حالة من القلق تسيطر على أوليات الأمور، بعد تكرار جرائم التعدي على طلاب داخل المدارس، وانتشرت العديد من التعليقات الغاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي، الأمر الذي أصبح يشكل خطورة، ويتطلب التعامل بحزم مع الأمر، إلى جانب الوقوف على أسباب تلك الحوادث البشعة.
◄ جريمة مدرسة التجمع
تعرضت الطالبة كرمه أحمد، البالغة من العمر 13 عامًا، للاعتداء بالضرب من قبل ثلاث زميلات داخل ممر إحدى المدارس الدولية الشهيرة بالتجمع الخامس، وهي الواقعة التي أثارت الرأي العام، خلال الأيام الماضية.
ومن واقع شهود الواقعة، كانت الطالبة المجني عليها تسير متجهة نحو حافلتها المدرسية، تفاجأت بإحدى زميلاتها تعترض طريقها وتبدأ بمضايقتها لفظيًا، وتطور الأمر إلى اعتداء بدني عنيف، حيث قامت الفتاة وزميلتان أخريان بضربها على رأسها ووجهها، مما أدى إلى فقدان الطالبة الوعي، ليتم نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى.
◄ أقوال المتهمات
وكشف التقرير الطبي أن الطالبة كرمه أصيبت بكسر في الأنف وكدمات متفرقة في الرأس، ما استدعى التدخل الطبي العاجل.
واستمعت نيابة القاهرة الجديدة، إلى أقوال المجني عليها، واتهمت الطالبة التي حضرت إلى النيابة على كرسى متحرك مع والدها، الفتيات الثلاثة بالتنمر عليها والتعدي عليها داخل المدرسة.
وأكدت الطالبة المتهمة في أقوالها أنها تعرضت هي أيضا للاعتداء والسب من الطالبة المجني عليها: «أنا اتعرضت للاعتداء واتضربت وكنت رايحة أعمل محضر هما قالولي نتصالح، أنا مستقبلي ضاع أنا كنت من الأوائل وعمي أول ما عرف بالقضية مات ومعرفتش أروح الدفنة، أنا مظلومة وليا حق».
وتم استجواب الطالبات الثلاث المتهمات، اللاتي لم ينكرن التهم المنسوبة إليهن، مؤكدات أن الاعتداء جاء كرد فعل على “استفزازات” سابقة من كرمة، وفق ادعائهن. لكن فيديو الواقعة، الذي صوره بعض الطلاب وانتشر على وسائل التواصل الاجتماعي، كان دليلًا قاطعًا يدينهن، بناءً عليه، قررت النيابة إخلاء سبيلهن بضمان مالي، مع استمرار التحقيقات لضمان العدالة.
◄ قرارات صارمة
من جانبها، أعلنت إدارة المدرسة فصل الطالبات المتورطات في الاعتداء، وتحويل ملفاتهن إلى لجنة الحماية المدرسية، كما أصدرت قرارات صارمة بمعاقبة الطلاب الذين قاموا بتصوير الحادثة وتداولها بدلاً من التدخل لوقف الاعتداء.
وقررت الوزارة وضع المدرسة تحت الإشراف المالي والإداري، وشكّلت لجنة تحقيق لمراجعة سياسات المدرسة وضمان عدم تكرار مثل هذه الحوادث في المستقبل.
ولم تكن الواقعة هي الأخيرة، بل شهدت محافظة الإسكندرية، قيام طالب في إحدى المدارس الدولية بالتعدي بالطعن على ثلاثة من زملائه، أحدهم في حالة حرجة.
◄ طعن طلاب بالإسكندرية
وكانت البداية بمعاكسة المتهم لإحدى الطالبات خلال درس خصوصي، الأمر الذي أثار حفيظة زملائها الثلاثة الذين حاولوا منعه من مضايقة زميلتهم، وفق ما أكده أحد شهود العيان.
◄ زملاء الطلاب المجني عليهم
وحدثت مشادة كلامية بين المتهم وزملائه، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تطور الأمر لملاحقة الطالب المتهم للضحايا الثلاثة حتى دخلوا أحد المولات التجارية القريبة من مقر الدرس الخصوصي، وباغتهم بطعنات متفرقة باستخدام سلاح أبيض، ما أسفر عن إصابة أحدهم بجروح بالغة في الكبد والقولون والبطن، ودخوله العناية المركزة في حالة حرجة.
وألقت الأجهزة الأمنية، القبض على المتهم وتم تسليمه للشرطة التي تباشر التحقيق في الواقعة لكشف ملابساتها ودوافع الجريمة.
◄ جريمة خلف أسوار المدرسة
واستمرارًا لجرائم الطلاب داخل المدارس شهد محيط إحدى المدارس بمنطقة القناطر الخيرية في محافظة القليوبية، مشاجرة قام خلالها طالب بالتعدي على زميله بسلاح أبيض، خارج أسوار المدرسة بعد الانتهاء من أداء الامتحانات.
جرى نقل المصاب إلى مستشفى القناطر الخيرية، وتحرر محضر بالواقعة، وتولت النيابة التحقيق.
تلقى مساعد وزير الداخلية لقطاع أمن القليوبية، إخطارًا بورود بلاغ من شرطة النجدة بقيام طالب بالتعدي على زميله بسلاح أبيض.
انتقلت على الفور الأجهزة الأمنية، وبالفحص تبين قيام طالب يدعى «محمد ي س» طالب بالصف بالثانوي، بالتعدي على طالب آخر ويدعى «أحمد ح ص» خارج أسوار المدرسة، ما أسفر عن إصابته بجرح في الرقبة والفخذ، وتم نقل الطالب المصاب إلى المستشفى لتلقي العلاج.
◄ قرار روتيني
وقرر وكيل وزارة التعليم بالقليوبية مصطفى عبده، تشكيل لجنة من مدير إدارة الأمن بالمديرية ومدير إدارة المتابعة للتحقيق في الواقعة وسؤال شهود الواقعة وعمل تقرير فوري في واقعة تعدي طالب على زميله بالقناطر الخيرية.
وقبل شهرين تحديدًا في نوفمبر الماضي، شهدت مدرسة بورسعيد الميكانيكية، واقعة مأساوية، حيث قام طالب بطعن زميله بسلاح أبيض، ما أدى إلى وفاته.
تلقت الأجهزة الأمنية بمحافظة بورسعيد إخطاراً من مسشتفى الزهور المركزي يفيد باستقبال محمد عمر مهران، الطالب بالصف الأول الثانوي بمدرسة بورسعيد الميكانيكية، في حالة حرجة متأثراً بإصابته بطعنة نافذة في القلب، بادعاء اعتداء زميله في المدرسة المدعو “ع.ن.ع” عليه بسلاح أبيض.
وحاولت أطقم الرعاية الطبية في المستشفى إنقاذه إلا أنه فارق الحياة متأثراً بإصابته، بعد هبوط في الدورة الدموية أدى لتوقف عضلة القلب، وتم ضبط المتهم.
◄ الطالب المجني عليه
فيما أصدرت النيابة العامة قرارها بانتداب الطب الشرعي لمناظرة الجثمان والوقوف على أسباب الوفاة.كما طالبت إدارة البحث الجنائي بمديرية أمن بورسعيد بالتحري عن الواقعة وسرعة ضبط الجاني ومثوله أمام النيابة العامة.
ما حدث داخل المدارس أو حتى حولها، يتطلب الدراسة من جانب وزارة التربية والتعليم، والخبراء لمعرفة سبب وصول الطلاب لهذه المرحلة الخطيرة، والعمل بشك فوري على وضع خطة لتقويم سلوك الطلاب، لعدم تكرار مثل هذ الجرائم، التي تؤدي إلى ضياع المستقبل.