بعد إطلاق وزارة الأوقاف المصرية مبادرة عودة الكتاتيب القرآنية من جديد في القرى والريف بهدف تحفيظ القرآن الكريم وتعليم معانية والعمل به وتعريف الطفل أصول الدين الإسلامي وفق المنهج الوسطي. كخطوة لإحياء التراث وبناء الإنسان والحفاظ على مكانة دولة التلاوة المصرية، من خلال تخريج أجيال من حفظة القرآن الكريم، باستخدام أساليب عصرية تتماشى مع احتياجات العصر ومتطلباته، مع الحفاظ على روح الأصالة التي ميزتها عبر التاريخ.
وفي هذا الصدد قامت بوابة أخبار اليوم بإجراء حوار خاص مع الدكتورة هاجر سعد الدين، الرئيس الأسبق لإذاعة القرآن الكريم، وإلى نص الحوار:
ما رأيك في إطلاق مبادرة عودة الكتاتيب في القرى والريف؟
مبادرة عودة الكتاتيب قرار صائب لأن الكتاتيب القرآنية تحافظ على لغتنا العربية وتعلم النشء الصغير منطوق اللغة العربية لغة وأداءً ونحوا وصرفا وتعليم القرآن الكريم في الصغر وهو دستور الحياة دون غلو أو تطرف وكما يقال التعليم في الصغر كالنقش على الحجر فهذه المباردة لها فائدة معنوية وفائدة لغوية لآنها تخرج أجيال على قيم ومبادئ تستمر معهم طيلة الحياة.
وخاصة كما نعلم أن العلماء والكتاب الكبار والعظماء كانت بدايتهم من الكتاتيب كما كانت هناك أصوات تنادي دائما بعودة الكتاتيب القرآنية لأهميتها في بنيان وطن منهم الدكتورة نعمات فؤاد.
ماذا عن تطور الكتاتيب من حصيرة الشيخ إلى العصر الرقمي؟
تطوير التعليم الرسمي إيجابي وليس سلبيا لأن هناك وسائل تعليمية تقدميه ستساعد على انتشار الكتاتيب وإن كانت ليست بصورة الكتاتيب قديما مثل حصيرة الشيخ والتلميذ يجلس أمام الشيخ وخلافه من كل هذه المظاهر لكن تطور الكتاتيب يعني وسائل تعليمية معينة سيتعمل النشئ من خلالها مبادئ اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم فالتعليم الرسمي لم يؤثر على الكتاتيب بل بالعكس تماما بل ستساعد على انتشار الكتاتيب بصور مختلفة كما ان هذا التطور سنة من سنن الحيا .
حدثينا عنه تعليم اللغات الآخرى غير العربية ؟
تعليم اللغات الأخرى ضرورة لكنها تبدأ بعد تكوين هوية هذا الطفل وتكتمل هويته بعد ذلك يتم تعليمه اللغات الأخرى بجانب لغته العربية.
لو نتطرق إلى الإسهامات الثقافية للكتاتيب؟
نعم هناك إسهامات ثقافة للكتاتيب القرآنية فالكتاتيب تخرج منها طه حسين على سبيل المثال و الكتاتيب القرآنية تضم جميع الطبقات من الناس الأثرياء ومتوسطي الحال والأقل من ذلك فهي في متناول الجميع .
ما ينبغي إدراكه بعد إطلاق المبادرة؟
المتابعة لأنها أساس العمل الناجح والمتابعة الجديد ضرورة ولم نقتصر على النمطية أو القديم دون مسايرة الجديد ومسايرة العصر باستخدام وسائل مستحدثة ومسايرة التطور والعلم لنواكب هذا التقدم الهائل مع الحفاظ على لغتنا العربية السليمة.
برامج الكتاتيب لتعليم الأطفال هل تسهم في مواكبة العصر؟
يجب أن هذه البرامج لم تقتصر فقط على تعلم اللغة العربية لغة القرآن الكريم وإن كانت هي الأساس الكتاتيب ستهتم 80 بالمائة من تعلم اللغة العربية مع الحفاظ على تعلم المدخلات الأخرى تكون بنسب معتدلة حتى يستطيع الطفل أن يستوعبها ولا يستقيم تعلم شيء على حساب شيء آخر.
والفكرة أن يتعلم الطفل المبادئ الأولى ويكون على علم ودراية بما يدور حوله من أحداث .
ماذا عن صفات المعلم والمحفظ؟
أن يعتبر المعلم أن تلك رسالته والرسالة تقتضي الإتقان والأمانة والتفاني وان يتقي الله في عمله فذلك هي الأساس لأي عمل ناجح وعلى الجانب الآخر لابد أيضا من توفير عائد مادي للمعلم حتى يستطيع يساير الحياة لكن ليس أن يكون ذلك هو الأساس للمعلم أو الهم الأول.
أيهما أفضل التلقين المباشر أم التعليم عن بعد؟
التلقين المباشر نتائجه أفضل فالاحتكاك والتواصل المباشر وجها لوجه خاصة مع السن الصغير نتائجه الأفضل بكثير.
ختاما لو نتحدث عن أفكار ومقترحات حتى ننتج رواد حضارة؟
لابد أن تكون الكتاتيب منتشرة في كل الأماكن القرى والمدن وليس القرى فقط وأن يكون هناك إشراف تدريجي وتكون الإدارة هيكل إداري محكم وليست إدارة عفوية حتى نحقق الثمار المرجوة، فلابد أن نراعي أن الواقع الحالي اختلف عن الواقع النمطي القديم فالمكان يجب أن يكون مناسبًا والمعلم يكون مؤهلًا ويكون له مقابل مادي كما أنه يجب أن نحث الأهالي بالعودة إلى الكتاتيب إعلاميا ومن خلال إذاعة القرآن الكريم ومن خلال المنابر المتعددة حتى نستطيع تخريج أجيال نافعة ومفيدة للمجتمع بعيدا عن المغالاة وكل ذلك تحت راية الكتاتيب القرآنية.