لازال الحديث عن «نظام البكالوريا» المقترح تطبيقه بداية من العام الدراسي القادم 2025/2026، مستمرًا في ردود الأفعال، وطرح العديد من التساؤلات حول النظام ذاته، لكي يتفهمه الطلاب وأولياء الأمور الذين لازالوا يبحثون عن معلومات عنه، وعن صاحب رؤية هذا المشروع، وكيف سيتم تطبيقه على أرص الواقع؟، وهل ستنجح وزارة التربية والتعليم في الانتهاء من تأليف مناهج المسارات الأربعة المطروحة، في غضون الأشهر القادمة قبل انطلاق العام الدراسي الجديد 2025/2026؟، وما مصير نظام البابل شيت من امتحانات ثانوية البكالوريا؟، أم ستعود الوزارة لنظام البوكليت، ولماذا أضافت الوزارة لأول مرة، مادة التربية الدينية كمادة أساسية بمجموع ثانوية البكالوريا؟.
كل هذة الأسئلة وغيرها تستكمل «بوابة أخبار اليوم»، طرحها في الجزء الثاني من حوارها مع الدكتور أيمن بهاء الدين البصال، نائب وزير التربية والتعليم، للإجابة عنها، وإلى نص الحوار:
هل آن الأوان لتطبيق منظومة الامتحانات الالكترونية «التابلت» في الصف الثالث الثانوي وفقا لنظام البكالوريا الجديد؟
هذا ليس مرتبط بمنظومة تعليمية على قد ما هو مرتبط بمنظومة بنية تحتية من تجهيز المدارس وشبكات الإنترنت، والحماية من الهجمات والغش ..الخ، وهذا قد يكون غير متاح على المدى القريب لعامين أو ثلاث أعوام القادمين، حتى نستطيع أن نصل لمنظومة متكاملة، وهدفنا أن الطالب يؤدي الامتحان بشكل جيد، وبشكل مناسب لاختباره، فهناك امتحانات ورقية.. وكما نعلم أن هناك جزء من امتحانات الثانوية العامة يكون بها جزء من الأسئلة المقالية بنسبة معينة لأن الطالب محتاج يمسك القلم والورقة ويكتب جيدا، وهذا قد يكون غير متاح على الجزء الإلكتروني، والفكرة كلها هي جزء تعليمي فني، وفي النهاية لابد أن يختبر الطالب بشكل عادل، وبشكل متوازن وأن الدرجة التي يحصل عليها هي درجته الفعلية التي تعبر عن مستواه الحقيقي.
ما مصير نظام البابل شيت؟ وهل يمكن العودة لنظام البوكليت في امتحانات ثانوية البكالوريا الجديدة؟
نحن نستخدم النظام الملائم وفقا للظرف الموجود فيه علي حسب السنة، بمعنى أنه حال ملائمة البابل شيت، أو البوكليت في أشياء معينة مثل الامتحانات الورقية والأسئلة المقالية.. وهكذا، كلها عبارة عن فنيات لا تتعلق بالمنظومة نفسها، لكن المنظومة نفسها التي نتحدث عنها هي عدد المواد والامتحانات ومواعيد الامتحانات والمحتوى، لكن طريقة الامتحان لابد أن تكون طريقة عادلة تقيس فعليا مستوى وأداء الطالب، ولا يوجد بها غش، وبالتالي لابد أن نحقق أهداف الامتحان.
أيًا كانت طريقة أو نظام الامتحان فهذا ليس له علاقة بنظام الشهادة نفسها، فالنظام المعمول به حاليا هو نظام البابل شيت وبه جزء من الأسئلة المقالية، ونحن مستمرون في هذا النظام، فلا يوجد شيء يجعلنا نغير هذا النظام حاليا، ولكن كل ما سنغيره هو أماكن عقد الامتحانات، ونحن نعمل على حل المشاكل التي تواجه امتحان البابل شيت الحالية، منها الغش أو التسريب أو غيره، فنحن نعمل علي ضبط هذة القصة بآليات أخرى، وعلى حسب الموجود والمتاح نحن سنعمل على النظام الأنسب بعد مركز الدراسات التربوية ومركز الامتحانات، الذين يدرسون النظام الأنسب للامتحان، وظروف السنة، وعدد المواد.. إلخ، وبالطبع قبل ما نغير النظام الامتحاني بنعلن عنه في بداية السنة، وندرب الطلاب عليه لحد ما يوصل له الامتحان، فالفكرة أن الطالب سوف يمتحن امتحان عادل حقيقي يعكس قياس التحصيل الدراسي، ويكون الطالب على علم به من بداية السنة.
الوزارة درست تغيير أماكن عقد امتحانات الثانوية.. هل فعليًا الوزارة تسعى للاستعانة بالجامعات لعقد امتحانات الثانوية بها؟
الحقيقة نعم.. نحن نعمل فعليًا على هذه القصة حاليًا، بحيث يعقد الامتحان في مكان آمن، ولا يوجد به أي نوع من أنواع التشتيت للطلاب، أو الغش، خاصة وأننا نعاني من مشكلة كبيرة للغاية في الغش، والجميع يعلم مثل هذا الكلام، ولا أحد يستطيع إنكاره، لذا نحن في حاجة للقضاء على هذه المشكلة برمتها.
كيف سيتم توزيع الـ 750 ألف طالبا بالثانوية العامة على الجامعات؟.. وهل سيتم الاستعانة بالجامعات الخاصة أيضا أم لا؟
جميع الجامعات والمعاهد العليا سواء الحكومية أو الخاصة متاحة للاستعانة بها في عقد امتحانات الثانوية، ولو هناك طلاب في أماكن محافظات بعيدة سيتم عقد لجان مخصوص لهم .
ما الهدف من قرار الاستعانة بالجامعات والمعاهد العليا في عقد امتحانات الثانوية العامة أو ثانوية البكالوريا؟
الهدف منه ومزاياه هو إحكام السيطرة على الامتحانات.. أولادنا كثير جدا يظلمون عندما يحدث حالات غش جماعي أو تسريبات، نتيجة العدد الضخم جدًا من اللجان الامتحانية الموجودة.
هل قرار الاستعانة بالجامعات سيوفر الإنفاق على إجراءات امتحانات الثانوية العامة؟
لا، بالعكس قد يزيد الإنفاق على إجراءات الامتحانات، والفكرة هنا أصلا ليست مشكلة مالية، وليس لدينا أي مشكلة في الإنفاق على إجراءات امتحانات الثانوية، ولكن نريد أن نحقق عدالة حقيقية للطلاب، والقضاء على الغش الإلكتروني خلال الامتحانات، لأن الجامعات بها أماكن محدودة، ولجان محدودة، نستطيع حينها السيطرة على الشبكات.
حال الاستعانة بالجامعات بإجراءات امتحانات الثانوية، هل سيتم الاستعانة بأعضاء هيئة التدريس في أعمال المراقبة؟ أم سيظل المعلمين كما بالوضع الحالي؟
كل هذا تحت النقاش، المعلمين زملائنا ومتواجدين لأن هما المسؤلين عن تعليم أبناءنا الطلاب، لكن بالطبع يمكن الاستعانة بأعضاء هيئة التدريس والمعيدين بالجامعات، ولا يوجد أي مشكلة إطلاقا.
نحن على مشارف إجازة نصف العام.. هل الوزارة قادرة على تأليف وتطوير مناهج الثانوية العامة وفقا لنظام المسارات بالبكالوريا الجديد قبل بدء العام الدراسي المقبل؟
نعم بالطبع، نحن قبل بدء العام الدراسي الحالي قمنا بإعادة هيكلة مواد منظومة الثانوية العامة، الفكرة كلها أن لدينا إطار عام ثابت منذ عام 2017، فعلي سبيل المثال أنا محتاج الطالب في سنة ثالثة ابتدائي في مادة الرياضيات يعرف عملية جمع الأرقام، وكيف يجمع رقمين، ويطرح وجدول الضرب.. وهكذا يعرف طريقة حساب العمليات الحسابية الأساسية، وفي الصف الرابع الابتدائي نزود عليه حساب المتوسطات والكسور، وبالتالي هذا الإطار هو موجود ومحدد، ونحن نبدأ من ذلك بطريقة معكوسة من فوق لتحت.
بنبدأ فعلا من الثانوي وليس من اولي ابتدائي، فمثلا نقول محتاجين الطالب الذي سيلتحق بمسار الطب وعلوم الحياة، المفنرض الطالب قبل أن ينتهي من الثانوية العامة يكون على دراية بمعارف معينة، ولديه مهارات محددة، ولديه سلوك، هذا فضلا عن أنه مواطن مصري، يكون لديه كافة المهارات والمعلومات الخاصة بهويته ولغته، ومهارات الحياة الطبيعية، ولديه وعي سياسي، ووعي وطني، ولديه مهارات حياتية، وبالتالي نبدأ نقول أن الطالب في هذا المسار لابد أن يصل لرغبته، ولكي يصل لهذا محتاج يدرس قبلها لحد ما ينزل لأولى ابتدائي، وبالتالي هذا الإطار هو موجود فعليا ونعمل عليه، فلا نغير الإطار نفسه، لكن بنغير المحتوى حتى يناسب تدريس الإطار.. وتغيير المحتوى عملية مستمرة نعمل عليها، وهذه ليست بدعة، بل موجودة بكل دول العالم، كل عام يتم تغيير المحتوى لكن الإطار هو الثابت.
من القائم على عملية تأليف مناهج المسارات الجديدة؟.. وهل سيتم الاستعانة بخبراء أجانب باعتبار أن البكالوريا بدأت في أوروبا قبل دخولها لمصر في العصر القديم؟
لدينا مركز المناهج والتقويم التربوي ضخم جدًا، ولكن من قال إنه سيتم الاستعانة بخبراء أجانب لتأليف مناهج البكالوريا، هذا أمر غير مطروح ولم يتم إطلاقا.. البكالوريا هي مجرد اسم يعود للفرنسية وهي في الأساس كلمة لاتينية، وتعني الشهادة المؤهلة لدخول الجامعة، وأؤكد أن نظام البكالوريا المصرية المقترح هو نظام مصري بحت، والبكالوريا هو اسم مقترح يمكن تغييره فيما بعد .
من صاحب فكرة مقترح نظام البكالوريا المصرية الجديد؟.. أم هو نتاج لمشروعات وزراء التعليم السابقين؟
هذه ليست فكرة، هذا مشروع تطوير نعمل عليه منذ سنوات طويلة، وفكرة التعليم ليس مشروع وزير، ولكن هو إطار دولة، هذا الإطار أعلن عنه منذ عام 2018، والذي أطلق عليه تعليم الجيل الثاني 0.2، لأن لدينا تغييرات على مستوى العالم، وتحديات واقتصاد جديد ونماذج جديدة، وأعمال جديدة، وتطور يحدث في التعليم العالي، ونوعيات وتخصصات جديدة، فنحن نعمل داخل هذا الإطار، وبالتالي فهو ليس مشروع فرد، وإنما هو مشروع وزارة التربية والتعليم، بكل مؤسساتها، وكما تعلمون أن وزارة التربية والتعليم لديها المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، والمركز القومي للمناهج والكتب، والمركز القومي للقياس والتقويم، هذه المراكز الثلاثة يشغلهم عدد ضخم جدا من الباحثين المتخصصين على درجات الأستاذية مثلهم مثل الجامعات، أيضا لدينا الموجهين ومستشارين المواد، ولدينا زملائنا بالتعليم العالي وأساتذة الجامعات المصرية، «مصر علمت الدنيا»، وبالتالي نحن لدينا مشروع مؤسسي، مشروع هذة الدولة المصرية، وبخبرات ومساهمة أبناء هذة الدولة وكبار علمائها وكبار المتخصصين.
هل شهادة البكالوريا المصرية سيكون معترف بها دوليًا؟
بالطبع، لأن لدينا معايير نعمل وفقا لها، فكل جامعات الدنيا متفقة لكي أدرس الهندسة محتاج يكون لدي المعارف الاساسية في الرياضيات والعلوم، هذه المعارف موجودة، وبالتالي فإن مجرد وجودها فهي معترف بها.
ما الأسباب وراء إضافة مادة التربية الدينية كمادة أساسية في مجموع ثانوية البكالوريا؟
أولا لسببين، اولهما أنه التزام دستوري بأن اللغة العربية والتاريخ الوطني، والتربية الدينية مواد أساسية، لذلك الثلاث مواد موجودين داخل النظام وهذا بشكل قاطع لأنه التزام دستوري، هذا دستور جمهورية مصر العربية، وبالتالي لا نستطيع مخالفة الدستور.. ثانيا: لدينا تحديات تواجه منظومات التعليم في العالم أجمع منهم تحديين مشتركين على مستوى العالم، وهو العزوف عن وظائف التدريس، والحقيقة وظيفة التدريس في العالم كله هي وظيفة صعبة تحتاج لملكات مختلفة، وتحتاج لمواهب مختلفة، وتحتاج لذكاء اجتماعي، لذلك تجد دائما المدرسين المصريين من أفضل المعلمين نتيجة الملكات الشخصية المصرية الموجودة، لكن الحقيقة يوجد عزوف وهذا الكلام موجود في أمريكا، وأوروبا، والدول العربية وعندنا، فهذا تحدي.
أما التحدي الثاني هو التغيير السريع للغاية في النظم الاقتصادية على مستوى العالم، وهذا شيء ليس بسيط، وبالتالي نحن دائما في حاجة لتطوير ومناهج، ولكن هناك تحدي خاص بنا كدول في منطقتنا ألا وهي الهوية الخاصة بنا، فهناك هجمات شديدة للغاية على دولنا تتعلق بالإلحاد والمثلية، تتعلق بأخلاقيات لا تتماشي مع عاداتنا وتقاليدنا ولا نقبلها، وبالتالي لابد من الرد علي هذه الهجمات، والرد هنا لابد ان يعلم أبناءنا ديننا، فالمسؤل الآن عن وضع هذا المنهج هو الأزهر الشريف للتربية الدينية الإسلامية، والكنيسة المصرية للتربية الدينية المسيحية، بحيث أولا أن المناهج التي توضع تكون مناهج قوية مركزة على القيم الأساسية المشتركة الموجودة لكن في إطار النصوص الدينية لكل منهج، وبالتالي في الآخر المنهجين سيكونوا مثل بعض، ولكن من وجهات نظر أو نصوص مختلفة، وهذا الكلام أعلن عنه أكثر من مرة.
نحن نعاني من عدم وجود معلمين متخصصين بالمدارس لتدريس التربية الدينية.. فما الإجراءات لمواجهة هذة المشكلة؟
نحن معتمدين بشكل كبير جدًا على الكنيسة المصرية لتوفير هذا الأمر، وبالنسبة للتربية الاسلامية المسؤول عنها مؤسسة الأزهر الشريف.