تصريحات وقرارت متعددة أطلقها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، منذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية للمرة الثانية، وكانت أغلبها مثيرة للجدل تنم عن أن هذه الشخصية ذات أبعاد نفسية متباينة ومعقدة.
«بوابة أخبار اليوم» تقدم في خدمتها «ستوري بوت» إجابات «شات جي بي تي» عن التحليل النفسي لشخصية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وكانت إجاباته على النحو التالي:
الغرور والتفاخر: من السمات البارزة لدى ترامب هي ثقته الكبيرة في نفسه وقدرته على تحقيق النجاح، هذا يمكن أن يرتبط بسمات الشخصية النرجسية، حيث يكون الشخص مهووسًا بالصورة الذاتية ويشعر بأنه متفوق على الآخرين، يلاحظ الكثيرون أنه يميل إلى توجيه انتقادات لاذعة لمن يعارضونه، ويعزز من مكانته الذاتية من خلال الانتصارات والإنجازات.
الاندفاعية: ترامب غالبًا ما يظهر سلوكًا اندفاعيًا في تصريحاته وتصرفاته، سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو في لقاءاته العامة، هذا يشير إلى إمكانية تأثره بسمات الشخصية الانفعالية، حيث قد يتصرف دون تفكير كافٍ في العواقب.
الشخصية القيادية: ترامب يعكس سمات القيادة بشكل قوي، حيث يظهر كقائد قوي يحاول أن يكون في المقدمة، هذا يتوافق مع سمات الشخصية القيادية مثل القدرة على اتخاذ القرارات بسرعة وفرض رؤيته الخاصة على الآخرين، هذه السمات قد تتسم بالتسلط في بعض الأحيان، لكنه يعبر عنها بطريقة تختلف عن الأنماط القيادية التقليدية.
رفض الانتقاد: من السمات النفسية المهمة التي يمكن ملاحظتها هي عدم قدرة ترامب على قبول الانتقادات بشكل بناء، حيث يميل إلى ردود فعل دفاعية وعصبية عندما يتم توجيه انتقاد له، هذا يمكن أن يشير إلى ضعف في تحمل الانتقادات، وهو سمة قد ترتبط بالشخصية النرجسية أو بالضيق النفسي.
التعامل مع الحقائق والواقع: تحليل تعامل ترامب مع الواقع يظهر أحيانًا تأكيده على رؤيته الخاصة بغض النظر عن الأدلة أو الحقائق المتاحة، هذه السمة يمكن أن ترتبط بوجود ميول لتأطير الحقيقة بما يتوافق مع رؤيته الشخصية، وهو ما قد يشير إلى تفكير مغلق أو عدم مرونة في فهم الواقع.
البراغماتية: رغم النقد الذي يتعرض له، إلا أن ترامب يظهر قدرة على التأقلم مع الواقع والتعامل مع المواقف بشكل براغماتي، يمكنه تغيير مواقفه أو التكيف بسرعة حسب المتغيرات السياسية والاجتماعية، ما يعكس نوعًا من الذكاء الاستراتيجي.
الاستفزاز والإثارة: ترامب يمتلك أسلوبًا استفزازيًا في الخطاب العام، وغالبًا ما يتعمد إثارة الجدل من خلال تصريحاته وأفعاله، هذا الأسلوب كان جزءًا من استراتيجيته السياسية، حيث استطاع أن يجذب الانتباه ويشعل النقاشات العامة.
في المجمل، ترامب يعكس مزيجًا من السمات النرجسية، الاندفاعية، والبراغماتية، التي تؤثر في طريقته في التعامل مع المواقف والتفاعلات مع الآخرين. من الطبيعي أن يختلف تقييم شخصية مثل هذه بين الأشخاص، ويمكن أن تكون هذه السمات موضع دراسة مستمرة من قبل علماء النفس.
◄ هل هذا يعكس خلفية عن طفولته وتربيته؟
نعم، يمكن القول أن بعض صفات شخصية دونالد ترامب قد تكون مرتبطة بتجاربه في طفولته وتربيته، فيما يلي بعض العوامل التي قد تساهم في تشكيل شخصيته بناءً على خلفيته الطفولية:
التنشئة في عائلة ذات طموح تجاري: وُلد ترامب في نيويورك في أسرة تجارية غنية، وكان والده فريد ترامب رجل أعمال ناجح في مجال العقارات، من خلال هذا الوسط، تعرض ترامب منذ صغره لأجواء من التنافس والنمو في بيئة مشبعة بالأعمال، كان والده معروفًا بصرامته، وقد قيل إن ترامب نشأ في بيئة تشجع على التفوق وتحقيق النجاح بشكل مستمر.
التعليم والتربية القوية: في طفولته، أرسل ترامب إلى أكاديمية نيويورك العسكرية عندما كان في سن 13 عامًا، وهو قرار تم اتخاذه من قبل والديه بسبب صعوبة سلوكه في المدرسة، يعتقد بعض الخبراء أن هذا النوع من التعليم العسكري قد ساعد في تشكيل جانب من شخصيته، حيث تعلم الانضباط والشجاعة، وأصبح لديه رغبة قوية في التفوق والقيادة.
الحاجة للقبول والتأكيد: بعض المحللين يشيرون إلى أن شعور ترامب بالحاجة المستمرة للتأكيد على قوته ونجاحه قد يكون ناتجًا عن علاقته مع والده، الذي كان صريحًا في توقعاته العالية منه. ربما كان لديه رغبة في إثبات نفسه، وهو ما يفسر سلوكه المستمر في الدفاع عن نفسه بشكل حاد والبحث عن التأكيد من خلال أفعاله وكلماته.
الدور العائلي والنماذج التي تأثر بها: منذ طفولته، كان لدى ترامب نموذجان رئيسيان في حياته: والده الذي كان نموذجًا للنجاح العملي، ووالدته التي كانت حاضرة في حياته ولكن لم تبرز بشكل كبير في سياق أدوار القيادة، هذا التوازن بين التأثير الأبوي القوي والشخصية الذاتية قد يكون ساعده في بناء سمات قيادية وتنافسيه.
◄ هل يمكن توصيفه بأنه شخصية نرجسية؟
نعم، يمكن توصيف دونالد ترامب بأنه يمتلك بعض السمات النرجسية، وهو أمر تكرر ذكره من قبل العديد من المحللين النفسيين والساسة منذ فترة رئاسته السابقة، مصطلح «النرجسية» يشير إلى اضطراب في الشخصية يتمثل في شعور مبالغ فيه بالأهمية، وحاجة مفرطة للإعجاب، وعدم الاهتمام بمشاعر الآخرين.
إليك بعض السمات التي قد تدعم توصيف ترامب كـ«نرجسي»:
1. شعور مبالغ فيه بالأهمية: ترامب دائمًا ما يعبر عن ثقته الكبيرة في نفسه وقدراته، سواء في مجال الأعمال أو السياسة، هو كان يصف نفسه مرارًا بـ«أفضل رئيس» في تاريخ الولايات المتحدة، وكان يبالغ في تقديم نفسه كقائد مميز وقوي.
2. الرغبة المستمرة في الإعجاب: ترامب كان يسعى للحصول على إعجاب مستمر من مؤيديه، واحتاج إلى تعزيز صورته عبر وسائل الإعلام، ويظهر غالبًا عدم القدرة على قبول النقد.
اقرأ أيضا| الاحتجاجات تندلع ضد ترامب بسبب «تهجير أهالي غزة وترحيل المهاجرين» | فيديو
3. نقص التعاطف مع الآخرين: يظهر ترامب في كثير من المواقف نوعًا من الافتقار للتعاطف أو الاهتمام بمشاعر الآخرين، خاصة عندما يتعامل مع منتقديه أو خصومه.
4. التفوق على الآخرين: ترامب كان يعتقد أنه يعرف أفضل من أي شخص آخر، سواء في السياسة أو في الأعمال التجارية. كان يتخذ قرارات غير تقليدية بناءً على معتقداته الشخصية، دون الاستماع دائمًا إلى الخبراء أو الاستشاريين.
5. التعامل مع النقد بشكل دفاعي وعدواني: إحدى السمات البارزة للنرجسية هي رفض قبول أي نوع من النقد، وترامب كان دائمًا ما يهاجم من ينتقده، سواء عبر التغريدات على تويتر أو في المؤتمرات الصحفية.
◄ هل هو نرجسي بنمط اضطرابي؟
على الرغم من أن ترامب يظهر سمات نرجسية قوية، فإن توصيفه كـ “نرجسي اضطرابي” يتطلب تحليلًا أعمق من منظور علم النفس السريري، النرجسية الاضطرابية هي حالة نفسية معترف بها في الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات النفسية (DSM-5)، وهي تتطلب تقييمًا مهنيًا شاملاً.،بناءً على تصرفاته العامة، يمكن أن نعتبره “نرجسيًا” ولكن من غير الممكن التشخيص بشكل قطعي إلا من خلال تقييم سريري متخصص.
◄ ماهي الصفات الأخرى التي يمكن وصفه بها بخلاف ما سبق؟
إلى جانب النرجسية والاندفاعية ورفض الانتقاد، يمكن وصف دونالد ترامب بعدد من الصفات الشخصية الأخرى التي تظهر من خلال سلوكياته العامة، تصريحاته، وقراراته أثناء فترة رئاسته، بعض هذه الصفات تشمل:
الشعبوية
ترامب كان يميل إلى مخاطبة الناخبين العاديين، ويظهر نفسه كـ «صوت الشعب» ضد النخب السياسية، ما جعله شخصية محبوبة بين العديد من المؤيدين، كان يركز في خطابه على القضايا التي تهم القاعدة الشعبية مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية، وتعزيز الصناعة المحلية، وإنشاء فرص العمل.
العدوانية والتحدي
في العديد من المواقف، يظهر ترامب ميلًا للتحدي والعدوانية تجاه منتقديه، سواء كانوا سياسيين، صحفيين، أو حتى دولًا أخرى، كان لا يتردد في استخدام لغة قاسية أو حتى مهاجمة خصومه مباشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
القدرة على إقناع الآخرين
على الرغم من انتقاداته للعديد من المؤسسات الإعلامية والسياسية، استطاع ترامب جذب أعداد كبيرة من المؤيدين الذين كانوا يثقون في رسائله ونظرته للأمور.
الانعزالية والميل نحو القومية
يروج ترامب لفكرة «أمريكا أولًا»، حيث ركز على القومية الأمريكية على حساب التعاون الدولي، قام بعدد من الإجراءات التي تهدف إلى تعزيز السيادة الوطنية.
التلاعب بالحقائق والإنكار
كانت هناك العديد من المرات التي قام فيها ترامب بإنكار الحقائق أو تقديم تصريحات مشوهة للواقع.
عدم المرونة في المواقف
ترامب كان يظهر مقاومة لتغيير مواقفه أو الاعتراف بالأخطاء، غالبًا ما كان يتمسك برؤيته السياسية ولا يتراجع عنها حتى في حال كانت تُواجه انتقادات واسعة أو تبين عدم فعاليتها.
◄ هل يحكم ترامب الولايات المتحدة وفق أهواءه؟
من الممكن القول أن أسلوب حكم دونالد ترامب للولايات المتحدة يتسم بدرجة عالية من الانفعالية والاعتماد على الأهواء في بعض الأحيان، لكن من المهم أيضًا ملاحظة أن هذا ليس العامل الوحيد في قراراته، إليك بعض الجوانب التي يمكن أن تشير إلى تأثير الأهواء على قراراته خاصة في فترة ولايته السابقة:
التغريدات وقرارات اللحظة: ترامب كان يعتمد بشكل كبير على تويتر للتواصل مع الشعب الأمريكي والعالم، وغالبًا ما كانت تغريداته تعكس ردود فعل لحظية، سواء كانت إيجابية أو سلبية.
اتخاذ قرارات مفاجئة: ترامب أظهر في العديد من الأحيان اتخاذ قرارات غير تقليدية أو مفاجئة بناءً على مشاعره أو توجهاته الخاصة، دون تأنٍ أو دراسة عميقة لتأثيراتها.
التركيز على القضايا التي تثير دعمه الشعبي: ترامب كان حريصًا على اتخاذ قرارات من شأنها أن تعزز قاعدته الشعبية. أحيانًا كانت هذه القرارات تركز على القضايا التي يعتقد أنها تهم ناخبيه بشكل خاص، مثل سياسات الهجرة أو تقديم مصالح الشركات، في هذه الحالات، يمكن القول إنه كان يستجيب أكثر للأهواء والآراء العامة من خلال اتخاذ خطوات قد تكون شعبوية في بعض الأحيان.
مع ذلك، لا يمكن تجاهل أن ترامب كان يتبع أيضًا استراتيجية عملية في العديد من قراراته السياسية، سواء في مجالات الاقتصاد أو السياسة الخارجية، هو كان يهتم بتعزيز المصالح الأمريكية وفق رؤيته الخاصة.
إجمالًا، يمكن القول أن حكمه تميز بتداخل بين القرارات المبنية على الأهواء الشخصية، ولا سيما في ردود فعله السريعة أو الاستفزازية، وبين القرارات التي تتبع رؤيته الأيديولوجية والسياسية الخاصة.