احتدمت حدة المواجهات العسكرية في السودان، ما أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، في وقت يترقب الجميع جلسة مجلس الأمن.
وأفادت مصادر عسكرية وطبية باستمرار المواجهات العسكرية في قرى وبلدات شرقي ولاية الجزيرة، ما أدى إلى مقتل 50 شخصًا وإصابة 200 آخرين.
ووفق شهود عيان، أجبرت هذه المواجهات العسكرية الآلاف على مغادرة قراهم إلى مدن الفاو، وحلفا الجديدة، والقضارف شرقي السودان.
وأشار بيان صادر عن “مؤتمر الجزيرة” (كيان مدني) إلى أن قوة من الدعم السريع اقتحمت قرية السريحة التابعة لمحلية الكاملين شمالي ولاية الجزيرة، ونصبت أسلحتها ومدافعها في المباني العالية وبدأت في إطلاق النار.
وأوضح البيان أن مواطنين في المنطقة أفادوا بمقتل 50 شخصًا وإصابة 200 آخرين مع انعدام الرعاية الصحية في المنطقة.
تسليح المدنيين
ومع تصاعد وتيرة العنف شرقي ولاية الجزيرة، ذكرت قوات “الدعم السريع” في بيان اطلعت عليه “العين الإخبارية”: “بعد الهزائم المتلاحقة التي تعرضت لها مليشيات الحركة الإجرامية التييقودها البرهان (في إشارة لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان) في ميادين القتال، انخرطت في تسليح ما يُسمى بالمقاومة الشعبية وكتائب العمل الخاص في عدة قرى ومناطق في ولاية الجزيرة، وزجت بالمئات في القتال، وانسحبت للتباكي على مصيرهم ومن ثم المتاجرة السياسية الرخيصة بدمائهم”، على حد تعبيرات البيان.
وأضاف: “يتحمل البرهان المسؤولية الكاملة عمّا تشهده ولاية الجزيرة من اشتباكات مع المقاومة الشعبية وكتائب العمل الخاص، وقد تابع الجميع تصريحات موثقة للبرهان الذي أعلن على الملأ تسليح المدنيين تحت مسمى المقاومة الشعبية للقتال نيابة عن الجيش”.
وتابع بيان الدعم السريع: “تزامن إعلان البرهان عن توزيع السلاح مع مخطط استخبارات الجيش وجهاز المخابرات، الذي تم بموجبه توظيف المتمرد كيكل في تسليح الآلاف في قرى شرق ووسط وغرب الجزيرة، حيث جُرّد في وقت سابق عدد كبير من أفراد الدعم السريع من السلاح بحجة حملات محاربة الظواهر السلبية”.
ويشير بيان الدعم السريع إلى القائد الميداني أبوعاقلة كيكل الذي انشق عن صفوفها وأعلن انضمامه للجيش.
معارك محور الفاو
ومع توسع رقعة القتال، أعلنت مصادر عسكرية لـ”العين الإخبارية” اندلاع مواجهات جديدة في محور مدينة الفاو شرقي السودان بين الجيش السوداني وقوات “الدعم السريع” بالأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ووفق المصادر العسكرية، أسفرت هذه المواجهات عن قتلى وجرحى من الطرفين، ونزوح آلاف المدنيين هربًا من العنف والقتال.
وأشارت المصادر العسكرية إلى أن قوات الدعم السريع حشدت عناصرها وآلياتها القتالية لاقتحام مدينة الفاشر، التي تعاني حصارًا من عدة محاور لأشهر طويلة.
اجتماع مجلس الأمن
وقبيل اجتماع مجلس الأمن المقرر يوم الإثنين المقبل، لمناقشة تطورات الأوضاع في السودان، دعت قوى مدنية سودانية ومنظمات دولية الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي إلى البدء في التخطيط لنشر بعثة لحماية المدنيين في السودان، وفقًا لإعلام سوداني.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، دعوات المدنيين السودانيين وجماعات حقوق الإنسان المحلية والدولية للتدخل الدولي لحماية المدنيين بأنها تعبر عن الخطورة الكبيرة التي وصلت إليها الأوضاع في السودان.
تمديد الطوارئ الوطنية
ومع تصاعد وتيرة العنف، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن مساء الجمعة تمديد حالة الطوارئ الوطنية حول السودان لمدة عام إضافي يبدأ من مطلع نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.
وقال بايدن في بيان رئاسي: “إن سياسات حكومة السودان وأفعالها، والوضع في السودان ودارفور، لا تزال تشكل تهديدًا غير مألوف وغير عادي للأمن القومي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة، ولذلك تقرر تمديد حالة الطوارئ”.
وفي غضون ذلك، أطلق “مؤتمر نداء الوسط” (كيان مدني) نداءً عاجلًا لتوفير مراكز إيواء آمنة للنازحين، وإمدادهم بالدعم الغذائي والعلاجي العاجل. وطالب البيان وزارة الصحة بولاية الجزيرة بتسيير عيادات وصيدليات متنقلة على مسار النزوح لتقديم الرعاية الصحية الضرورية للمرضى والمصابين.