أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول مستقبل قطاع غزة وضرورة تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى، موجة من الرفض والاستنكار من قبل الأحزاب السياسية في مصر. وحذر سياسيون من التداعيات الخطيرة لهذه التصريحات التي تهدد الأمن القومي المصري والعربي، مؤكدين رفضهم القاطع لأي محاولات لتصفية القضية الفلسطينية أو فرض حلول غير عادلة.
تصريحات مقلقة وتدخل غير مقبول
فى هذا السياق ، أكد الدكتور هشام عناني، رئيس حزب المستقلين الجدد، أن تصريحات ترامب بشأن ضرورة تهجير الفلسطينيين إلى دول أخرى، بعد رفض مصر والأردن لهذا المبدأ، تشكل تهديدًا خطيرًا للأمن الإقليمي. وأضاف أن الأخطر في هذه التصريحات هو تلويح الولايات المتحدة بوضع يدها على غزة والتدخل فيها بصورة مباشرة.
وأوضح عناني أن رؤية ترامب لا تتضمن حل الدولتين، بل تقوم على تفريغ غزة من سكانها لصالح التوسع الاستيطاني الإسرائيلي، وهو ما يهدد استقرار المنطقة. كما شدد الدكتور حمدي بلاط، نائب رئيس الحزب، على أن دعم ترامب المطلق لإسرائيل يثير مخاوف بشأن مستقبل الضفة الغربية، مشيرًا إلى أن الحزب يرفض هذه التصريحات التي تضرب بعرض الحائط كل القرارات والمعاهدات الدولية.
تصريحات استفزازية ومخطط لتصفية القضية الفلسطينية
من جانبه ، وصف الدكتور مجدي مرشد، نائب رئيس حزب المؤتمر ورئيس المكتب التنفيذي للحزب، تصريحات ترامب بأنها “استفزازية” وتهدف إلى تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، مؤكدًا أن هذه المخططات ستشعل الفتنة في المنطقة وتُقوِّض الأمن الإقليمي.قائلا: “تصريحات ترامب بأن لا بديل للفلسطينيين عن مغادرة غزة هي بلطجة أمريكية واضحة، وتكشف عن تجاهل صارخ للقوانين والمواثيق الدولية”. وأكد أن الحل الحقيقي لا يكمن في ترحيل السكان، بل في إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
كما انتقد مرشد صمت المجتمع الدولي على هذه التصريحات، مشددًا على أن مصر ستواصل التصدي بكل قوة لهذه المخططات للحفاظ على أمنها القومي. وأضاف أن القاهرة لديها رؤية واضحة بشأن إعادة إعمار قطاع غزة، مع ضمان بقاء الشعب الفلسطيني على أرضه، مشيرًا إلى اعتزام مصر استضافة مؤتمر دولي لحشد الجهود لإعادة الإعمار.
تهديد للأمن القومي المصري والعربي
فى سياق آخر ، أكد النائب محمد الرشيدي، عضو مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الجمهوري، أن تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين “هراءات غير مقبولة”، وتمثل تعديًا على سيادة الدولة المصرية. قائلاً: “مصر كانت وما زالت وستظل صاحبة السيادة على أراضيها، ولا تقبل بأي وصاية أو إملاءات خارجية تمس أمنها القومي”.
أقرأ ايضا :- أمانة العمال المركزية بحزب الشعب الجمهوري تنظم ندوة توعوية حول مخاطر الإدمان
وأوضح الرشيدي أن هذه التصريحات تهدف إلى الضغط على مصر للقبول بمخطط التهجير القسري للفلسطينيين، وهو ما ترفضه القاهرة رفضًا قاطعًا، مؤكدا أن الموقف المصري ثابت في دعمه للقضية الفلسطينية وحق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
كما أشاد الرشيدي بموقف المملكة العربية السعودية والدول الرافضة للضغوط الأمريكية، داعيًا إلى توحيد الجهود العربية والدولية لمواجهة هذه المخططات التي تهدد بإشعال الصراع في المنطقة.
أجمعت الأحزاب السياسية المصرية على رفض تصريحات ترامب واعتبارها تهديدًا خطيرًا للأمن القومي العربي، مؤكدين دعمهم الثابت لحقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي مخططات لتغيير الوضع في غزة بالقوة. كما شددوا على ضرورة تماسك القوى الوطنية لمواجهة هذه التحديات وحماية الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.