«حان الوقت لتسليم الشعلة إلى جيل جديد».. بتلك الكلمات سلم الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن بعدم قدرته على خوض سباق الانتخابات الأمريكية 2024، بسبب متاعبه الصحية التي كانت ظاهرة بوضوح أمام الجميع منذ فترة.
إنسحاب بايدن أنهى أكثر من 40 عاما قضاها الرجل المُخضرم في السياسة الأمريكية، شغل بها جميع المناصب، حتى أصبح الرئيس بعد مارثون انتخابات 2020 وإلحاقه الهزيمة بمنافسه وقتها دونالد ترامب.
بايدن .. رجل كل المناصب بأمريكا
أكثر من 40 عامًا قضاها جو بايدن من حياته في السياسة، منها 36 عامًا داخل مجلس الشيوخ الأمريكي، متبوعة بـ8 سنوات أخرى كنائب للرئيس الديمقراطي باراك أوباما، قادته في النهاية إلى البيت الأبيض بعد فوزه على منافسه الجمهوري دونالد ترامب في انتخابات 2020، ليحرمه من حصوله على ولاية ثانية سعى إليها في منافسه شرسة وقتها.
وبايدن هو ثاني مسيحي كاثوليكي يتمكن من الوصول للبيت الأبيض، كما يُعتبر أكبر رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية عمرًا، حيث شهد في حياته الكثير من الأحداث السياسية الهامة، والكثير من الأحداث الشخصية
التي أكسبته تعاطف الشعب الأمريكي وانتهت بتركه لبطاقة الترشح الخاصة بالديمقراطيين.
محاولات سابقة لحكم البيت الأبيض
لم تكن الانتخابات التي خاضها جو بايدن في عام 2020 المرة الأولى التي يحاول فيها الوصول إلى سدة الحكم، فقد حاول مرتين، أولهما عام 1987، ثم مرة ثانية في عام 2008 كمنافس للرئيس أوباما، لكنه فشل في كلا المحاولتين ولم يحصل على ترشيح الحزب الديمقراطي من الأساس.
وفي عام 1972 شهد بايدن واحدة من أكثر الحوادث مأساويه في حياته، حيث فقد زوجته نيليا، وابنته ناعومي في حادث سيارة، بينما نجا وولديه بو وهانتر من ذلك الحادث.
إلا أن الأحداث لم تتوقف عند هذا الحد، بل فقد بايدن ابنه بو بعد ذلك بعدة سنوات أخرى بعد معاناته من سرطان المخ عام 2015عندما كان عمره 64 عامًا.
وألقى الرئيس أوباما في جنازته خطابًا مؤثرًا، كما أصدر البيت الأبيض بيانًا رسميًا لينعيه.
علاقته بأوباما
يتحدث جو بايدن عن علاقته بالرئيس الأسبق باراك أوباما بشكل دائم ويؤكد الطرفان أن ما يجمعهما أكثر من مجرد صداقة، كما ظهر أوباما في حملة بايدن الانتخابية وسافر معه في عدد من المدن والولايات ليساعده في جمع المزيد من الأصوات، خاصة الأمريكيين ذوي الأصول الأفريقية، مما أكسبه الثقل والدعم الشعبي اللازم لهزيمة دونالد ترامب في 2020.
كما وقفت المرشحة الديمقراطية ووزير الخارجية السابقة هيلاري كلينتون في صفه، مع زوجها، والرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون، ونشرا صوره لهما خلال التصويت له، داعين الأمريكيين لمساندته «من أجل مستقبل أفضل».
حياته الشخصية
تعرف بايدن على زوجته الحالية جيل عام 1975، وتزوجها في وقت لاحق من عام 1977.
ولد جو بايدن في مدينة سكرانتون بولاية بنسلفانيا في 20 نوفمبر 1942، حيث عمل في السياسة وترشح كسيناتور في مجلس الشيوخ عن ديلاور لستة مرات متتالية، ثم عمل في منصب نائب الرئيس السابق باراك أوباما والذي تولى حكم البيت الأبيض في ولايتين متتاليتين منذ عام 2008 وحتى 2016.
ومنذ حوالي عامين، يتحدث الديمقراطيون في الولايات المتحدة الأمريكية عن أن جو بايدن هو الديمقراطي الأجدر بمنافسة دونالد ترامب وهزيمته نتيجة خبرته السياسية الطويلة ودرايته بالكثير من الملفات والقضايا التي تتصدر المشهد السياسي في العالم خلال الفترة الحالية.
نهاية حزينة
وكان جو بايدن يستعد لتكرار مواجهة 2020 أمام المنافس الشرس الجمهوري دونالد ترامب، آملا في إلحاق الهزيمة الثانية به، إلا أن حالته الصحية وتقدمه في العمر لم تسعفه لخوض الانتخابات.
الحالة الصحية الصعبة التي ظهر عليها بايدن خلال المناظرة الأولى لترامب دفعت كل شيء حوله إلى الانهيار سواء الدعم الحزبي أو الشعبي أو حتى دعم المانحين لحملته الانتخابية التي بدت لهم كالسفينة الغارقة، مما دفع الحزب الديمقراطي للضغط على جو بايدن من أجل الانسحاب.
وبالفعل خرج بايدن ليعلن في بيان أنه لن يخوض الانتخابات تبعتها كلمة ألقها على مسامع الشعب الأمريكي وقال خلالها أنه سيسلم الراية – راية حكم الولايات المتحدة – إلى جيل آخر.