في خطوة سياسية بارزة، وقّع الرئيس اللبناني جوزيف عون مرسومًا رسميًا بقبول استقالة حكومة تصريف الأعمال برئاسة نجيب ميقاتي، ليُمهّد الطريق أمام تشكيل حكومة جديدة.
وجاء هذا القرار بعد فترة طويلة من المراوغة السياسية، وسط أزمات اقتصادية وسياسية خانقة تعصف بالبلاد.
حكومة جديدة برئاسة نوّاف سلام
وبحسب ما أفاد به مراسل القاهرة الإخبارية، تم تشكيل حكومة جديدة برئاسة نوّاف سلام، القاضي والدبلوماسي المخضرم، وتضم 34 وزيرًا من مختلف التوجهات السياسية.
ويُعدّ هذا التشكيل خطوة مهمة تهدف إلى إعادة الاستقرار السياسي والاقتصادي في ظل الأزمة الحادة التي يعاني منها لبنان منذ سنوات
أزمة سياسية واقتصادية متفاقمة
وتعاني لبنان من أزمة اقتصادية غير مسبوقة، تسبّبت في انهيار العملة الوطنية، وتراجع مستوى المعيشة، وارتفاع معدلات البطالة والفقر كما أن المشهد السياسي كان يشهد انسدادًا في الأفق، مع تعثر تشكيل الحكومات وتأخر تنفيذ الإصلاحات الضرورية وكان من أبرز التحديات التي واجهت حكومة نجيب ميقاتي هو عدم قدرتها على إقرار الإصلاحات المطلوبة من المجتمع الدولي، مما أدى إلى تعثر المفاوضات مع صندوق النقد الدولي.
من هو نوّاف سلام؟
ويُعدّ نوّاف سلام شخصية بارزة في المشهد السياسي اللبناني، فهو دبلوماسي وأكاديمي وقاضٍ في محكمة العدل الدولية، وقد شغل منصب مندوب لبنان الدائم لدى الأمم المتحدة سابقًا ويحظى بقبول واسع نظرًا لخبرته القانونية والدبلوماسية، وهو ما دفع العديد من الأطراف السياسية لدعمه في تولي رئاسة الحكومة الجديدة.
تحديات أمام الحكومة الجديدة
وتواجه حكومة نوّاف سلام العديد من التحديات، أبرزها إعادة إحياء الاقتصاد المنهار، تنفيذ الإصلاحات المطلوبة لاستعادة ثقة المجتمع الدولي، وإعادة هيكلة القطاع المصرفي كما يتعين عليها العمل على تنظيم انتخابات نيابية ورئاسية نزيهة، بما يضمن استقرار البلاد على المدى البعيد.
ردود فعل محلية ودولية
ولاقت خطوة تشكيل الحكومة الجديدة ردود فعل متباينة على الساحة السياسية اللبنانية، حيث رحّبت بعض القوى السياسية بها، معتبرة أنها فرصة لتحقيق الإصلاح، بينما أبدت أخرى تحفظها، مشيرة إلى أن نجاحها سيعتمد على مدى قدرتها على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.