص بمشروع
“Microgravity” الذي يهدف إلى تصميم جهاز يعمل على محاكاة بيئة منعدمة الجاذبية لمدة تزيد على 21 يوماً.
وأطلقت الهيئة السعودية للفضاء معارض “السعودية نحو الفضاء” بالتزامن مع انطلاق المهمة العلمية لرواد الفضاء السعوديين في محطة الفضاء الدولية،
وتقام المعارض في مدينة الرياض وجدة والظهران، في الفترة من 21 مايو وحتى الأول من يونيو (حزيران) المقبل،
التي تهدف أيضا لرفع مستوى الاهتمام بالفضاء وعلومه وتخصصاته العلمية والتقنية لدى الأجيال الناشئة،
وإبراز أيضا إسهامات المملكة البحثية وتأثيرها العلمي في هذا المجال.
وبينت الهيئة، أن المعارض تتيح لمختلف المهتمين متابعة البث المباشر لحدث الإطلاق ومراحل المهمة العلمية والتجارب العلمية والتوعوية والتثقيفية كافة التي يقدمها رواد الفضاء السعوديون من محطة الفضاء الدولية،
ومواكبة أيضا تفاصيلها كافة حتى عودة الرواد إلى الأرض،
فيما تقام المعارض في العاصمة الرياض على طريق الملك فهد مقابل مركز الملك عبدالله المالي، وفي مدينة جدة في ساحة النورس بالواجهة البحرية،
بينما تقام أيضا في مدينة الظهران بمركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي “إثراء”.
وعقدت هيئة الاتصالات والفضاء والتقنية في السعودية دورة تدريبية افتراضية بعنوان “أساسيات استكشاف الفضاء” ضمن برنامج مدار التدريبي،
لإكساب المتدربين مفهوماً عاماً وشاملاً حول أساسيات استكشاف الفضاء وأنظمة المركبات الفضائية، وأنواع الرحلات والصواريخ والأنشطة البشرية في الفضاء،
إضافة إلى تمكينهم من الحصول على قاعدة معرفية واسعة لتطوير المفاهيم المستقبلية لتطبيقات الفضاء الحالية والمستقبلية،
وقد استهدفت الراغبين في توسيع معرفتهم لاستكشاف الفضاء من المهتمين التقنيين وغير التقنيين عن كيفية عمل الأقمار الصناعية والرحلات المدارية،
والبيئة المحيطة أيضا بالرحلات الفضائية لإلهام الشباب في علوم الفضاء وتطوير القدرات
وتمكين أيضا الكفاءات وإعداد كوادر وطنية تصنع مستقبل قطاع الفضاء في المملكة.