Site icon جريدة مصر اليوم

دعوة للتسامح

بقلم يحي خليفه

ما أجمل أن يجتهد الإنسان في العبادة خلال رمضان الذى هو فرصة لتجديد العلاقة بينه وربه، وكما يحرص الصائم على فتح صفحة جديد مع خالقه خلال الأيام المباركة باعتباره شهر العبادة، فإن رمضان يدعونا للتسامح وصلة الأرحام وتنحية الخلافات لنبدأ من جديد مع من نحب بدافع التحلي بجميل الأخلاق التي يحث عليه الشهر الكريم..

التسامح والتواصل مع الآخرين أمر طبيعي لأن الأصل في الأشياء أننا بالفعل متسامحين مع إخواننا وأهالينا وأصدقائنا وكل دائرة معارفنا، لكن شهر رمضان يعد الفرصة العظيمة لتقوية وتدعيم هذه الروابط الاجتماعية وتقبل الآخر, خاصة وأننا نتنافس خلاله في عمل الخير ونيل الثواب من الله, وبالتالي فإن التسامح يحقق العديد من الإيجابيات في النفس وشخصية الإنسان, خاصة وأنه يحتاج لقدرة هائلة على نسيان أخطاء الآخرين في حقنا، وأن تكون المبادرة بالمعايدة هي أولى مراحل التسامح وفتح باب للصلح, يليها تبادل الزيارات أو العزومات التي تعيد أيضا صلة الرحم وترجعنا لقيمنا وذكرياتنا الجميلة فى التجمع مع الأهل والأقارب وكذلك الجيران، مؤكدة على ضرورة اقتناع العقل بأهمية التسامح مع الآخرين خاصة الأهل والأزواج وزملاء العمل، وأن نكون على يقين أن حياتنا ستتحسن كثيرا بعد مسامحة من حولنا وأن نجتمع على خير وبركة هذا الشهر الكريم.

أن شهر رمضان يعطى دفعة للناس للتسامح مع الآخرين والتصالح مع المتخاصمين، وهذا من روحانيات الشهر العظيم الذى يمنحنا فرصة جديدة لتجديد علاقتنا بمن حولنا وتبادل الكلمات الطيبة والمعايدات التي تجدد الود بيننا مرة أخرى، وأحرص على مكالمة أقاربك وأصدقائك لتهنئتهم بشهر رمضان حتى مع من تكون على خلاف معهم، بالإضافة إلى أنها فرصة أيضا لتجديد العلاقات الأسرية والعائلية، لذا أسرع بالاتصال بهم تليفونيا وتبادل الرسائل النصية، وأعتبرها فرصة ذهبية للتسامح مع الآخرين والتماس الأعذار لهم, ولابد أن يكون التسامح على كافة العلاقات سواء الأهل أو الأصدقاء أو زملاء العمل أو الجيران، والأهم فى مبدأ التسامح مع الآخرين نسيان الجفاء الذى حدث في الماضي وبدء صفحة جديدة من خلال هذا الشهر العظيم، وأن يستمر التسامح معنا ليكون صفة دائمة في كل شخص، ولا داعى للعتاب الذى قد يجدد المشكلات من جديد وبالتالي لن يكون هناك ضغائن أو جفاء في أي علاقة إنسانية، وأدعو المتخاصمين إلى انتهاز شهر رمضان للتصالح وعلى رأسهم الأزواج, لأن الكثير من العلاقات الأسرية تعانى مشاحنات وشد وجذب طوال العام, وأن يكون شهر الخير دعوة للتسامح وإعادة الترابط بين الأسرة والأبناء, على أن يتغاضى كل من الزوجين عن أخطاء الآخر والبدء من جديد

Exit mobile version